يمكن تعريف قانون الجاذبية كما يلي: "إن الاهتزازات الذاتية المتماثلة تتجاذب وتتحد وتقوى بالتبادل".
ولكي تمتلك اهتزازات ذاتية نافعة لك وللآخرين حاول أن تنسف كل فكرة سلبية بإضافة فكرة إيجابية، فإذا مثلاً قلت: لست على ما يرام فأضفت إليها ولكنني سأحاول أن أكون أفضل وبهذا تكون الجملة الثانية التي بدأت بكلمة «ولكن» قد أدارت محرك الأفكار لديك نحو البناء، بعد أن كانت الجملة الأولى قد أدارتها نحو السلب.
ولابد أن تكون حازماً مع نفسك كلما هوت بك إلى قاع اليأس والسلبية، وتوقفها عند حدها في ذلك. فمثلاً إذا قلت يوماً :"الحالة حسنة فلا تذيلها بقولك ولكن ما ينقصها كذا وكذا" لأنك بالجملة الثانية تكون قد وضعت جداراً بينك وبين أملك.
وتكون ولكن هذه وما بعدها قد قطعت أفكارك الإيجابية.
في هذه الحالة يجب علينا أن نتخذ حيال أنفسنا حزم المعلم الذي يجاوب تلميذه في مثل هذه الحالة قائلاً: (لا يوجد.....) ولكن.
إن «لكن» هذه تعبر عن شكوك، وحين يساورك الشك فإنك تعود عدة خطوات إلى الوراء مرتداً عن طريق تحقيق آمالك، بينما يجب السير إلى الأمام للوصول إلى الهدف دون ارتجاف أو تقهقر.
لا تقبل فكرة عدم النجاح مطلقاً، وإذا خرجت لزيارة أحد الناس فهل تذهب إذا حدثت نفسك بأن من المرجح ألا تلقاه؟ .. إن شيئاً قليلاً يكفي لتحويل وجهك عن الهدف، فإذا ساورك أقل شك، فإن أقل حائل يكفي لإرجاعك على أعقابك.
وأنت الذي تعتقد أنك متفائل وشجاع، وتصيبك الدهشة عند إخفاقك، سل نفسك إذا كان تفاؤلك لا يخضع لشكوكك، فإذا كنت كذلك، فإن الأمل الذي يجعلك تصعد درجة واحدة، يقابله شك يجعلك تتقهقر درجتين. وصحيح أنك لن تعرف الكوارث ولكنك لن تنال تقدماً كبيراً. فإذا أردت بلوغ ما تصبو إليه فما عليك إلا أن تقتلع الأعشاب الضارة من حقل تفكيرك. وأحرص على إبقاء نفسك على الطريق المستقيم الصاعد، طريق الإلهامات المبدعة، وأسكت شكوكك بتأكيد الأمل بالنجاح .
وقانون التفكير المبدع الذي يقول بأن أفكارنا عن المرض وخوفنا من الفقر والحرب والشقاء، يجلب إلينا المرض والفقر والحرب والشقاء، يمكن أن يفضي إلى الجنون بأولئك الذين لم يستطيعوا السيطرة على أنفسهم. إنهم يبنون مئة مرة باليوم جدران الشك بينهم وبين ما يريدون، ويرفضون السعادة مئة مرة باليوم أيضاً.
"إننا نستطيع اختصار هذا الكلام كله بعبارة قالها أحد حكماء الهند لتلميذه: إننا لا نستطيع منع العصافير من التحليق فوق رؤوسنا ولكننا نستطيع منعها من بناء أعشاشها في شعرنا".
إن الأفكار (طيور) ولها أجنحة، وهي تبحث عن أشكالها لتطير مع أشكالها، فإذا كانت لطيفة فهي تجر أشكالها اللطيفة معها، أما إذا كانت سوداء فهي تلتقي بصنوها، ولأنها تصدر عنك فهي تعود إليك إما مع مجموعة من الإيجابيات، أو مع رزمة من السلبيات.
"لا تستهين بقوة تفكيرك إن اتجاهنا العقلي له تأثير لا يُصدّق حتى على قوانا الجسدية لا تستهين بقوة تفكيرك" . ج . أ . هادفيلد، الطبيب النفسي الشهير يعطي مثالاً مدهشاً عن هذه الحقيقة في كتيب عدد صفحاته ( ٥٤ صفحة) واسمه (سيكولوجيا القوة).
وقد جاء فيه: «طلب من ثلاثة رجال أن يتقدموا لإجراء تجربة عن التركيز الذهني وتأثيره على قواهم. فطلب منهم الضغط على مقياس للقوة الميكانيكية بكل قواهم. وطلب منهم ذلك في ثلاثة أوضاع مختلفة. فعندما اختبر قوتهم في حالة اليقظة ظهر أنها تبلغ ۱۰۱ باوند . وعندما اختبر قوتهم بعد التنويم المغناطيسي وبعد أن أوحي لهم بالضعف لم يستطيعوا أن يضغطوا ثلث قوتهم العادية، وكان أحد الرجال الثلاثة ملاكم محترف، وعندما علم أنه بدا ضعيفاً بعد تنويمه، أشار إلى أنه شعر بضعف ذراعه وكأنها تقريباً ذراع طفل».
وعندما اختبر الكابتن هادفيلد أولئك الرجال مرة ثالثة، قال لهم إنهم أقوياء جداً ويكفيهم الضغط بقوة ١٤٢ باوند. حين تشبع عقلهم بالأفكار الإيجابية، ازدادت قواهم الجسدية 5% تقريباً .
اضافةتعليق
التعليقات