لا يصلح القائد ان يكون قائدا إلا اذا تحلى بهذه الصفات:
١-القصدية: وذلك بموجب الوعي بوجود غاية من خلق الانسان في الارض تستوجب هذه الغاية ان يكون ذا رسالة محددة المعالم منوطة به، وان يعي انها أساس محاسبته بين يدي الحق،(أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا وانكم إلينا لاترجعون).
٢-الإبداع: لعل اهم عناصر الإبداع في اغلب النظريات المفسرة له هي معاداة التقليد وحسن البصيرة وترك الأحكام الجاهزة والقدرة على المبادرة والنفسية الإيجابية.
فقد حارب الاسلام الآبائية: (انا وجدنا اباءناعلى أُمَّة واناعلى آثارهم مقتدون).
٣-الصبر: يقول الله عزوجل: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بامرنا لماصبروا وكانوا بآياتنا يوقنون).
لصبرهم على الدنيا وشهواتها واجتهادهم في طاعة الله وبذلك يحققون النجاح والتقدم ويصلون الى مايصبون اليه في قيادة الامة.
٤-التأمل الخلاق: لا ينجح القائد أبدا في تدبير مهام قيادته اذاكان اسير النظرة السطحية أو العجلى، يجب ان ينظر القائد الى الأمور بنظرة غير مألوفة كما قال عزوجل: (أولم ينظروا-فاعتبروا يا اولي الابصار).
٥-المصداقية: القيادة ذات صلة بالاسوة الحسنة وتجديده العلاقة صداها في كون القائد مضطرا الى التوجيه بل والى الامر والنهي والى المعاقبة على المخالفة.
في قوله تعالى: (كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون).
٦-الاستيعاب: توقف القران الكريم مرات متعددة عند خاصية حسن الخلق عند رسول الله (ص): (وأنك لعلى خلق عظيم)، الا ان وجه الصِّلة بينه وبين شخصية القائد هو ان الخلق الحسن يساعد على حسن استيعاب الاتباع والخصوم على السواء، ولهذا كان كان من السمات القيادية البارزة عند رسول الله (ص) صفة اللين والحلم والصبر على الاذى ومسايرة المحاور بالنزول عنده الى مستواه والى القضية التي تشغله حتى لو كانت هذه القضية تافهة في موازين الرسالة.(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر).
٧-القوة المادية والفكرية أو الكاريزما والعلم:
لقد بين القران الكريم بوضوح في حالة طالوت ملك بني اسرائيل ان القوة معيار أساس في التفاضل بين المتنافسين على القيادة الاساسية وربما على غيرها من انواع القيادات الاخرى، حيث ورد في كتابه الكريم (ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا)، وإذ اعترض بنو اسرائيل وقالو(نحن احق بالملك منه)، فان الوحي قد أفصح سعيا الى الحزم عن المعيار الفيصل للاختيار، فاذا به القوة ولاشيء غير القوة (ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم)، انها القوة في تجلياتها المادية (الجسم او الكاريزما)، وتجلياتها الفكرية (العلم) اما العلم فلا شك ان من أبده البديهيات ان يكون القائد على علم فليس هناك اخطر من القائد الجاهل.
علي بن ابي طالب ع النموذج الكامل..
لو بحثنا في اروقة التاريخ وأردنا ان نقدم نموذجا لقائد اجتمعت فيه اغلب الصفات القيادية والمهارات الإدارية والحنكة السماوية لوصلنا الى شخصية لم يكتب لها التاريخ أية هفوة او سقطة أو منقصة، بل على عكس ذلك لقد كانت لها المواقف الجلية المتماسكة الرائدة شخصية تعتبر رمزانموذجيا ونبراسا أريحيّا يقتدى بها ويؤخذ منها.
انه ليس سوى بطل الاسلام الخالد الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام).
الحديث عنه هو ليس الحديث عن القائد المتميز بل عن القيادة النموذجية..
حديث عن كل المناقب الشريفة والصفات الباهرة،
حديث عن الصراط المستقيم الذي يهدينا الى الحق..
حديث عن القيادة الربانية التي ارتضتها السماء لنا..
حديث عن قائد فذ محنك ناجح..
اضافةتعليق
التعليقات