تزامنا مع ولادة السيدة فاطمة المعصومة احتفلت جمعية المودة والإزدهار للتنمية النسوية بتوقيع كتابها (نساء حول الشمس)، وذلك يوم السبت 12/6/2021 المصادف الأول من شهر ذي القعدة 1442 بالتعاون مع دار الكتب وبحضور كوكبة من النساء الكاتبات.
حيث قدمت عريفة الحفل الكاتبة ضمياء العوادي بعد أن رحبتْ بالحضور قائلة: أهلا بمحبي القلم وإنجازاته المهتمين بما يصدر عنه ها نحن اليوم اجتمعنا لنتحدث عن منجزٍ قلميٍ وهو الذي قيل فيه ضروبا من الشعر
كفى قلم الكتاب فضلا وسؤددا مدى الدهر إن الله أقسم بالقلم
وقد بدأتْ فعاليات الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلتها الست انعام مرتضى، بعد ذلك تحدثتْ ام محسن معاش عن جمعية المودة والازدهار الراعية لهذا الكتاب وللكتابات فيه دوما وعن الكتاب، بعد حمد الله والثناء عليه بدأتْ بحديث عن الامام الصادق (عليه السلام) قائلة: اكتبوا فأنكم لا تحفظون حتى تكتبوا، احتفظوا بكتبكم فأنكم سوف تحتاجون اليها.
هناك مؤشرات لأي مجتمع وأي حضارة مثلا عندما يراد معرفة مؤشر الاقتصادي إن كان بارتفاع أو انخفاض فأنهم يتابعون دخل الفرد فأن ارتفع فأنه يدل على تحسن الوضع الاقتصادي للمجتمع، والمؤشر الثقافي لكل مجتمع ولكل أمة هو القراءة والكتابة فيكون هذا المؤشر بمقدار اهتمام المجتمع من رجال ونساء وأطفال فانه دليل على وعي هذا المجتمع كما أنها تلعب دوراً هاماً في تأسيس قواعد الحضارة، وبناء ثقافة الشعوب والمجتمع، وتسهيل أوجه الحياة في مختلف المجالات.
فهناك إحصائية للعالم العربي 377 مليون نسمة ولكن من هذا العدد فقط 200 أو 300 كاتب وكاتبة، واذا أردنا إحصاء الكاتبات فقط فالعدد يتضاءل أكثر فأكثر، أما في المجتمع الشيعي فلا توجد إحصاءات واضحة لقلة الكتاب والكاتبات في هذا المجال.
الامام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه يقول: الأمم الحية دائما تهتم بالكتاب كل اهتمام، بينما الأمم الميتة لا تهتم به أي اهتمام، كما أن دقات قلب الإنسان تدل على أنه حي كذلك المجتمع مادام يهتم بالكتاب فهو حي.
وأضافت معاش: ومن هذا المنطلق تبنت جمعية المودة والإزدهار هذا المشروع وأخذت على عاتقها هذه المسؤولية رغم كل الصعوبات فكانت هي الحاضنة لمجموعة من الفتيات والنساء لتعليمهن المهارات الكتابية.
فالكتابة تحتاج الى صبر وسعة صدر ومطالعة وثقافة عامة وتدريب وممارسة أيضا، كما ان العداء الذي يبدأ في أول المضمار قد يقف أو يتباطأ في منتصفه لأن الركض يحتاج إلى جهد وتدريب ووقت، فهكذا بدأنا مع الفتيات والنساء في مجال الكتابة فمنهم من استمرت وصارت تحلق في مجال الكتابة ومنهم من مشت بتباطئ.
ومن خلال تجربتي لاحظت أن الكتابة تلائم شخصية المرأة لأبعد الحدود، فإنها تتمكن أن تصبح ذو رسالة واعية ورأي نافذ لطرح الأفكار وحل المشاكل في المجتمع وتستطيع بواسطتها أن توازن بين الكتابة وبين مسؤولياتها الأخرى، خصوصا في عالم اليوم لوجود التكنولوجيا ومواقع التواصل سهل هذه العملية، نحن نركز على المرأة في قضية القراءة والكتابة لأن نتاجهما الوعي الثقافي ونحن نرى الكثير من المشاكل المرأة يمكن معالجتها بتثقيف المرأة اجتماعيا أسريا دينيا، فإن لم نكتب ونقرأ ستكون النتيجة ـ كما الآن ـ نستورد أفكارا من الغرب، فالكتب المترجمة عن الغرب هي الأكثر مبيعا.
ثم فصلتْ: (نساء حول الشمس) هو الإصدار السادس لجمعية المودة والإزدهار، مجموعة قصصية تدور فكرته الرئيسية حول (ما هي الصفة التي لابد من الاتصاف بها للتقرب من الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فنحن نرى هناك شخصيات نسائية في الزمن السابق تميزت بصفة بارزة استطاعتْ تقريبهم من إمام زمانهم، فكان نساء حول الشمس الإجابة على هذا السؤال، عرض الكتاب خمسا وعشرين قصة لشخصيات نسوية من العالم الشيعي، من أم سلمة والسيدة خديجة زوجتا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى زوجة العلامة الطباطبائي، واسثنينا النساء المعصومات واخترنا شخصيات من عامة المجتمع استطعن اثبات وجودهن ليتسنى لكل فرد رجلا أو امرأة أن يجتهد ليبرز هذه الصفة ويتقرب إلى امام زمانه.
اشتركت في الكتاب إحدى وعشرون كاتبة، وشاركت بعض الكاتبات بقصتين، ومازلنا في بداية المسير ونسأل الله التوفيق.
قال الامام علي (عليه السلام): عقول الفضلاء في أطراف أقلامها. وعن دور المرأة ذو الأهمية البالغة في اثراء الجانب الفكري اضافة إلى التربوي رسالة قدمتها الكاتبة زهراء وحيدي قائلة:
كانت ولا زالت المرأة مادة دسمة في نصوص الرجال، وشديدة الحضور في أدمغة الشعراء والكتّاب، لدرجة أنها أصبحت كيانا افتراضيا يخالج خيالات المؤلفين في كل مرة راقصوا بها أقلامهم الرشيقة فوق الورق.
فهل يمكن أن تنهض المرأة وتأخذ دور القائد في الكتابة مثل الرجل وتجسد موقفا صارما وحقيقيا عنها وعن مثيلات جنسها، عوضا من أن يختاروا لها دورا مكتسبا!
لأننا لو عدنا إلى الخطاب القرآني لوجدناه موجها إلى كل الناس، سواء كانوا رجالا أم نساء، ومن الخطأ أن نخصص المسؤوليات الدينية بالرجال، ومثل هذا التصور المغلوط هو افراز لعهود التخلف والانطواء والهروب من المسؤولية والغيبة عن الساحة، فالكثير من المسلمين يتصورون خطأ أن النساء غير مسؤولات عن الواقع الاجتماعي في حين أننا نرى أن المرأة طيلة تاريخنا الإسلامي المديد كانت تشارك الرجل في كل المجالات الاجتماعية بلا استثناء والمثال الواضح على ذلك خديجة الكبرى (عليها السلام) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) والعقيلة زينب (عليها السلام) وكن من النساء اللاتي اشتركن بشكل مباشر في العمل الرسالي والنشاط النهضوي وكن شاهدات على أن الإسلام يدفع المرأة في تحمل المسؤوليات الاجتماعية والتربوية بلا استثناء، ولهذا فإننا نجد أبيات الخنساء لازالت إلى يومنا هذا تبعث صداها في أذن التاريخ!
ثم بينتْ: إذ عندما تنهض المرأة تعطي زخماً مماثلاً لنهضة الأمة، بينما لو تعطلت عن ذلك لأضحت عقبة في طريق تطور ونهوض الأمة، فما تستوجبه الظروف اليوم هو تفاعل المرأة أكثر في جميع الميادين الحياتية وأن لا تحدد صورتها بدور بطلة الرواية فقط، بل تتحكم في قلب الأحداث الواقعية وتأخذ الدور الرئيسي في الميدان الثقافي المتمثل بالكتابة وتسخير القلم للتوجيه والتعليم وإبراز الأفكار والتحليلات العميقة التي سترفع من شأن المرأة وتعود بالنفع على الأسرة أولا والأمة ثانيا.
ولا تنحصر الكتابة بالموهبة الفطرية فقط، بل يمكن أن تكون موهبة مكتسبة تستطيع القيام بها أي امرأة عزمت على ذلك، وقرأت وتابعت ومارست وطورت قدرتها، فلا حجة اليوم لأي امرأة تتخلف به عن عالم الكتابة بحجة أنها لا تمتلك الموهبة.
وحتى تفهم المرأة أهمية الكتابة ودور القلم بقوة أكبر، يجب تذكيرها بالمسؤولية الكبيرة التي تحملها على عاتقها تجاه الإسلام والمجتمع، خصوصاً مع الوضع والتحديات التي نعيشها في الوقت الراهن، والخسارات الكبيرة التي ستلحقها بالأمة والإسلام في حال استمرت بالتأطر وعدم ادراكها للوضع السياسي والعسكري والإجتماعي الحرج الذي تمر به المنطقة، والمؤامرات القذرة التي يحيكها العدو لشبابنا وفتياتنا اليوم وكيف يحاول ترويضهم من خلال الأفكار والمعتقدات السامة التي يدسوها بالكتب وبالأخص في الروايات والقصص حتى يصبحوا فريسة سهلة الإصطياد.
ثم قرأت العريفة قصة من الكتاب وقدمتْ لها قائلة: في البلاغة أحيانا ما فيه أهمية للنهايات ليأخذ وقعه وتأثيره، اليوم هو ميلاد امرأة حملت جزءا كبيرا من الوفاء والإخلاص لإمام زمانها وكان حريٌ بنا أن نذكرها فتجسدت سيرتها عليها السلام في الكتاب بعنوان مدهامتان للكاتبة مروة حسن الجبوري ثم قرأتْ جزءا من القصة.
وفي الختام تم كريم الكاتبات من قبل الجمعية.
وقد تحدثتْ الكاتبة نرجس العبادي لموقع بشرى حياة: بداية، كل الشكر والتقدير لجمعية المودة والإزدهار التي أخذت على عاتقها تبنّي طاقتنا كشباب محبٍ لخدمة العقيدة بالقلم، ورفعت من جودة خطواتنا في طريق الكتابة، حتى ابتدأنا تلك المسيرة بهذا النتاج المميز من حيث الفكرة، التي صورت المنحى التاريخي لنسوة العصر مع قليل من الخيال الهادف بطريقة أدبية فاخرة.
وكان ولابد من أن يولد هذا الكتاب وينتقي عالمه الجديد في أذهان المجتمع، فسعت الجمعية إلى إقامة هذا الحفل المميز لتعرّف الوسط القارئ بأهمية المحتوى والكاتب على حدٍ سواء، فكان إعلان ضمني لجميع النساء بأن القلم العقدي لا ينطوي على نفسه بل يعاصر تيّار الحداثة بما تستوجبه الشروط.
وعبرتْ الكاتبة سجى الكربلائي عن امتنانها قائلة: كل الشكر لجمعية المودة والإزدهار صاحبة الفضل الأول في منحنا فرصة ذهبية لخدمة مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه) ولو بشطر كلمة، كانت تجربة المشاركة بكتابة قصة في هذا الكتاب استثنائية أشبه بمغامرة نخوضها مع الحرف بين أروقة الماضي وحمله على أكتاف الكلمة إلى الحاضر، وجعل هناك رابطا ينبئ عن مغزى حتى وإن كنا نساء لنا القدرة أن نخدم ونمهد لدولة الإمام بل لنا الدور الأكبر في ذلك.
الشيء المختلف في الكتاب هو تسليط الضوء على شريحة لطالما غض البصر عنها وهي الشريحة النسوية في التاريخ، وحتى في نقل العبرة والموعظة فمثلما ضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون هناك أمثلة كثيرة من النساء تصح أن تكون مثالا يحتذى بها رجالا ونساء، ونسأل الله أن نكون قد وفقنا في أداء هذه الأمانة.
فيما أوجزتْ الكاتبة إسراء الفتلاوي: جزيل الشكر والامتنان لجمعية المودة ولمديرتها الأم الراعية أم محسن على منحنا الثقة للكتابة في هذا الكتاب، حيث كانت فكرة وطورناها معا، ولله الحمد هذا هو وليدنا بين يدينا نسأل الله القبول وإن شاء الله نوفق لأعمال أخرى مشابهة.
والجدير بالذكر أن جمعية المودة والإزدهار تسعى دوما لتعزيز ثقة المرأة بنفسها، وتدعمها لتطوير نفسها.
اضافةتعليق
التعليقات