كانت أحرفي بمثابة كف تربت على قلبي حينما أكون بمفردي، حينما يداهمني حزني ولا أستطيع البوح لأحد، كانت تنصتُ لي بكل هدوء وتمعن وتجعلني أُفرغ فيها حُزني كله، دون قيد أو شرط أنا والحرف ورؤاي فمُ الكتابة لا يمكن أن يخرسهُ أو يصمه أحد خُلق حرٌ طليق فمٌ لا تقيده شفاه أو تحجبهُ يدان.
ولما كنتُ أمقتُ الظُلم بشدة وأراه أكبر مأساة ممكن أن أواجهها في حياتي أو يتعرض له أحد. كانت أحرفي سندي في أن أدافع عن الحق أو اعترض. وهذا حال الكتّاب جميعاً!.
إن كل شيء يمتلكه الانسان وإن كان حرفة أو موهبة يأخذ شيء من شخصيته ويرتبط به ارتباطاً وثيقاً حتى إنه يغدو صورة منه في أي مكان يُترك فيه.
الكتابة هي أحد تلك الأشياء التي تعد غالباً من النعم وبالشكر تدوم النعم، والكتابة بديمومة حبر فكر كاتبها تدوم.
وحين نكون على أعتاب قضية كونية حتمية وهي تعد قضية هوية وانتماء وهي ذكرى الغدير حريٌ بمن يمتلك مداداً وحرف أن يفضي قلمه لتعميق هذه القضية في كل منصة الكترونية وورق وكتاب أن يسلط الضوء على جوانب الغدير كافة وتنوير عقول الشيعة كافة وهم أصحاب هذه القضية قبل العالم الخارجي.
فنحن نجد اليوم حاجة ماسة لايجاد القناعة والقوة الغديرية في نفوس الاقربين فهناك فقرٌ معرفي وعقائدي بأهمية وفضل هذه المناسبة واهمال ملحوظ في احيائها وتعظيمها.
فعلى الغديريين كافة أن يمنحوا تعظيم هذه المناسبة حظاً من وقتهم وعلى كافة الأصعدة ونخص هنا اصحاب القلم وقد أشار أحد الشباب الناشطين في دولة الكويت الى نقطة هامة وهي إن جزءاً من الاهمال يقع على عاتق انشغال الناس بالتحضير والاستعداد لمحرم الحرام وهذا عذر غير مقبول حتماً فإن الذين خرجوا لقتل الحسين عليه السلام إنما خرجوا بغضاً بابيه وبغضاً وحقداً على يوم الغدير لأنه يوم اعلان رسمي لأحقية الامام علي بالخلافة وتولي الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وآله.
فإن احياء الغدير ماهو إلا تمهيداً لعاشوراء، فإنما عاشوراء هو انتقام وحقد دفين صب على الحسين في معركة الطف وانما ارادوا بقتله اطفاء نور الله وتدليس حق الغدير وإذا كنا نود أن نكون في معسكر الحسين عليه السلام علينا أن نكون في معسكر الغدير أولاً وإن أي عذر لاهمال إحياء الغدير الذي عُد عيد الله الأكبر فأنه غير مقبول عقلاً ومنطقاً وإنما هو تخلي.
- عن أبي الحسن الليثي عن الإمام الصادق (عليه السلام): أنه قال لمن حضره من مواليه وشيعته: أتعرفون يوما شيد الله به الإسلام، وأظهر به منار الدين، وجعله عيدا لنا ولموالينا وشيعتنا؟ فقالوا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، أيوم الفطر هو يا سيدنا؟ قال: لا. قالوا: أفيوم الأضحى هو؟ قال: لا، وهذان يومان جليلان شريفان، ويوم منار الدين أشرف منهما؛ وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم أمر الله عزوجل جبرئيل (عليه السلام) أن يهبط على النبي (صلى الله عليه وآله) وقت قيام الظهر من ذلك اليوم، وأمره أن يقوم بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأن ينصبه علما للناس بعده، وأن يستخلفه في أمته. فهبط إليه وقال له: حبيبي محمد! إن الله يقرئك السلام، ويقول لك: قم في هذا اليوم بولاية علي (عليه السلام)؛ ليكون علما لأمتك بعدك، يرجعون إليه، ويكون لهم كأنت، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): حبيبي جبرئيل! إني أخاف تغير أصحابي لما قد وتروه، وأن يبدوا ما يضمرون فيه. فعرج، وما لبث أن هبط بأمر الله فقال له: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس).
فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذعرا مرعوبا خائفا من شدة الرمضاء وقدماه تشويان، وأمر بأن ينظف الموضع ويقم ما تحت الدوح من الشوك وغيره، ففعل ذلك، ثم نادى بالصلاة جامعة، فاجتمع المسلمون، وفيمن اجتمع أبو بكر وعمر وعثمان وسائر المهاجرين والأنصار. ثم قام خطيبا وذكر بعده الولاية، فألزمها للناس جميعا، فأعلمهم أمر الله بذلك فقال قوم ما قالوا، وتناجوا بما أسروا. مصدر الحديث: الإقبال
اضافةتعليق
التعليقات