هل تؤمن بأن الناس هم اهم عنصر من عناصر هذه الحياة؟
هل تعتقد ان محبة الناس من محبة الله؟
هل تشعر بالسعادة والرضا عند وجودك مع غيرك من الناس؟
هل تسعى الى معرفة رأي الناس فيك ويهمك ان تحظى بمحبتهم وتقديرهم؟
هل ترى انه ما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط؟
هل يحزنك ان تعيش وحيدا في هذه الحياة لان الناس انصرفوا عنك وانهم اصبحوا لايهتمون بك؟
اذا كانت اجاباتك على الاسئلة السابقة نعم فهذا دليل على اهتمامك بالناس وعلى رغبتك في تقوية الصلة بينك وبينهم، وهذا ايضا دليل صحة وخطوة في الاتجاه الصحيح.
واغلب الظن ان هذا البحث سيساعد على تدعيم علاقاتك بالناس واكتساب محبتهم ورضاهم. فالناس يمثلون اهم عنصر في هذه الحياة، وبغير اهتمام منك باقامة علاقات معهم على اساس من الود والتفاهم فإنك في الحقيقة تفقد الشيء الكثير، فالانسان لايمكن ان يعيش وحيدا ويكون سعيدا في هذه الحياة.
وكل مرة تدخل فيها في علاقة اجتماعية مع الغير وتفشل في هذه العلاقة فعادة مايكون فشلك لانك اغفلت مراعاة الحاجات الاساسية للناس.
فكل فرد في حاجة للشعور بالامن والطمأنينة ويكره كل ما يهدد امنه ويقلل طمأنينته.
وكل فرد في حاجة للنجاح ويؤلمه الفشل بالانتماء للجماعة التي يعيش فيها، ويكره ان يكون منبوذا ومنعزلا عن الجماعة. وكل فرد في حاجة الى التقدير.
وقد قال وليم جيمس استاذ علم النفس في جمعية علم النفس الامريكية (ان اعمق حاجات الطبيعة البشرية هي حاجتها الى التقدير).
وفيما يلي عدد من النصائح العملية لمختصين علماء النفس، التي تعين اي شخص على تدعيم صلته بالناس وزيادة محبته في داخلهم.
حاول ان تهتم اهتماما حقيقيا بالآخرين
ان الفرد يعيش في اطار اجتماعي، ولا يمكنه ان يعيش في عزلة من غيره من الناس، كما انه يسعى الى الناس للحصول على تأييدهم وتقديره وموافقته، ورأي الناس في الفرد عادة ما يؤثر تأثيرا كبيرا عليه وعلى مداركه عن نفسه.
والواقع انه بدون رغبة مخلصة منك لفهم هؤلاء الناس وفهم حقيقة دوافعهم وحاجاتهم وامالهم في الحياة .
لا يمكن اقامة علاقات اجتماعية سليمة معهم والاهتمام العميق المخلص بالناس المحيطين بك، وهذا يعني انك يجب ان تنسى نفسك ولو لوقت قليل كل يوم تمنحه لغيرك.
فالناس يسعدهم ان يجدوا من الغير اهتماما بما يفعلون وبما يفكرون وبما يشعرون، وان يجدوا مساعدة من الغير، فخير الناس انفعهم للناس.
تجنب خلق شعور النقص في الاخرين
عند وجودك مع غيرك من الافراد في مجلس من المجالس، تجنب كل ما يشعرهم بالنقص او قلة القدر .فبعض الناس يحاولون كلما وجدوا انفسهم مع غيرهم ان يجسموا من تحصيلهم ويكثرون الكلام عن انفسهم، وهم بذلك يقللون ولو بطريق غير مباشر من قدر غيرهم، وكثيرا ما نفقد الاصدقاء ونفشل في علاقاتنا الاجتماعية لاننا كثيرا مانعمل على تجسيم اهميتنا.
وفي ذلك يقول العالم الفيزيائي والفيلسوف الفرنسي المشهور باسكال: اذا طلبت امتداح الناس واطراءهم لك فما عليك الا ان تكف عن اطراء نفسك وامتداحها امام الناس.
والواقع ان الشخص يمكنه ان يزيد من محبة الناس له، اذا اتاح الفرصة للافراد وعن اهمية الاعمال التي يقومون بها.
فمثلا اذا وجد شخص نفسه مع عدد من الافراد في مكان ما في جلسة رسمية، فليس ابغض على نفس هؤلاء الافراد من ان يظل هذا الشخص معظم الوقت يتحدث عن نفسه وجهوده ونشاطه، في حين انه يستطيع ان يزيد من حب هؤلاء الافراد له اذا اتاح الفرصة لكل فرد ان يشترك في الحديث وان يتكلم ولو لبعض الوقت عن نفسه.
والواقع ان الفرصة دائما سانحة، عندما تتقابل مع اخرين، في ان تسألهم بعض الاسئلة اللبقة عن انفسهم او عن اعمالهم وعن نشاطهم سواء كانوا طلابا او موظفين او عمالا او زوجات لا يعملن سوى في المنزل، فتتيح بذلك الفرصة لهم للتحدث وللشعور بالقيمة وبذلك تكسب ثقتهم ومحبتهم.
كن عادلا في معاملة الناس
ان الناس يحبون الشخص العادل، فالعمال والموظفين يهتمون بعدالة رئيسهم في معاملتهم اكثر من اي شيء اخر، والعدالة تقضي الا تعاقب احدا على ذنب لم يقترفه، او تثيب اخر على عمل لم يؤده او جهد لم يبذله .
والعدالة تقضي الا تنظر الى اشكال الناس ولا الى اجناسهم ولكن ان تنظر الى اعمالهم.
وفي هذا يذكر الله عز وجل في كتابه الكريم (ان الله لا ينظر الى اعمالكم) وفي اية اخرى يقول سبحانه وتعالى (ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، ان اكرمكم عند الله اتقاكم).
فإذا طبقت هذه التوجيهات السامية على الحياة العملية، كان من اللازم ان تقوم علاقاتك بالناس وتقديريك لهم على اساس من جهدهم وعملهم ومدى اسهامهم في رفاهية مواطنيهم واوطانهم.
قلل من الشكوى ما امكن
عند لقائك غيرك من الناس قلل من الشكوى بقدر الاماكن فبعض الناس يحلوا لهم ان يجسموا مشكلاتهم ويكثروا من الشكوى في حضرة الناس.
وعادة ما يضيق الناس ذرعا بهذا النوع كثير الشكوى، ولا يشعرون بارتياح عند صحبتهم له.
وليس معنى هذا ان تكتم مشكلاتك وتحتفظ بها كلها لنفسك، ولا تشرك فيها احدا ممن تثق في صداقتهم وصواب رأيهم .
ولكن كل ما نقصده الا نسرف في الشكوى وان تجعل شكواك في اضيق نطاق.
لا تكن مغرورا او متعاليا
فالناس لا يحبون المغرور المتكبر ويحبون في الرجل التواضع وعدم التعالي، فعادة الشخص المغرور والمتعالي لا يستمع الى نصح الغير ويتمسك برأيه عن خطأ او صواب، وغالبا ما ينفر الناس من صحبته ولا يستريحون الى مجلسه.
ولقد كان في نصيحة لقمان عليه السلام لابنه خير توجيه لنا في هذا المجال: (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا).
تدرب على فن التحدث
ان الكلمة الطيبة والحديث العذب غزير المعلومات عادة ما يجذب الناس اليك ويحببهم فيك، وفي هذه الحالة يسعى الناس الى مجلسك ويطلبون صحبتك.
ومن المهم ان تختار موضوع حديثك بحيث يتناسب مع حاجات الناس ودوافعهم ومستوى المستمعين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
ولعل اختيار موضوع الحديث لا يكفي لكي يكون جذابا ولكن توجيه اهتمام خاص لاسلوب العرض والصوت الواضح المعبر والتوقيت المناسب للحديث، تعتبر كلها امورا هامة يجب ان تراعى بدقة وعناية.
كما يجب تعويد نفسك على الانصات الى الغير باهتمام عندما يتطلب الامر سماع ما يقال، ولاشك ان عدم القدرة على الانصات تعتبر من اهم عوامل عدم التفاهم بين الناس، وعدم الاتفاق المشترك والتلاقي بين وجهات النظر المختلفة.
المصدر: مجلة العربي، بتصرف
اضافةتعليق
التعليقات