لم تكن الحروب البيولوجية حديثة العهد بل كانت مستخدمة في العصور القديمة، لقد كان الرومان في حروبهم يقومون بتسميم الأنهار وآبار المياه وقد تم استخدام أسلحة بيولوجية في العصر الحديث في أيام الحرب العالمية الأولى.
وتتكون الأسلحة البيولوجية من مكونات بكتيرية سامة أو طفيليات أو فيروسات مثل أيبولا والجمرة، تعتبر الأسلحة البيولوجية من أخطر الأسلحة على وجه الأرض حيث أنه فاق السلاح النووي في الحروب من حيث القوة التدميرية والآثار المترتبة عليه بشرياً ومادياً حيث يتوقف خطر الأسلحة النووية في الاشعاعات والنقطة التي تم تدميرها فيما قد يؤدي خروج آثار سلاح بيولوجي عن السيطرة أو تحوره إلى ما قد يهدد الوجود الإنساني بحد ذاته فقد يسبب الانقراض في حال انتشاره وتطوره بحيث لا تعمل اللقاحات والعلاجات المصممة له.
اتفاقية جنيف لمنع انتشار الأسلحة البيولوجية
عقد العزم على العمل من أجل تحقيق تقدم فعلي نحو نزع السلاح العام الكامل، بما فيها حظر وإزالة جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل، واقتناعا منها بأن حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة الكيميائية والبكتريولوجية (البيولوجية) والقضاء عليها، من خلال اتخاذ تدابير فعالة، وسوف ييسر تحقيق نزع السلاح العام والكامل في ظل رقابة دولية صارمة وفعالة. الاعتراف بالأهمية الكبرى لبروتوكول حظر الاستعمال الحربي الغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من الغازات ولوسائل .حزيران 1925
تندرج الحروب الكيميائية والبيولوجية تحت تصنيف حروب الدمار الشامل، وتكمن خطورتها في أنه لا توجد وسائل سهلة للحماية من آثار هجماتها المميتة، ولا يقتصر استخدام تلك على أوقات الحرب، وإنما وقعت حوادث محلية في الولايات المتحدة واليابان، ولجأ إليها الإرهابي بأعمال انتقامية من سكان مدنيين عزل في بلدات رفضت الإذعان لسيطرته على هجمات الجمرة الخبيثة بإرسال الجراثيم داخل رسائل ورقية عام 2001 ، فيما تعد أول هجمات إرهابية بيولوجية تتعرض لها البلاد، وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 5 أشخاص، 4 منهم لم يكونوا مستهدفين. وبعد توجيه الاتهامات المبدئية إلى إلا أنه وبعد جهود مضنية بحثا عن أي أدلة لإثبات ذلك الاتهام تبين أن الجميع يتعقبون المتهم الخطأ، وتوصل مكتب التحقيقات الاتحادي إلى مصدر محلي لهذه الرسائل- وهو عالم يعمل في مجال الدفاع البيولوجي وكان أحد مستشاري مكتب التحقيقات الاتحادي الخاص بالجمرة الخبيثة.
خسائر في الأرواح والأموال
إضافة إلى ما تبين من الخطر القاتل لتلك الجراثيم، تسبب حادث عام 2001 في اضطراب كبير، حيث تم إيقاف البريد في عدة مدن، وبلغت تكاليف التخلص من الجراثيم أكثر من مليار دولار كما أن احتمال وقوع هجوم أكبر أمر يبعث على القلق، إذ يمكن للإرهابيين إخفاء الأسلحة البيولوجية في خطوط إنتاج الأدوية ومصانع المشروبات وتوجد صعوبة في رصد وتعقب هذه النوعية من الأسلحة بفاعلية.
جلسة توقيع حظر الأسلحة البيولوجية
في عام 2005، أصدرت اللجنة الرئاسية الأميركية لشؤون المخابرات تقريرا يشير إلى أنه في حين أن الولايات المتحدة تقوم ببناء وسائل دفاعية كافية مثل اللقاحات وغيرها من التدابير على أرض الواقع، فإن الأمر ينقصه البيانات الأكيدة بشأن البلدان، التي تمتلك أسلحة بيولوجية ونوعية تلك الأسلحة كما وعُقدت معاهدات دولية لنزع الأسلحة الكيميائية ولأن الأسلحة الكيميائية تمتلك نفس القدرة على قتل الآلاف في أي هجوم على مدينة، وهناك قائمة مأساوية لتواريخ كثيرة شهدت اقتراف تلك الجرائم ضد الإنسانية فإنه يعد من الإنجازات الإيجابية قيام الكثير من دول العالم بتعهد على الأقل بنزع الأسلحة الكيميائية وبموجب اتفاقيات الأسلحة الكيميائية، ومن المفترض أن تلك الدول التي تمثل 98 % من سكان العالم، والتي تمتلك نفس النسبة من الصناعات الكيميائية، أن تكون قد تخلصت من الأسلحة الكيميائية.
الحرب العالمية الأولى
استخدمت الأسلحة الكيميائية لأول مرة في الحرب العالمية الأولى، وقررت دول العالم بسرعة وبشكل موحد أن هذه الأسلحة سببت خطراً كبيراً فقد تبين بشكل واضح أن قتل الناس بالمعادن المتطايرة والمتفجرات يختلف بشكل أو بآخر عن إطلاق سحابة من المواد الكيميائية القاتلة أو البكتيريا والتي لا يمكن التنبؤ بآثارها أو السيطرة عليها إن المعاهدات الهامة تحظر الأسلحة البيولوجية والكيميائية، بدأت في وقت مبكر من بروتوكول 1925 لحظر الاستعمال الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو غيرها، والوسائل البكتيريولوجية، ووقعت عليها معظم دول العالم.
لكن المشكلة المؤسفة هي أن الإرهابيين والقادة المارقين لا يولون اهتماما بأي معاهدات دولية من بين قائمة القيادة المارقة، يأتي تشارلز تايلور، الرئيس السابق لليبيريا، والذي يجري محاكمته بارتكاب العديد من الجرائم ضد الإنسانية ومن بين الاتهامات الموجهة إلى تايلور، انتهاكه اتفاقيات جنيف أثناء الحرب الأهلية الليبيرية. وتشمل الاتهامات استخدام أسلحة كيميائية وقيام قواته بقتل أفراد قوات حفظ السلام والاغتصاب وقتل المدنيين.
بعبارة أبسط أسلحة كيميائية يعد التعريف العلمي للسلاح الكيميائي بأنه أي سلاح يستخدم مادة كيميائية مصنعة لقتل الناس وكان أول سلاح كيميائي يستخدم بفعالية في المعارك هو غاز الكلور، الذي يحرق ويدمر أنسجة الرئة إن الكلور ليس مادة كيميائية غريبة، فمعظم أنظمة تكرير المياه البلدية تستخدمه حتى يومنا هذا لقتل ومن السهل تصنيع غاز الكلور من ملح المائدة العادي وهذا ما يجعلهُ سهل التصنيع.
أما الأسلحة البيولوجية فيستخدم البكتيريا أو الفيروس، وفي بعض الحالات السموم التي تستخلص مباشرة من البكتيريا إذا تم إفراغ حمولة من الروث أو النفايات البشرية إلى بئر مياه أي بلدة، سيكون هذا التصرف أحد الأشكال البسيطة من أشكال الحرب البيولوجية – حيث أن الفضلات البشرية أو الروث الحيواني يحتويان على البكتيريا، التي تكون مميتة بطرق شتى وفي القرن الـ19، أصيب الهنود الأميركيون بالجدري من خلال بطانيات تم توزيعها عليهم كتبرعات خيرية.
كما يستخدم أي سلاح بيولوجي حديث سلالة من البكتيريا أو فيروسا يكون من شأنها قتل الآلاف واستعرض المؤلف الروائي الأميركي توم كلانسي فكرة الإرهاب البيولوجي في 2 من مؤلفاته: "الأوامر التنفيذية" و "قوس قزح السادس" وفي كل من الكتابين، كان مصدر العدوى هو فيروس إيبولا، إن كميات قليلة الأسلحة البيولوجية كافية لإبادة آلاف البشر ذلك لانتشارها السريع والخطير.
اضافةتعليق
التعليقات