قال أحدهم: حتى الزهرة الجميلة لديها أشواك وتجرح الآخرين، وقال الآخر: حتى الأشواك رغم صلابتها تخرج منها زهرة جميلة، هنا يكمن الفرق بين الأحداث التي تحدث في حياة كل شخص وطريقة تعامله معها وكيفية رؤيته.
هل لاحظت، عندما تعاني من مشكلة ما سيتعاون الجميع بل كل شيء في هذا الكون كي يكون ضدك؟.
في اليوم الذي انكب العصير على ملابسك وتأخرت عن العمل علقت في حادث السير وبدأ كل شيء يعلن عداوته معك، حيث تعطلت السيارة في جانب الطريق وبأعجوبة استطعت ان تخرج من أزمة التعطيل، وبعد الوصول الى العمل بدأ زميلك يتكلم ويتذمر عن مشاكل البيت ويذكر مصائبه من أول حياته الى اليوم، وبدأ يفرغ شحنات اليأس والغضب على كاهلك، ومن ثم شعرت بأن روحك سوف تخرج من جسدك من كثرة العناء والغضب، عندئذ ربما أول فكرة خطرت على بالك هي الصرخة بأعلى صوت: كفى!.
وعلى العكس تماماً عندما كنت في غاية السرور والسعادة بدأ الأمر كأنه خطة جماعية لإكمال فرحتك حيث منذ اللحظات الأولى شعرت بمساعدة الجميع بل الكون كله لأجل إسعادك، منذ خروجك إلى العمل سمعت صوت زقزقة العصافير والأشجار التي كانت تتراقص والسماء كانت أجمل من ذي قبل وكأنها مرآة صافية حيث سجلت أجمل القصص عن جمالك والسعادة الكامنة في ثنايا روحك بين طياتها، عندئذ تشعر بأن الجميع يحترمك ويفسح لك المجال كي تعمل وتعبر وتتصرف كما تريد وكأنك ملك البلاد.
أرأيت، حالتك النفسية سبب بأن ترى ذلك اليوم تعيس جداً وهذا اليوم جميل جداً بينما أنت من كنت في حالة سيئة وجذبت كل الأمور السيئة حولك وفي اليوم الآخر كنت في غاية السعادة واستطعت أن ترى الجمال في كل شيء حولك.
ما تركز عليه سوف يكبر ويتوسع ويؤثر على رؤيتك اتجاه الأشياء والأحداث وبالتالي على أحاسيسك وشعورك لذلك عندما يركز الشخص على التعاسة ويشعر بمشاعر حزينة وبأنه شخص تافه سوف يشعر بأحاسيس سلبية وبالتالي يكون نظره الى الأشياء سلبي وفي المقابل عندما يركز على السعادة يشعر بأحاسيس إيجابية، التركيز يتحكم في طريقة رؤيتك للأمور، كيف ترى الدنيا وماذا تفعل بها وكيف تشعر فيها؟.
عندما تنظر الى الزهرة بإستطاعتك أن تنظر إلى أشواكها وتتعذب وباستطاعتك أن تنبهر لما حدث وكيف جمع الله بين الصلابة والجمال في آن واحد، ربما استطعت أن ترى الأمل حتى في أحلك الظروف!.
اضافةتعليق
التعليقات