• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مجرد شجاعة

هدى المفرجي / الأثنين 11 آذار 2019 / تطوير / 2135
شارك الموضوع :

ولأنها لم تعد تطيق العيش في الفراغ وجلد ذاتها كل مساء ومعاقبتها على ماليس فيها وما فيها قررت الخروج من سرداب روحها والانتفاض على نفسها التائ

ولأنها لم تعد تطيق العيش في الفراغ وجلد ذاتها كل مساء ومعاقبتها على ماليس فيها وما فيها قررت الخروج من سرداب روحها والانتفاض على نفسها التائهة وكسرت برواز الهدوء وأطلقت العنان نحوها كبيت شعر تحفظه رغم أنها لاتهتم للشعر والأسوء أنها لاتفهم هذا البيت بالذات!.

أخذت خطواتها تجر الواحدة تلو الأخرى بتثاقل ممل مؤلم وشعرها المبعثر فوق جبينها يرسم لوحة الانكسار وكتفيها كميزان تعب على مر الزمن فأخذت كفتيه بالسقوط شيئا فشيء وكأن شبحا يجرها نحو القاع، ولكن خط رفيع من الأمل مازال معلقا يرتجف بالظلام.

ارتمت بجسدها المتعب على الزاوية وأخذ كيانها ينسدل على الحائط حتى استقر على الأرض مع صوت أنينها المكبوت، طرقت نسمات الهواء نافذتها المعتمة ثم تسللت من بين الفتحات وأطلقت تحية النفس المنعش ثم سارت بكل بطئ وشيء من البرودة لتقبل شفاهها بسلاسة وتذهب نحو الحنجرة فتسكن شهقاتها وتخرج الحسرات دون وداع وكأن تلك النسمات أرسلت من جبار مقتدر لتزيل بقايا الأسيد من ذكرياتها التي كانت تكاد تقضي عليها.

سحبت قدميها بخوف مرتجف واعتدل قوامها ثم اتكأت على الحائط وسارت نحو مفتاح الضوء وأنارت تلك الحجرة المظلمة، وقفت أمام المرآة ورفعت ماتبقى من الشعر المنسدل ونظرت لنفسها ثم ابتسمت وتلمست مسامات وجهها وتسائلت: هل يستحق الراحلون عني دون أسباب كل هذا، أن نفسد ابتسامتنا ونزيد من تجاعيد وجهنا لأجل شيء ابتدأ مبهما وانتهى في لحظة عدم ونرتضي أن نكون ممسحة في أيديهم ليرموها بالظلام محملة بالألم.

ياترى هل هناك شيء يستحق كل هذا؟

كل الأشياء ناقصة مهما اكتملت، حتى المشاعر والكلمات كلها أشياء اقتربت من التصنيع ونهايتها أظن أنه سيكون الاصطدام بحائط  مريع من كم الأشياء التي نتجاهلها لخاطر هذا وذاك، حتى يأتي اليوم الذي نخسر فيه أنفسنا وكأننا كنا نصفين وانتصفنا فتترك اليد اليد الأخرى ولايعود القلب ينبض للروح والعين لاتبصر مصححة للوجه فنصبح أشلاء مبعثرة، كل جزء فينا يبحث عن الآخر ويزداد الظلام وتستبد العصبية المفرطة وتصبح الابتسامة رسما لا أكثر وتكثر تجاعيد الحزن ويشيب الشعر للاشعور.

ربما علينا أن نعي كلمة لابأس ولانظلمها بتفكيرنا فنظن أننا حينما ندوس على أنفسنا أو نقتل الحرية فينا أو نستنقص من ذواتنا هو معناها، لابأس تعني أنه سيكون كافيا أن تعلم بأنك حي في هذا الكون والباري وهبك حواس تتحكم أنت فيها لاغيرك، أن تعي أن الهواء ذاته معك والسماء ليست مختلفة من شخص لآخر.

لكن نظرتك تغيرها وتحولها من نور إلى ظلام، افتح النافذة وانظر بتأمل وسترى حتى نجومها الخفية في عز الصباح، لربما الطرق تفرق كل شيء لكن حتما ذات يوم سندرك الأسباب فبعض الأشياء المبهمة وجدت لسبب لا لنقتل أنفسنا حيرة وندم، عليك أن لاتتقبل أبدا فكرة تآكل جسدك من الداخل وإلا أصبح ركاما وجسدك يتلاشى أمام عينيك كما الموت منقضا على روحك.

أنت بحاجة للشجاعة، شجاعة لتتخطى الألم، لتترك كل الذي مضى، لتجلس معتدلا، لتبتسم من داخلك، وشجاعة للتكلم بملئ حنجرتك، فلا يبقى سوى الذي يحبك بصدق وارتضاك بصدقك وقوتك لا بضعفك مسيرا تحت أمرته، شجاعة لإيقاد شمعة الحياة واشعال نور الحجرة المظلمة داخلك، فكل شيء في هذا الكون ليس صعبا، فقط يحتاج منك مجرد شجاعة.

لاتستصعب الأمر وانهض الآن، إمسح الرسائل المؤلمة واحذف ما تبقى من شوائب الأشخاص، إلق الكلام الذي يضيق على صدرك، وغيّر لون حياتك واترك تلك العصبية المفرطة، فلا شيء يستحق، واختلط بمن حولك وكفاك ظلمة وظلما لروحك فأنت تستحق الحياة، ولو كان غير هذا فأنت مخطئ.

الله لم يخلقك عبثا لتترك جسدك يتلاشى للاشيء، فمن حق نفسك عليك أن لا تجعلها موطنا لليأس، وتأكد أنك حين تنكسر لن يرحمك بعد الله سوى نفسك، وحين تنهزم لن ينصرك سوى إرادتك، فقدرتك على الوقوف مرة أخرى لا يملكها سواك، وﻻ ﺗﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑكت ﻗﻠبك، ﻭﻗﻞ ﺍﻟﻠﻪ يعوضني ﺧﻴﺮﺍ، فالعناية بالنفس وحمايتها ضرورة ملحة، فلا تعطي اﻷحداث فوق ما تستحق، فاليأس حين يسيطر على النفس البشرية يشعر الفرد بالضياع والاحباط، فكل الأشياء التي من حولنا ليست سيئة وليست جيدة، وليست إيجابية ولا سلبية، لكن نحن الذين نصبغها بهذه الصبغة.

هناك كلمات تنسب للامام علي (عليه السلام):

إذا آلمك كلام البشر فلا تؤلم نفسك بكثرة التفكير، لماذا قالوا ولماذا فعلوا ذلك، ثق بربك ثم بنفسك، طالما هم بشر مثلك فليس لديهم سوى ألسنتهم، ولا يملكون نفعا ولا ضرا، فلا تعط الأمر أكبر من حجمه وتمتع بالحياة واجعل من يراك، يتمنى أن يكون مثلك ومن يعرفك يدعو لك بالخير.

الانسان
الحياة
الايجابية
الامل
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ما بعد الرحيل

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    هكذا تؤثر الهرمونات في تفاوت الاضطرابات النفسية بين الجنسين!

    الزهراء.. خبزُ السَّماء ونورُ الأرض

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    آخر القراءات

    التَّعلِيمُ.. مَهَمَّةُ الأَنبياءِ

    النشر : الثلاثاء 05 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كينونة الحلم بمنطق أقفاصها

    النشر : الأربعاء 17 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    كيف ظهر متحور XEC الجديد من فيروس كورونا؟

    النشر : السبت 26 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    هل ستنقرض اللغة العربية في القرن الحادي والعشرين؟

    النشر : الثلاثاء 14 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    احصائيات مخيفة عن العنف ضد المرأة في العالم

    النشر : الأحد 07 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    صدمة استيعاب طارئة

    النشر : الأربعاء 13 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 949 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 945 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 700 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 636 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 380 مشاهدات

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه

    • 361 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1452 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1407 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1111 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1075 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1061 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 949 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ما بعد الرحيل
    • منذ 7 ساعة
    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة
    • منذ 7 ساعة
    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء
    • منذ 7 ساعة
    هكذا تؤثر الهرمونات في تفاوت الاضطرابات النفسية بين الجنسين!
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة