المرأة مصدر اختلاف وهذا ما نراه جليا وواضحا في الكثير من المواقف والجدالات في مجتمعنا وفي الكثير من المجتمعات العربية والعالمية أيضا تلك التي لا تزال تناضل فيها المرأة للحصول على حصانة عدم الانتقاد.
قد تكون المرأة مسألة اختلاف وجدال لسبب بسيط وهو إعتبارها كمجرد جسد دون أن تكون روح،
فأي مجتمع يركز على ما تلبسه المرأة وما تفعل دون أن يجتهد في مهمة تعليمها وتثقيفها هي جهود باتت ضائعة ومهدرة، لأن رؤية أقطاب كثيرة ترى أنها مجرد "جسد"، ونرى أن كل ما يتعلق بالمرأة من مواد تجميل وملابس أنيقة وأدوات التجميل كالأجهزة المنحفة وأخرى التي تتعلق بدوام الشباب هي تجارة رابحة ولا تتوقف سواء في التسويق أو تقديم منتجات تنافسية وجديدة.
وبعضها مجّد في كثير من الحالات، لكنه شيء لم تثبت ما هي أضراره الجانبية ومضاعفاته بعد الاستخدام لفترات طويلة.
السؤال الذي يفرض نفسه بكل وقت، هل من الأهمية أن تكون المرأة جميلة؟
وإن أي إمرأة فقيرة بالجمال ممكن أن تكون قليلة الحظ في حياتها وفي تقبل الآخرين لها!
لو كان هذا الشرط حقيقيا حتى نفسيا أو معنويا فقط، فحينها نحن نهمل كل معاني الإنسانية وحق الروح الكريمة التي خلقها الله لنعتبرها مجرد سلعة جمالية كأي شيء مادي بحت حولنا، ونساهم في إضفاء تعذيب نفسي وحيرة لها في ما لو أنها فقدت جمالها، هل ستكون مرفوضة، كيف تصارع التقدم في العمر وعلاماته وهي تشعر بالخوف من عدم تقبل الآخرين لها وهي كبيرة وبشرتها لا تمتلك صفات الجمال المثالي.
ففي بعض الأحيان أي ظرف يتعرض له أي إنسان سواء أكان رجل أو امرأة فإنه يستهلك من استدامة وجهه وطلاقته والوجوم والحزن يضيف له سنوات وهمية من التقدم في العمر.
إنه تميز عنصري لو طالبنا مخلوقا بأن يكون في حالة يصعب عليه توفيرها بأي طريقة، لماذا لا نتوجه بعمق إلى نهج البساطة لنجد كل مقومات السعادة والرضا النفسي من جهة ورضا الله والتوفيق في العافية من جهة أخرى، البساطة هي الاختيار الأفضل لكل الأحوال ولكل الفئات، وفي محاولة لمعرفة آراء مختلفة لهذا الموضوع طرحنا هذا السؤال لنعرف الآراء المتضاربة فيه.. فأكدت السيدة (س) أنها لا تبالغ في زينتها في مطلق الأحوال ولا تحبذ وضع الكثير من منتجات التجميل أو استخدامها فهي كما تذكر تفضل أن تكون طبيعية، وسألتها وماذا لو ظهرت لك التجاعيد حول عينيك، أجابت مبتسمة "لطالما وجدت أنها سمة جمالية لا نمتلكها إلا بعد العيش لسنوات وفهم الحياة".
وأجابت السيدة بشرى محسن بخجل كبير وبتردد عندما سألتها هل تمتنعين عن إخفاء الشعر الأبيض، لتنتظر دقائق وتقول، ممكن أن أمتنع عن كثير من مواد التجميل ولكن شعري لا أود أن أرى شعري إلا ولونه أسودا كأنه علامة بأني شابة!.
وأبدت السيدة آلاء الشبلي تخوفا كبيرا من عمليات التجميل بعد أن طرحت سؤالي عن مدى إمكانية اجراءها لإحدى من تلك العمليات بغية التغيير ليس إلا وليس تجميلا حقيقياً، وأضافت أن الجمال الطبيعي هو الأفضل وكل جمال هو زائل.
وتوجهت إلى الشاعرة الشعبية شيرين فارس وطرحت عليها سؤال "ما رأيك في كون المرأة جمال فقط ولو غاب فهي لا شيء" فأجابت: بالتأكيد الجمال ليس كل شيء، صحيح، لا نستطيع أن نقول أنه ليس مهم لكن المرأة إذا أردنا أن نقيمها فهناك الكثير من الجوانب مثل الثقافة والذكاء والشخصية وقدرتها على تبني الأفكار وتنفيذها وفي اغلب الأحيان بحالات الزواج عندما الشاب يريد أن يتزوج فأول صفة تُطلب عند البنت هي أن تكون جميلة، وهذا خطأ لأن الجمال وحده بدون الصفات الثانية لن يفي بالغرض، لأننا سنهمل عدة صفات مهمة وضرورية لنجاح الزواج، فالمرأة عندما لا تكون متعلمة ومثقفة وقادرة على إدارة البيت وتربية الأطفال مستقبلاً فالزواج لن يكون ناجحا، هذا من جانب أما الجانب الثاني المرأة الناجحة ليس جمالها من يوصلها لمراتب مهمة بالحياة أو يساعدها بتحقيق أحلامها لأننا لسنا في مسابقة لملكة الجمال.
بمعترك الحياة من الضروري أن تكون المرأة جميلة التفكير والعقل وليس فقط جميلة المظهر، في كثير من الأحيان نتعرف على نساء مظهرهن الخارجي جميل جداً لكن يكنّ فارغات من الداخل، وأحيانا نجد نساءا يكون مظهرهن وجمالهن مقبول نوعاً ما لكن الداخل يكون جوهر بكل ما للكلمة من معنى..
وفي موضوع الجمال وأسراره توجهت إلى السيدة أميرة فارس وهي مندوبة لشركة مواد تجميل وطلبت منها الحيادية في الرأي ولبت مشكورة في ذلك وأجابت عن سؤالي وهو هل يمكن للمرأة أن تحصل على الجمال بسهولة أو أن الأمر يتطلب عمليات وإجراءت كبرى، وهل الجمال أساسي برأيك؟
برأيي هناك أمور تستوجب العلميات كالتشوهات بكل أنواها أو بسبب حادث ما ولكن كون المرأة بجمالها الطبيعي أفضل وكما يمكنها استخدام مواد طبيعية للحفاظ عليه.
وشاركتنا السيدة رحاب/ مديرة تسويق لشركة منتجات تجميل مشهورة رأيها قائلة:
بالتأكيد جوابي بدون تحيز الأفضل هي منتجات التجميل وليس عمليات التجميل.. لسببين الأول: عمليات التجميل غير مضمونة ولا تناسب كل شخص. الثاني: منتجات التجميل برأيي هي الأفضل خصوصا إذا كانت هذه المنتجات طبيعية وخالية من المواد الكيميائية التي تضر بالبشرة فمثل هذه منتجات تكون أفضل، ثم إن عمليات التجميل لها وقت ويجب إعادتها أما المنتجات الطبيعية هي مرممة لكل ما فقد.
وشاركتها الكاتبة الشابة سارة الأمامي رأيها وذلك من خلال إجابتها: قناعتي في عمليات التجميل أني لا أدعم هذه العمليات إلا للضرورة لأنها تغير لخلق الله، لكن في الضرورة بالتأكيد مهمة للتشوهات والحروق أيضا وأما بخصوص قناعتي بمواد التجميل فالنسبة 40%.
وفي زحمة الباحثين عن الجمال وهوسه، كان تأكيدنا للبحث عن كون المرأة جميلة بأي طريقة، وقدمنا قناعات لفئات متنوعة من النساء حصرا، لنرى كم هي رائجة تجارة الجمال وخاصة في مجتمعنا، ولكن ظهر أنها تعتمد على قناعة الأفراد وليست شيئا عاما فلو لم يوجد هذا الاعتقاد وهو أن جمال المرأة مطلب مهم لخلت مراكز التجميل وأغلقت أبوابها, أرى أن كل وجه لا بد وأن يختلف، ندبة هنا وخال هناك وغمازة طبيعية، وحتى التجاعيد لو تلونت على الخدود أخدودا بارزاً فهي جمال ثري لشيء ألفناه كوجه أمي وجدتي، ولكن مهلا ألم تكن أمي تتزين وتضع الحناء؟!.
وكنا نشاركها في كل شيء وكانت تضع ماسكا معالجا من التأثيرات المختلفة لبشرتها مصنوعا من بياض البيض والسكر، أو تستخدم الطين "خاوه"، كانت المرأة جميلة دون أن تنفخ شفاهها "بالفلر" أو خدودها ودون استخدام الخيوط الأمريكية لشد الوجه ودون أن تستخدم الليزر وتواظب عليه.
إلى كل إمرأة.. كلمة أزلية "جمالك من منبع ثقتك ومن إنجازك" لا تقبلي أن تكوني سلعة، مادة، أو لوحة جامدة، كوني الحياة.
اضافةتعليق
التعليقات