كيف أتغير، كيف أكون ناجحا؟. أسئلة تتبادر إلى الأذهان كلما شعر أحدنا بالفشل أو خيبة أمل أو شاهد شخصا يفوقه نجاحا، وهذه الأسئلة عادة ما تكون كوخزات الإبر المؤقتة تصيبه بالحيرة بقدر ما تؤلمه ويتسائل بدهشة كيف فعلها!، فيرجئ السبب للحظ ليخدر جوارحه، ولكن هناك من يستوطن التيه في داخله كالغيم المتحير في السماء ويأخذ حيزا كبيرا من وقته وتفكيره وتؤثر على تصرفاته وسلوكه وقراراته وتحبطه وتهتز شخصيته وتربكه في اتخاذ أبسط القرارات.
فكيف سبقنا الآخرون ونحن نراوح في مكاننا!، بالتأكيد هناك أسباب وآراء مختلفة ولكن نريد أن نركز على رأيين لكاتبين علّنا ننير عتمة في دواخلنا أو نصحح فكرة مغروسة في رواق الفكر.
الأولى للمؤلف الفكاهي الأمريكي جوش بيلينج الذي أصدر عددا من الكتب الاجتماعية الناجحة، والثاني تى.هارف ايكر مؤلف أفضل الكتب مبيعا وأحد تجار أمريكا المشهورين.
يقول الكاتب جوش بيلينج: (إن الأشياء التي لا نعرفها ليست ما يعوقنا عن النجاح ولكنها تلك الأشياء الخاطئة التي نعرفها هي التي تمثل أكبر العراقيل أمامنا).
ويقصد إن الأفكار والتصرفات أو طرق تفكيرنا القديمة هي التي أوصلتنا إلى حيث نحن الآن وخصوصا تلك الأفكار التي نظن إنها هي الصحيحة أو المناسبة لنا تماما.
ويوضح لنا هارف أهمية الأفكار فيقول: (إن توجيهك يقود إلى أفكارك وأفكارك تقود إلى مشاعرك ومشاعرك تقود إلى أفعالك وأفعالك تقود إلى نتائجك، فالأفكار تأتي من (ملفات المعلومات) الموجودة داخل خزانات حفظ المعلومات داخل عقلك. وتأتي هذه المعلومات من البرمجة التي تمت في الماضي فأن التوجيه المسبق هو الذي يحدد كل الأفكار التي تقفز إلى عقلك. ويتم توجيهنا بثلاث طرق أولية في كل جانب من جوانب الحياة بما فيها المال وهي:
التوجيه الشفوي: ما الذي سمعته عندما كنت صغيرا.
التقليد: ماذا رأيت عندما كنت صغيرا.
الأحداث الخاصة: ما التجارب التي مرت بك وأنت صغير؟
ويقول هارف ولهذا: (لقد تعلمت أنه في أحيان كثيرة يكون عقلي هو أكبر عائق أمام النجاح، ولقد اخترت ألا احتفظ بأفكار لا تقوي وجهة نظري عن النجاح والثراء).
ولأجل المضي قدما بفكرة التغيير وإنجاحها يضرب لنا مثلا هارف فيقول: تخيل أن شجرة فاكهة تمثل شجرة الحياة، وفاكهة هذه الشجرة هي النتائج التي حصلنا عليها من طريقة حياتنا وتصرفاتنا ولكن لا يعجبنا منظرها أو ليست جيدة الطعم.
إذا ما الذي نفعله؟ إن معظمنا يولى مزيدا من الاهتمام بالفاكهة وأقصد نتائج حياتنا. ولكن من هو المسؤول عن إنتاج هذا النوع من الفاكهة التي لا تعجبنا؟. إنها البذور والجذور هي ما تنتج تلك الفاكهة. فما يوجد أسفل الأرض هو ما ينتج ما فوق الأرض. إن غير الظاهر هو الذي ينتج الظاهر. ويعني هذا أنك إذا أردت تغيير الفاكهة فعليك أن تقوم أولا بتغيير الجذور. فإذا أردت أن تغير ماهو ظاهر ومرئي فعليك أن تغير ماهو مختفِ وغير مرئي.
وهذه الآراء توضح لنا إن علينا أن ننظر للسبب الجذري الذي يمسك بنا ويمنعنا من التغيير، وكون الإنسان يتخذ قرار التغيير فهذا أمر بسيط وقرار يأتي أحيانا بشكلٍ سريع وفوري، ولكن تنفيذ القرار هو من يحتاج إلى وقت وإصرار ومماطلة مع الذات ووضوح وشجاعة لكشف أفكارنا وتصرفاتنا التي تحول بيننا وبين النجاح فليس الجميع مستعد لها داخليا، إذ إن الاستعداد الداخلي للتغيير ووضوح الهدف والقدرة على مواجهة التحديات هي ما يلزم للنجاح.
وأوضح لنا هارف عوامل التغيير وهي، العامل الأول:لإحداث التغيير هو الإدراك. فلا يمكنك أن تغير شيئا لا تدرك وجوده.
والعامل الثاني: للتغير هو التفهم، فأنه عندما تتفهم من أين تنبع طريقة تفكيرك فحينها تستطيع أن تدرك إنها يجب أن تأتي من خارجك.
العامل الثالث: للتغيير هو الانفصال. فما أن تدرك إن طريق التفكير هي لا تخصك ولا تنفعك، حينها تستطيع أن تنفصل عنها.
والعامل الرابع: للتغيير هو إعادة التوجيه حيث تقوم بتوجيه ملفاتك العقلية.
اضافةتعليق
التعليقات