في يوم من الايام في احدى المدارس طلب الاستاذ من تلاميذه واجب من نوع غريب فهو ليس حل مسألة او حفظ الدرس او بحث عن موضوع ما..
اعطى كل واحد منهم قطعة من الحجر تزن بضع كيلوغرامات وطلب منهم ان يربطوا هذا الحجر حول خصرهم لمدة يوم كامل ..
وافق الطلاب على طلب الاستاذ الغريب لانهم يحبونه ويحترمونه ...
عاد كل طالب الى منزله والحجر حول خصره.. بدأو يتضايقون في جلوسهم، أكلهم، لعبهم، نومهم ووو...
قسم كبير منهم ازالوا الحجر عنهم لعدم قدرتهم على تحمل مضايقته لهم والقليل فقط بقي ملتزم بطلب الاستاذ .
في الصباح ذهبوا الى المدرسة... استقبلهم استاذهم بأبتسامة قائلا: كيف كان يومكم في الأمس؟ بصوت واحد اجاب الطلاب: سيء جدا !!
رد الاستاذ: أعلم ذلك! ولكن كم منكم بقي ملتزم بطلبي؟
قام بعض الطلاب وقالوا نحن ..
اوقفهم الاستاذ امام بقية الطلاب ونظر اليهم قائلا بغضب وصوت مرتفع: مافعلتموه امر خاطىء وستعاقبون عليه !!
تعجب بقية الطلاب من فعل استاذهم! قام احدهم وقال للأستاذ: ان مافعلوه تتفيذ طلبك وبشكل متقن لمَ تعاقبهم بدلا من ان تثني عليهم وتكرمهم ..!!
بأسف شديد رد الاستاذ: تصرفي مع زملائكم هو نفس تصرفكم مع أمهاتكم !!
بتعجب قال الطلاب: كيف يا أستاذ؟!
فقال:
تحملكم تسعة أشهر.. تغذيكم ما في احشاءها
لم تتضايق يوما منكم.. تتحمل الآلام لأجلكم
وبعد ذلك عندما تكبرون بكل وقاحة ترفعون اصواتكم عند التكلم معها ..
ان حاسبتكم على شيء وهو لمصلحتكم تتذمرون وقد تتجرأون على الصراخ بوجهها !!
هكذا معظمكم هذه الايام لاتقدّرون منِ الجنة تحت اقدامهم.. وتعترضون على فعلي مع زملائكم !
وطلبي كان لتعليمكم شيئا بسيطا مما تحملته امكم وهي حامل بكم.. تحملت ماعانيتم منه امس لمدة تسعة اشهر وبكل رحابة صدر ..
فهل تعاملنا معها اليوم يجزي ذلك !
لنراجع اخلاقياتنا وسلوكنا في تعاملنا مع تلك العظيمة الأم..
فهي الأصل الذي يتشرف الولد به،
ويفخر بنسبه له ونسبته إليه، ونتأمل ذلك بما جاء في القرآن الكريم على لسان النبي عيسى عليه السلام، فتفاخر نبي الله ببره لوالدته فقال :
(وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً).
فكونو مطيعين بارين بأمكم من الآن،
لأنه سيأتي يوم ولن تجدوها بجانبكم، عندها ستندمون على ضياع كل لحظة لم تقضوها بجانبها ..
اضافةتعليق
التعليقات