• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

التضحية بريق لامع.. ينير طريق الاخرين

زهراء جبار الكناني / الأربعاء 02 آب 2017 / ثقافة / 2438
شارك الموضوع :

تقودنا الطرق بين متاهاتها الملتوية فنبقى نمضي بها، علنا نجد من يستحق أن نكون بجانبهم وأن نضحي لأجلهم، فهناك الكثير ممن يهب نفسه من اجل ان ير

 

 تقودنا الطرق بين متاهاتها الملتوية فنبقى نمضي بها، علنا نجد من يستحق أن نكون بجانبهم وأن نضحي لأجلهم، فهناك الكثير ممن يهب نفسه من اجل ان يرى ابتسامة على ثغرك، وهناك من يذبل لتزهر انت، وهناك من يسفك دمائه لتنعم بحياة كريمة، هذه هي التضحية بشتى الانواع، غرست في نفوس احبت السعادة للغير وسرت في دماء ارواح أبية فضلت راحة الاخرين قبل راحتها، فالتضحية صفه جوهرية يتسم بها القليل، وقد تختلف أنواعها وأشكالها من شخص إلى آخر، وهناك من تفرض عليهم التضحية.

ويدور السؤال حول من هم اكثر المضحين؛ الرجل أم المرأة؟! أم تكمن الذروة بمكنون المرء ومما يحمله من مشاعر انسانية جعلته يرتقي لهذه الصفة النبيلة التي اصبحت شبهمعدومة بوقتنا الحاضر .

 

ألوان التضحية

في بداية الامر تحدث إلينا عدنان غانم/ 55 سنة، متقاعد حيث قال: في عام ١٩٨٠ اثناء الحرب مع ايران وبينما كنتُ في صفوف المحاربين تعرضنا إلى هجوم مباغت فقدت بصري على أثره، لا استطيع وصف الألم والانهيار الذي اعتراني وقتها.

وبعد مرور شهور على صدمة الحادث اعتدت الأمر وتعايشت معه، وما كان يتعبني ويزيدني حزنا انه لم يتسنَ لي رؤية طفلي البكر فقد ولدته زوجتي وأنا في جبهة القتال، مضت الأيام وتحولت إلى سنوات طوال، رزقني الله بأربعة أولاد، قد أصبح الظلام جزء من حياتي،واعترف لو كانت زوجتي هي من أصيبت بحادث وأصبحت على أثره كفيفة لتزوجت بامرأة أخرى وواصلتُ حياتي بزوجتين وما كنت لأضحي بشبابي لأعيش مع ضريرة. 

ختم حديثه بأمنية هي ان يبصر حتى يتمكن من رؤية احفاده مؤكدا انها امنية سيحملها معه إلى القبر.

وتابعت بالحديث زوجة عدنان قائلة: أصابني حزن دفين كتمته بداخلي حتى لا أشعره به وقد أخذ ذلك الحزن كل حلم جميل كنت احلم به في ايام صباي، لم يتجاوز عمري الثامنة عشر ولصغر سني رحت باكية اشكي لأبي حالة زوجي وما طرء عليه من تغير بطباعهالحادة، فقال لي: انك ما تزوجتِ بضرير ونحن بحالة حرب وساحات القتال تأكل الرجال،احمدي الله انه عاد لكِ سالما واقبلي بما قسمه لك، انطويت بالصمت وواصلت حياتي ليومنا هذا.

 

ومن جانبها تسرد ام كريم حكايتها وهي ربة بيت/ 60 سنة: نعم هذه هي الكنية  التي  اطلقها الناس لي حتى لا ينادوني بإسمي كوني تقدمت بالسن، لأن زوجي عقيم، حينما علمت لم اتوقف عن التفكير، هل استمر معه ام اطلب الطلاق، فلربما احضى بفرصة ان اكون أُماً حينما اقترن بزوج اخر، لكن كيف سيكون رد المجتمع ونظرتهم لي، وجدت الكثير من المعارضين على قراري هذا، لم تكن التضحية مبتغاي فقد فرضت علي، لا لأني لا احبه بل لأني واثقة بأنه سيتزوج بأخرى ولن يقبل بأن يحرم نفسه من الاولاد لو كنت انا العقيمة، ولربما هجرني حتى او طلقني خصوصا ان طلبت الزوجة الثانية منه ذلك، انقضى اكثر من ربع قرن وقد اعتدت على الوحدة وما زال حلم الامومة يراودني في يقظتي ومنامي.

فيما قال ابو مروان  مهندس/ 60 سنة: حينما اختط شاربي تزوجت وانا طالب في اول سنة في جامعة الهندسة وكانت زوجتي شابة يافعة لم تكمل التاسعة عشر حينذاك.

ونظرا للظروف المادية وقفت لجانبي لتكون سندا لي على ثقل مصاريف الحياة فعملت بتربية المواشي وتصنيع الألبان وكل ما تستطيع فعله من اجل أن أكمل دراستي، مرت سنوات حتى تخرجت، ثم ابتدأنا معا مشوارنا لإكمال الرسالة الأبوية برعاية الأولاد، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان، مرضت ام مروان وراحت قواها من وطأة المرض حتى لازمت الفراش وحينما علمت بمرضها اللعين انطويت على نفسي لأخفي دموعي عنها وألوذ بالصمت حتى لا أشعرها بحزني وانكسار ظهري برقدتها التي طالت.

عمدت الى بيع بيتي وكل ما املك حتى ابحث عن أمل يشفيها في البلدان لكن دون جدوى،كانت ترفض كل ما افعله وتقول لي: أتعبتك وأصبحت عبء على كاهلك بعدما كنت سندك،اترك ما ادخرناه لأولادنا ودعني أموت.. كنت ارفض بشدة كلامها وأنا أقف ساعات طوال وهي تتعاطى علاجها في المشفى كنت اجيبها بعبرة  تكاد تكبت أنفاسي: دعيني أرد جزءا من حقك فلولاكِ أنتِ لم أصبح ما أنا عليه الان، وبقي الأمل يتملكني على أن تشفى بعدما أكل السرطان جسدها.

 

مفهوم التضحية

الباحثة الاجتماعية ثورة الأموي حدثتنا عن مفاهيم التضحية حيث قالت:

للتضحية مفاهيم ومعاني كثيرة لا يفهمها الكثير من الناس ولا يحسها البعض الاخر ولا يقتنع الكثير بها، فهي تسكن وجدان الناس الطيبين وايضا يمكن ان تسكن قلوب الأشرار ولكن بصور أخرى  فيضحي لانجاز الشر ليحقق طموحه وغايته .

من الجميل أن نرى التضحيات تعم بين الناس وبين الأصدقاء والأخوة والأزواج لتحياالقلوب بالحب فإن لم يكن هناك تضحيات وتنازلات لن نستطيع مواكبة الحياة، ومفهوم التضحية يشمل معاني كثيرة ومنها الوفاء والإخلاص والصدق، وإن أروع اشكال التضحية التي نشهدها في حياتنا هي تضحية الأم لأبنائها فهي تبذل الغالي والنفيس من اجل أولادها لتوفر الراحة والسكينة لهم، فالتضحية من أسمى السلوكيات الإنسانية فهي سلوك نبيل يكمن في جنبات النفس النقية، وما يبعث عليها هو حب الخير للغير والعطاء، فالنفس المضحية تتطلب وقودا لها يشحذها دائما ويجعلها مستعدة للانطلاق. وهناك رجال مضحون اكثر من النساء والعكس كذلك واحيانا تتحدد بالمواقف فلربما يجد المرء نفسه مجبر عليها،وهناك أشخاص خلقوا بطبعهم مضحين .

وتبقى التضحية موجودة في كل زمان ومكان ومفهومها لا يتغير ونورها يستقطب محبيه .

القيم
الاخلاق
الخير
الحب
الانسان
الحياة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    حلِّق فوق السحاب... الجميع يستطيع ذلك

    النشر : الأثنين 09 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الإنسان التنموي

    النشر : الأربعاء 24 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أحلام طلبة السادس الاعدادي بين التأجيل والتحقيق

    النشر : الخميس 10 آب 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    حقدٌ متوارث.. أودى إلى هدم البقيع

    النشر : الثلاثاء 02 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    علي الأكبر.. الوليد المبارك

    النشر : الأربعاء 17 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الموقف السلبي في قوانين الطبيعة البشرية

    النشر : الخميس 17 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3327 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 427 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 308 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 295 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3327 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 2 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 2 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 2 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة