لم تكن النساء وحدها قد أصابها الذهول بل الرجال قد أصبحوا أسوء منهن في هذا الأمر الغريب!، طار العقل من رؤوس كبار مكة، كيف يمكن أن يحدث هذا؟.
وفي هذه الأثناء تلك القلوب المريضة كانت تبحث عن ستائر لإخفاء الحقيقة ومازال أولاد الطغاة يجندون كل طاقاتهم لاخفاء هذا الموضع المبارك بطريقة أخرى ولكن العقول السليمة تبحث عن الإجابة لتروي عطشها لأنها تبحث عن الحق.
جميع التقنيات ومحاولة أهل الضلال تفقد قدرتها أمام قدرة مظهر العجائب!
قد وقعت الواقعة وانشق الجدار وخرجت فاطمة محملة بمعجزة ربانية عم يتسائلون؟ عن النبأ العظيم.
العظيم الذي يذهل العقول منذ البداية وفي كل لحظة من لحظات حياته، العظيم الذي يبدأ بدايته من بيت الله وتكون نهايته في بيت الله.
في حضرته جميع الألوان تأخذ لونا واحداً وهو لون الحق وتصرخ الكعبة والحجر والمدر بأن أشهد أن علياً ولي الله، أي حقد يحمل تلك القلوب أو الأصح تلك الأحجار.
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّه)...
أصابوا باللعنة فأصبحوا من القاسية قلوبهم لايؤثر فيهم أي شيء!.
قد لهج بإسمه في كل مكان وبين فضائله في كل لحظة كي لا يبقى أحد يقول لولا جعلت لنا علما هاديا فنتبع آياتك قبل أن نذل ونخزى ولكن تارة يكون الفرد أعمى ويمكنه الإدراك بما يحصل حوله ويشعر بواسطة حواسه الأخرى وتارة يكون أعمى البصيرة ففي هذه الحالة جميع حواسه رغم السلامة الظاهرية ستكون فاقدة الإحساس فيصبح شيطانا ينتمي إلى حزب الشيطان كما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في حق أعداء أمير المؤمنين علي (عليه السلام): يا عليّ، أنت حجّة الله، وأنت باب الله، وأنت الطريق إلى الله، وأنت النبأ العظيم، وأنت الصّراط المستقيم، وأنت المثل الأعلى، وأنت إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، وخير الوصيّين، سيّد الصّدّيقين. يا عليّ، أنت الفاروق الأعظم، وأنت الصدّيق الأكبر، وإنّ حزبك حزبي، وحزبي حزب الله، وإنّ حزب أعدائك حزب الشيطان.*١
إن الحق مع علي والمخالف له هو من أتباع الباطل هذه الصفات هي صفة لأمير المؤمنين ولا يمكن أن تنتسب إلى غيره.
بيان عظمة أمير المؤمنين في كل وقت وحين كي يترسخ في أذهان الجميع ولا يبقى أحد لم يصله الأمر ولا يتوضح له، هو حجة الله ومن سواه فهو مرفوض مهما كبر في العمر أو عظمت منزلته، وهو باب الله فليس بإستطاعة أحدهم أن يكون بابا لله غيره إذن التمسك بغير علي يعني الابتعاد عن الله، والتيه بين البوابات المغلقة أو التي تؤدي إلى اللامكان.
وهو الطريق إلى الله الطريق الذي يكون مختصرا دون أن يشوبه شائبة الطريق السليم الذي يحافظ على سلامة سالكيه ويرشدهم إلى الله فقط، وهو النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون فتكون النتيجة للمتخلف:
(إِنّا أَنذَرنٰكُم عَذابًا قَريبًا يَومَ يَنظُرُ المَرءُ ما قَدَّمَت يَداهُ وَيَقولُ الكافِرُ يٰلَيتَنى كُنتُ تُرٰبًا).
وهو الصراط المستقيم فالذي يبتعد عنه يكون من المغضوب عليهم والضالين، وهو المثل الأعلى الذي يجب اتباعه فالتمسك بغيره ضلال وهو إمام المسلمين وأمير المؤمنين، وخيرالوصيين وسيد الصديقين ولا أحد غيره يحق له التمثيل!
والفاروق الأعظم الذي يفرق بين الحق والباطل و يفرق بين أهل الجنة والنار والصديق الأكبر الذي شهد على عظمته القريب والبعيد.
هذا الحزب سيكون حزب النبي (صلى الله عليه وآله) وينتمي إليه ومن صفاته أنه يكون حزب الله.
إذن على الباحث أن يعرف بأن انتمائه إلى حزب علي يعني النجاة فهو الفوز المحتم وترك هذا الحزب يعني الانتماء إلى غيره والابتعاد عن الله فهذا يدل على الضلال والتخبط وكل حزب دون عنوان علي (عليه السلام) يعد من حزب الشيطان.
ولادته في الكعبة معجزة ربانية ليسأل السائل لماذا هو فقط بين ملايين البشر اللذين ولدوا وسيولدوا قد حظى بهذه الكرامة؟.
لتكن هذه الحادثة أعلانا لمنزلته وتبقى صورة معلقة على جدار قبلة المسلمين إن الصلاة دون ولاية علي باطلة.
اضافةتعليق
التعليقات