لازالت الحيرة تسكن اطراف قلبك الهزيلة.. ينتابك شعور بالتقصير تجاه الخالق و المخلوق، هنالك أسئلة تجوب خاطرك الضائع.. فبعد قرونٍ عديدة من التيه... وإسرافك في تقادير بدائية ورثتها من أجدادك، حان الوقت لتخرج عن مساحة جسدك.. و تبحث عن الحقيقة التي حاول التاريخ خنقها!.
و بما اننا في عصر الوجوه والأقنعة، اذاً ستحتاج الى منهج الوجه الواحد... فما عليك سوى البحث عن وجه حقيقي تميز به الوجوه الخادعة، ستحتاج الى بياض الزنج.. لتكتشف سواد الطغاة!. فالدقة الإلهية في توظيف أنبياء ورسل يرشدون الناس على الكرة الارضيّة على طول الحياة، تجبرك ان تطرح هذا السؤال على نفسك.. وهو كيف لرسولٍ مثل محمد (ص) ان يترك أمته تائهة في الارض؟!! فإنّ أيّ إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه وقرب أجله تراه يوصي بأهمّ الأُمور عنده وأعزّها، فكيف لرسول بعظمة محمد ان يترك أُمَّةً كامله دون ولي و لا نصير؟!! ولكن.. ما ان دققت في كتاب الله القرآن الكريم ستجد الجواب نصب عينيك (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55}.
والسؤال الفرعي الذي يطرح نفسه، من هو الذي امن واقامَ الصلاة وأتى الزكاة وهو راكع و امرنا الله باتباعه بعد محمد؟ عندما تراجع أحكام القرآن، للجصّاص ج2 ص557 لأهل السنة... و الأنوار ج35 باب (4) من ص183 لمذهب التشيع.. ستجد بان الله تعالى يشير في آيته الكريمة الى علي!.
اذا من هو علي؟ هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القُرشي ابن عّم الرسول محمد (ص). الذي تصدق بخاتمه وهو راكع، فنزلت هذه الآية بحقه.. و أمرنا الله باتباعه بعد الرسول.. و لمنزلته الرفيعة عند الله و علو شأنه ذكر اسمه في الكتب السماوية... كما انه معروف باسم ايليا عند الدين الصابئي. فخلف الرسول محمد (ص) علياً بعده في آخر حجه أداها، و عاهدوه المسلمون على ذلك في منطقة سميت بغدير خم. عندما نزلت الآية الشريفة التي أمر بها الرسول من قبل العلي القدير بإبلاغ المسلمين على اتباع علي بعده، (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهدِي القَومَ الكَافِرِينَ)).
الآية جداً صريحة.. و دلالة واضحة على ان المسلمين يجب ان يتبعوا علي.. ولكن المسلمين بعد موت الرسول نقضوا العهد، و أخذهم الطمع في السلطة وغرتهم الحياة الدنيا، فما كانت الآية الشريفة الا تفسير واضح على حال المسلمين بعد الرسول الأعظم: {وَ مَامُحَمَّد إلاّ رَسُولٌ قَد خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل افَأَن ماتَ أو قُتِلْ إنْقَلَبْتُم عَلى أعْقابِكُم وَمَنْ يَنْقَلِبُ عَلى عِقْبَيهِ فَلَن يُضِرُّ الله شِيْئا}. وها نحن نرى الناس انقسموا لطائفتين.. طائفةٌ ضعيفة رضيت بالواقعِ الظالم و سكتت عن الباطل.. فظن أهل الباطل انهم على حق! و فئة صمدوا و ساروا على نهج الرسول و أهل بيته وآمنوا بأن علي هو اول خليفة بعد الرسول.. فمن اتبعه نجا.. ومن خالفه وكأنه ما اكمل دينه لأننا نجد الله يوصي الرسول بضرورة ابلاغ المسلمين على اتباع علي.. واذا ما بلغ وكأنه ما بلغ رسالة ربه، فكيف لنا بعد كل هذا ان نتغاضى على ولايته! و نحن نعرف بان الليل يتوضأ بالنجوم، و القمر يتوضأ بالشمس.. و الدين يتوضأ بعلي، و من لم يتوضأ بعلي فقد بطل دينه.. و باطل الدينِ لا صلاة له..
اضافةتعليق
التعليقات