يلعب التلفزيون دوراً كبيراً كوسيلة من وسائل الإعلام المختلفة لما يترك من تأثيرات عميقة على شخصية ونفسية المشاهد وبذلك يكون أكثر الوسائل تأثيراً في الأفراد وتزداد خطورته كوسيلة إعلامية عندما تتوجه برامجه إلى الأطفال.
والإعلانات في التلفزيون تتسم بعوامل الجذب والانتباه وتسيطر على عقول المشاهدين كباراً كانوا أم صغاراً، وقد أثبتت الأبحاث الإعلامية أثر الإعلان التجاري على الأطفال من النواحي المعرفية والسلوكية والعاطفية مما يلقي بأعباء نفسية واقتصادية على الأسرة بأكملها.
وحول الجانب الغذائي وصحة الطفل يعد تأثير الإعلانات التلفزيونية من أهم الأجهزة المؤثرة على الطفل، ويكاد يكون المصدر الأول للمعلومات بالنسبة له، حيث يركز على الوصول إلى عقل الطفل وامتلاك حواسه وتوجيه رغباته إلى نوعية معينة من الأطعمة.
وعن طريق إبراز السلعة بشكل جذاب واستعمال الكلمة السهلة واللحن الجذاب مع التكرار ومحاولة الإيحاء بطرق تعبيرية مختلفة. وبوعود خيالية أحيانا عن قدرة المنتج الغذائي العجيبة مثل إكساب الطفل القوة العضلية، أو البراعة في قدرات معينة.
كما أن للتلفزيون تأثيراً على نمو وصحة الطفل وسلوكه الغذائي عندما يكون وسيلة إغراء للطفل لشراء الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والقيمة الغذائية القليلة مما يؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية الهامة مثل بعض المعادن والفيتامينات المتوفرة في الخضروات والفاكهة والتي نادراً جداً ما يعلن عنها التلفزيون.
في حين يتطلب النمو السريع والتمثيل الغذائي العالي للأطفال نسبة أعلى من عناصر النمو والطاقة الغذائية بالنسبة إلى جسمه.
وتبقى الإعلانات التلفزيونية أخطر ما يوجه من هذا الجهاز السحري وأكثرها تأثيراً على أطفالنا في سلوكياتهم وغذائهم، بل ونموهم وخصوصاً عندما نشاهد اختيار عرض هذه الإعلانات التي تتناسب مع وقت تواجدهم أمام التلفزيون مثال صباح نهاية الأسبوع أو يوميا بعد العصر ولذلك يجب أن يخضع الإعلان للرقابة الصحية بكل مشتملاتها الجسمية والنفسية والاجتماعية.
يبحث وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي وثيقة أعدتها منظمة الصحة العالمية تهدف للحد من السمنة وتنص على ضرورة حماية الأطفال مما وصفته باستغلال شركات الأغذية.
ويدعو مشروع الوثيقة إلى تخفيف الضغوط الإعلانية لشراء الأغذية غير الصحية، ويعرض مجموعة توصيات من الدعوة إلى تناول الأغذية الصحية إلى فرض حظر كامل على الإعلانات عن الأطعمة غير الصحية قبل الساعة 9 مساء، وهو الموعد الذي يتم بعده تخفيف القيود على البرامج التلفزيونية عموماً باعتبار أن كثيراً من الأطفال يخلدون للنوم عنده.
ويقول مشروع الوثيقة أنه يجب توجيه أهمية خاصة للمجموعات الهشة في المجتمع، مثل الأطفال والمراهقين التي يجب ألا يتم استغلالها من قبل الأنشطة التجارية ويدعو إلى الحد من الإعلانات التجارية للأطعمة غير الصحية خاصة التي تستهدف الأطفال وتختلف الدول الأوروبية في مواقفها من هذه الإعلانات. فتفرض دول أوروبية مثل النروج والسويد حظراً قانونياً على هذه الإعلانات، بينما تضع دول أخرى سياسات عامة يجب اتباعها في هذا المجال مثل فنلندا وإيرلندا، وهناك دول تعتمد على الرقابة الذاتية للمؤسسات الإعلامية مثل هولندا واسبانيا والبرتغال.
اضافةتعليق
التعليقات