الكل يعلم أننا حينما نذهب للنوم نحلم ونحن غارقون في سبات لا نعلم بحالنا، فربما يكون حلما جميلا نتمنى أن يتحقق لنا في يوم من الايام، أو حلماً قبيحا سيئا بعض الشيء، لا نود أن يتحقق أبدا، هكذا تكون الأحلام.
اما أننا نحلم بأشياء نتمنى بأن تكون لنا، فالكثير منا لديه أحلام في وده أن تكون من نصيبه، فكنا نحلم بالفاكهة وبالموز والتفاح الاحمر، آنذاك كنا جائعين واليوم حين نمر على التاجر والاسواق نراها وقد تدلت غير أننا نأكل بنهم ولا نشبع.
وكنّا أيضاً نحلم بخصر ناحل لامرأة حسناء، واليوم حين نامت في أحضاننا وفعلنا ما كنا نشتهي أصبحنا نرقب ظلاً لامرأة أخرى، هكذا قضينا حياتنا، نحلم.. ونحلم.. ونحلم..
فما هي إلا أوهام نحن من زرعها في عقولنا..
لابد أن نستفيق من السبات ويكفي نوما بالاحلام الواهية، بل علينا ان ننهض من سباتنا، ولنعمل بحلم حقيقي واقعي لنعمل بحلال الله لا بحرامه، لتكون احلامنا جميلة بقربه، لنتمنَ أن يكون حلمنا في مرضاة الله ..
مما لاحظناه أن شبابنا في هذا الزمن كثيرا ما يحلمون مثلا بسيارة غالية الثمن، وبيت جميل، وسفر لمكان ما، الآن هو لا يمتلك شيئا من حلمه، فالاحلام لا تنتهي ومازالوا يحلمون...
انا أتساءل لما لا يكون حلمنا كيف نقترب من الخالق المعبود؟
لما لا يكون حلمنا، كيف نخشع في صلاتنا، أليس هذا حلم نتمنى حصوله؟
والكثير.. والكثير من الأحلام التي نقول عنها يا ليت ان يكون لدي كذا وكذا..
وما زالوا يحلمون..
لندرك الحقيقة ونعيش الواقع ليس الحلم، وأضغاثه التي أخذتنا بطرق وعرة ليس لها نهاية، فبعض الناس ليس لديه حلم، يعيش بهذه الدنيا بلا هدف وحياة بلا معنى، انه يغطّ في نوم عميق لا يستيقظ منه ابداً، إنه يجلس فحسب ويردد كل شيء مستحيل فلما أتعب فحلمي ليس لي أراه عند غيري، إن هذا هو الحسد بعينه، فهناك نوع يتمنى تحقيقه وآخر لا لأنه سوف يبتعد عن معبوده وتأخذه الدنيا وإغراءاتها الزاهية.
اضافةتعليق
التعليقات