إن الثقة بالنفس تعتبر من أهم الخطوات الهامة في طريق تنمية الوعي، وهي تأتي في مقدمة عوامل النجاح بالنسبة للفرد في جميع اصعدة حياته، لأنها تتيح للإنسان إمكانية الغلبة على جميع العقبات التي تقف دون ارتقاء مستوى وعيه، وبها يتمكن الإنسان أن يتحرر من الأفكار والمشاعر السلبية التي تمنعه من توسيع آفاق مداركه الذهنية.
الفرق بين الثقة بالنفس والتعجرف
ان الثقة بالنفس تعني ان ينظر الإنسان بإيجابية إلى ذاته، وأن يتمتع بتقدير واحترام عال لها، وأن يفكر ويتصرف من منطلق أنه شخص له قدر وقيمة وكفاءة وأهلية.
والأسباب التي تدفع الإنسان إلى احترام ذاته وتكوين رؤية حسنة عن نفسه، قد تكون واقعية ومعتمدة على الموازين الحقيقية فتسمى حينئذ الحالة المكتسبة منها: الثقة بالنفس، وقد تكون هذه الأسباب خاطئة او وهمية فتدعى حينئذ بالتعجرف او التغطرس او التعالي.
ومن سمات الإنسان الواثق من نفسه أنه صاحب نفسية قوية ونبيلة تتقبل ذاتها بقدر حجمها، ولا تبالغ في خلع التقدير عليها اكثر مما هي عليه.
ولكن الإنسان المتغطرس هو صاحب نفسية ضعيفة ودنيئة، ولا يتصرف الا سعيا وراء ما يملؤه زهوا، وهذا مايدفعه إلى إذلال نفسه في بعض الأحيان امام من ينتظر منه مكسبا او يأمل منه شيئا.
اهم دواعي اكتساب الثقة بالنفس
ينبغي لكل من يرغب ببناء الثقة في نفسه أن يوفر لنفسه حين القيام بأي عمل جميع المتطلبات التي تؤهله للنجاح في أداء وظائفه بأفضل صورة ممكنة والقيام بواجبه بالشكل المطلوب ليكون الفرد عبر السلسلة المتلاحقة من النجاحات في كيفية أداء ما عليه، متمكنا من اكتساب المزيد من الثقة التي تجعله قادرا على التطلع للأمام نحو نجاح اخر، وبالتالي نحو الارتقاء بوعيه وتطوير شخصيته الإنسانية.
ومن أهم الأمور التي تدفع الإنسان للنجاح في اموره هي درايته بميزان قدرته وإمكاناته الحقيقية ومراعاتها حين تحديد أهدافه وطموحه. لان ذلك يرشده ليسعى بمحض ارادته وراء أهداف تنسجم مع نطاق قدراته وطاقاته وحجم امكاناته، فترتفع بذلك نسبة النجاح حين المبادرة إلى الإنجاز، فتكون النتيجة نيل المزيد من الثقة بالنفس نتيجة النجاح المتكرر.
اهم دواعي فقدان الثقة بالنفس
يعتبر الشعور بالنقص من أهم الأسباب المؤدية إلى فقدان الثقة بالنفس والتقدير السلبي للذات. وينشأ هذا الشعور لدى الإنسان من خلال الفشل المتتالي في كيفية أداء ما عليه، أو نتيجة عيب يعاني منه أو الشعور بالحرمان من شيء يفتقر اليه او من مقايسة نفسه مع من هو أعلى مرتبة منه في أمور الدنيا، أو غير ذلك من الأفكار السلبية التي تملي على الانسان حالة الإحساس بالقصور والانحطاط والدناءة. ينبغي ان يقوم الفرد بدراسة متأنية حول النقص الذي يعاني منه، ليتعرف على دوافع الشعور بهذا الإحساس.
ينبغي على الإنسان أن يتقبل هذا النمط من العيوب والنقائص الموجودة فيه دون امتعاض، وعليه أن يرفع مستوى وعيه ليتمكن من عدم التفاعل وعدم الاستجابة الوجدانية لهذا النقص، ومن ثم توقيف تأثير هذا الشعور على سلوكه وشخصيته.
وينمو وعي الإنسان في هذه الحالة عبر إدراكه بأن البلاء الذي قد ابتلي به، ليس إلا امتحان إلهي شاءته الإرادة الإلهية لتختبر به مدى رضاه بقضائها وقدرها. فيدفعه ذلك إلى تعميق الصلة بالله عز وجل والوقوف بوجه هذه المشاعر السلبية من أجل نيل الثواب الذي اوعده الله للصابرين.
ثمار الثقة بالنفس
تترك حالة الثقة بالنفس لدى الإنسان آثارا إيجابية تساعده على السير بسهولة في سبيل تنمية وعيه، ومن هذه الآثار:
1_التقدم في جميع الأصعدة
ان الإنسان الواثق بنفسه يواجه الحياة دائما بقوة وثبات، لا خائف ولا متردد لانه يمتلك نفسية قادرة على مواجهة اي صدمة يتلقاها في طريق وصوله إلى هدفه الذي يقتنع به تماما.
فلهذا يرتقي هكذا اشخاص في جميع الأصعدة، لانه يكون صاحب إرادة وعزم وتصميم حين مبادرته إلى شؤونه، كما أنه يكون واثقا من نجاح نفسه ولا يهمه شي سوى الوصول إلى هدفه.
2_التمتع بالنشاط والحيوية
ان الامر المميز للواثق من نفسه أنه يتمتع دائما بالحيوية وبالنشاط لانه بشكل عام إيجابي وقادر على إنجاز أعماله بأفضل صورة ممكنة، فيدفعه هذا الأمر إلى مواصلة عمله بحماس لتحقيق أهدافه.
3_استقلال الشخصية
ان طبيعة الوثوق بالنفس هو ثبات الشخصية وعدم اتكالها على الغير، وبهذا يتسم الشخص الواثق بنفسه بالاستقلالية والسيادة على ارادته والشعور بالتصميم الحاسم والثبات في استعمال حريته في الاختيار، فيكون له تفكيره الخاص لتخطي العقبات التي تعتري طريقه.
4_نيل الشخصية المؤثرة
ان اكبر سبب يجعل الإنسان شخصية مؤثرة هو الثقة بالنفس، لأنها تمنح صاحبها كل اسباب النجاح والتفوق وتعطيه القوة للتأثير على الآخرين من خلال وثوقه بنفسه واقتناعه بصحة تصرفاته.
ان الضمان المستمر للثقة الحقيقية يكون فقط بجانب الله سبحانه وتعالى، لانه هو الذي يمنح القلب من الأمن والقوة ما يجعل الإنسان متمتعا بالسكينة والاستقرار، بحيث لا يكون اي مجال للفزع او القلق أن يجدا لأنفسهما مكانا في القلب.
لان الإنسان الواثق بالله عز وجل والمتوكل عليه لا تهزه العواصف ولا تزعزعه المشاكل والابتلاءات، لانه يستمد قدرته وقوته من الله تعالى، ويمتلك من المعاني النبيلة والقيم الرشيدة ما يستعين بها في صد كافة الأمور المخلة بثقته وقوة شخصيته.
اضافةتعليق
التعليقات