لو تركت الأكل لمدة من الزمن وكنت تتضور جوعاً وجئنا بك لحديقة غناء وكنت امام انواع شتى من الثمار واعطيناك مجموعة بذور والارض امامك خصبة ماتراك ستفعل؟!
من الحقائق الحتمية ان استمرار بقاء الانسان على قيد الحياة يتطلب امداد جسده بمصدر الطاقة المتمثل بالماء والغذاء، وان بقائه سليما يوجب عليه اختيار النوعية وليس الكمية، فالتنويع يرفده بالعناصر الاساسية اما الاكثار الغير منتظم والعبثي من الطعام يعود عليه بنتائج سلبية لايحمد عقباها ابداً.
والاقلال المفرط ايضا له عواقب سلبية ففي الغذاء لا افراط ولاتفريط، ولا يوجد اي انسان سليم يقوى على تحمل مرارة ألم الجوع اذا انقطع عنه الطعام مدة طويلة بل سيشرع بترك كل مابيده والبحث عن السبل المتنوعة التي تبقيه على قيد النبض لان قواه ستنهار تدريجياً ويغدو بلا قوة لممارسة اي نشاط.
وبينما الكل منهمك بتوفير الطاقة لجسمه المادي نرى الاعم الاغلب ترك الروح تحتضر! بلا غذاء لانه قطع عنها امدادات الطاقة، فغذاء الروح الفكر!.
وهي لكي تنتعش تحتاج بعض الافكار الابداعية التي تبقيها نشيطة متأججة تزهر بماهية تلك الافكار وكيفية تطبيقها على ارض الواقع.
فنرى ان الانسان المبدع يفكر ويعمل ويكون في اي مكان فعّال يكسوه النشاط والبحث عن الفكرة لهو اشبه بزراعة شجرة في أرض خصبة بيد انسان جائع يطمح بسد حاجة جوع روحه ومحيطه بما يزرعه من اشجار "الافكار".
فأنت مخير بأن تكون صاحب فكرة كشجرة النخيل الشاهقة الارتفاع وبظلها تستظل اشجار الحمضيات، اي تكون فكرتك وعملك ابداعي متميز يرعى حتى افكار الاخرين ويدعمها، او ان تكون فكرتك شجيرة صغيرة لا ترتفع عن الارض حتى مسافة شبر كنبات الرقي.
اما الاكثار من الافكار الغير منطقية بدون تخطيط سيعود ايضاً عليك بالدمار لبغض انواع الجذور ويدمر بعض اشجارك.
يشبه البعض الروح بالطاقة ويصفون الانسان النشيط بانه على قيد الحياة اما الانسان الخامل والكسول دائما ما يقال عنه انه ميت حتى وان كان ذو روح.
فعليك ان تعاود روحك بالحيوية والأمل وتنقلها من مشفى الخمول لمحيطها الذي ترتاح فيه محيط العمل والفكر، وتجعل حديقتك زاهية بما تزرعه فيها من افكار وتجني ثمار افكارك واعمالك على التوالي مع كل نتائج ايجابية تعود اليك.
اضافةتعليق
التعليقات