• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الشك.. جرثومة خطرة تهتك بالأسرة

سارة رعد / الأثنين 28 ايلول 2020 / علاقات زوجية / 2821
شارك الموضوع :

تقوم العلاقة بين أي زوجين منذ اللحظات الأولى على تعارفهما وارتباطهما معًا على أسس عدة، أهمها الثقة والاحترام

نسبة العنف أصبحت في وقتنا الحالي مرتفعة لماذا برأيكِ؟ لأسباب كثيرة، أهمها شك الرجل في زوجته، وبناؤه علاقات محرمة. وتعرض الأسرة ذاتها لمشكلات مالية بسبب مطالب الزوجة الكثيرة، وإدمان بعض الرجال للكحوليات، مما يخرجهم عن إرادتهم.

وتقوم العلاقة بين أي زوجين منذ اللحظات الأولى على تعارفهما وارتباطهما معًا على أسس عدة، أهمها الثقة والاحترام، ومتى ما تزعزعت الثقة وفُقد الاحترام وحلّ مكانهما الشك فإنّ حياتهما ستتحول إلى جحيم لا يطاق، ويسود التوتر، ويعمّ القلق منزلهما. لذا يجب على الزوجين أن يعيا حقوق بعضهما البعض، ولا يسمحا لأي مشكلة أن تعكر صفو حياتهما، وتعيق استمرارهما معًا.

والشّك بطبيعته يؤدي إلى قتل المودة واختناق العاطفة وتلاشي الرحمة بين الزوجين، والشك بطبيعته أيضًا يكون بينه وبين الاستقرار عداوة، وبينه وبين الأمن الأُسري حربٌ شرسةٌ لا تنتهي.                                             

الشّك والحب متنافران لا يجمعهما بيتٌ واحد؛ فعندما يسود الشك أجواء الحياة الزوجية يهرب الحب خارجها، والحياة مع الشك جحيمٌ لا تطاق، وخاصةً إذا كان الزوج هو الطرف الشكاك، فالمشادات الكلامية والمشاجرات اليومية التي لا تنتهي هي ما تجنيه الأسرة التي نشأت وترعرعت فيها بذور الشّك، بل الحياة مع زوج شكاك مغامرة لا تحمد عقباها، لأن بعض الرجال يسترسلون في شكوكهم التي تدفعهم أحيانًا إلى ارتكاب الحماقات التي ربما تصل للقتل.

 الشّك المَرَضي

قد تتفاقم أزمة الشكوك بحيث تصبح مرضًا يسمى «الشك المرضي»، وتصل أعراض هذا المرض إلى حدٍ غير مقبول، فما إن يعود الزوج للبيت كل يوم من العمل إلا وتبدأ عملية استجواب الزوجة والتفتيش هنا وهناك، في أجواءٍ من الانفعال قد تصل إلى حد الاعتداء الجسدي، دون أن يكون لدى هذا الزوج المريض أي إشارةٍ أو دليل على خيانة زوجته إلا افتراءات هي محض خيال، فتراه يفتش في ملابسها أو في حقيبتها أو سائر أغراضها الشخصية، وإذا وجد أي رقم تليفون أو عنوانًا أو أي شيءٍ غريب تثور ثائرته وتقوم الدنيا ولا تقعد.

والمأساة أن هؤلاء الرجال الشكاكين لا يُطَلقون زوجاتهم، ولا يفكرون في ذلك، كأنما يستمتعون بهذا الشعور المرضي، وأحيانًا يتم التطليق عن طريق المحكمة بعد تقرير من الطبيب النفسي حرصًا على سلامة الزوجة، خاصةً في حالات الشك المرضية الشديدة والاعتداءات البدنية.

أسباب ودوافع

قد تكون لشخصية الزوجة نفسها دورًا مهما في إشعال غيرة الزوج الشديدة، التي تتعدى حدود الغيرة المقبولة وتصل إلى حدود الشك المُريب؛ فالمرأة ذات الشخصية الهستيرية التي تبالغ في إظهار محاسنها، وتبدي استحسانها دومًا بنظرات وعبارات الإعجاب التي تتلقاها من هنا وهناك، سواء أكانت سعت إلى ذلك بوعيٍ أم بدون وعي، تلك التصرفات تؤجج نار الغيرة والشك عند الزوج، خاصةً إذا كان لديه استعدادٌ نفسيٌ لذلك من قصورٌ بدنيٍ أو ماديٍ أو حتى علمي. وقد تدفع المرأة أحياناً زوجها للغيرة بغير قصد، وذلك حين تتحدث أمامه عن شخصٍ ما باهتمامٍ بالغٍ ومتكرر، ولا تفتأ تعدد الكثير من صفاته وأخلاقه، فيتسرب شعور للزوج بإعجابها بذلك الشخص كما يشعر في الوقت ذاته أنها تفضله عليه من حيث السلوك الشخصي أو طريقة التعامل، فينجرف نحو الغيرة وتبدأ بعدها فصول المأساة.

وقد تتحدث الزوجة بعفويةٍ عن تجاربها السابقة باعتزاز، مع خطيبها السابق مثلاً، أو زوجها السابق إن كانت مُطلقة أو أرملة، وكل هذا يدفع زوجها نحو الغيرة دفعاً، فيصب جام غضبه عليها، والزوجة التي تفعل هذا زوجة قليلة الخبرة أو مستهترة تدمر حياتها بنفسها.  

وربما تكون سلوكيات الزوج الشكاك تكونت لديه تبعًا لظروف تربيته والأحداث التي مر به طوال حياته؛ فهي نابعةٌ من التنشئة والبيئة المحيطة في المقام الأول. وأيضا قد ترجع غيرة الزوج الشديدة إلى عدم ثقته بنفسه وإحساسه بالدونية تجاه الزوجة التي ارتبط بها؛ حيث يسارع إلى الشك في تصرفاتها لشعوره بأنها يمكن أن تنجذب إلى من هو أكثر منه رجولةً وجاذبية أو غنى أو منصب..

الجرثومة الخطيرة الشّك

جرثومةٌ خطيرة في كيان الأسرة لأنه من صنع الخيال وحده، وإذا تحكم الخيال السوداوي في شيءٍ أفسده وألغى حكم العقل ونحى التدبير الواعي جانبًا وترك المجال للتصرفات الهوجاء والرعناء.

فقد يحلو لأحد الزوجين أن يشكك في سلوكيات الطرف الآخر، ويفسر كل تحركاته على أن لها معاني خفية، وعليه أن يبحث عن هذه المعاني من تخرصاته وظنونه وأوهامه من غير أن يكون لهذا التفسير مستند من الواقع ومسوغ مقبول.

فإذا رن جرس الهاتف ولم يتكلم أحد لعَطبٍ بالخط مثلًا ظن أن المتصل على علاقةٍ مشبوهةٍ بالطرف الآخر، وإذا تأخر في الرجوع من العمل أو تأخرت عند أمها أو أختها بدأت الشكوك حول لقاءاتٍ سرية وأحاديث جانبية.. وهكذا تفسر الأمور استناداً إلى الشك والوهم.

 بين الغيرة والشّك

 الغيرة المعتدلة شيءٌ مطلوبٌ ومهم، ومن لا يغار على أهله فهو ديوثٌ ومطرودٌ من رحمة الله تعالى، فغيرة الرجل على أهله أن يأتين ما حرم الله أو يخلون مع غير ذي محرم، أو يتحدثن مع أحد بخضوع في القول..

كل هذه غيرةٌ محمودة، بل واجبةٌ لحماية شرف المرء وصيانة عِرضه. والغيرة تختلف من شخصٍ لآخر، فهي درجاتٌ متفاوتة عند البشر كلٌ حسب شخصيته وصفاته النفسية وطريقة تربيته، لكن الهوس في الغيرة والتشكك من كل شيءٍ والنظر لشريك الحياة بعين الريب دون سبب جوهري ملموس، يمثل لهيباً يحرق الحياة الزوجية ويجعل منها جحيماً لا تطاق.

علينا أن نفرق جيدًا بين الشّك والغيرة، فالشّك توهم لا مستند له، والغيرة حَمية في القلب يجدها الرجل السوي جراء مخالفة أعرافنا وتقاليدنا، وانحراف الزوجة عن الخلق الإسلامي والآداب العامة، فهي غيرةٌ من شيءٍ محدد معروف مشاهد وملموس. وهذان نوعان لا يجوز الخلط بينهما، وقد فرق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بين النوعين فقال: «من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يكره الله، فأما ما يحب فالغيرة في الريبة، وأما ما يكره فالغيرة في غير ريبة».

فالغيرة من غير ريبة هي التي نسميها «الشّك»، وهو خلق مذمومٌ مؤذٍ للأُسرة ومُدمر لها. من كل ذلك يتضح أن الشّك مصدره وسوسة الشيطان ليس إلاّ، اِحذر الشّك الشّك بطبيعته يؤدي إلى قتل المودة واختناق العاطفة وتلاشي الرحمة بين الزوجين، والشك بطبيعته أيضًا يكون بينه وبين الاستقرار عداوة، وبينه وبين الأمن الأُسري حربٌ شرسةٌ لا تنتهي، ويكون بينه وبين الطلاق علاقةٌ وثيقةٌ وصداقهٌ قائمةٌ ودائمة؛ فاحذر الشّك، وبخاصة الشّك المبني على أوهامٍ وظنونٍ وتكهناتٍ واتهاماتٍ وتزييفٍ للحقائق. فالشّك لا يقيم للحياة الأُسرية بيتًا ولا مأوى، فعواصف الشّك عواصف عاتيةٌ وشديدة، فيها عذابٌ أليم، ونارٌ تحرق كل ما حولها من عواطف وقيم، فالزوج الشكاك مريضٌ نفسيًا وقلبيًا، والحل لهذه المشكلة الحساسة يتمثل في الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12].

فواجب علينا الابتعاد عن الشّك في نطاق الأُسرة وفي كل أمور الحياة، كما قال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء:36].

 وقال صلى الله عليه واله وسلم: «إياك والظن فإن الظن اكذب الحديث»، ويكون الشك والظن كاذباً لأنه لا يشابه الواقع ولا يطابقه، فإذا رأيت أحد الزوجين يشك في الآخر من غير بينة مدعيًا أنه يشعر به وأن قلبه يُوحي له بذلك، فاعلم أنه مغرر به، يحاول أن يدمر الأُسرة بيده لا بيد غيره، فإذا تعلم الإنسان الأخذ باليقين والدليل ارتاح وارتاح من حوله وعاش الجميع في سعادةٍ وصفاء. والزوج الذي يتشكك في كل شيءٍ يخص زوجته إنما يعذب نفسه، وتصور له خيالاته أوهاماً لا أساس لها من الصحة، وفوق هذا وذاك فإنه بهذه الغيرة الشديدة والتشكك المشبوه قد يغري زوجته إن كانت ضعيفة العقل والإيمان إلى ارتكاب الجرم بدافع التشفي والانتقام.

فأنت أيها الزوج المسلم قد اخترت زوجتك على أساس الدين كما أمر الشرع فهي بإذن الله مسلمةٌ مؤمنةٌ عفيفة، ولم يرد منها ما يستدعي ذلك الشك وتلك الغيرة الحمقاء، فلا تعذب نفسك ولا تعذبها معك.

 كيف نتجنب خطر الغيرة؟!

 1ـ لا يتبع الزوج ظنونه وشكوكه فيدفعه الشك تلو الآخر إلى عواقب وخيمة، وإنما عليه أن يطرد تلك الأفكار الشيطانية، وأن يعلم زوجته ويطمئن إلى سلوكها وليطرد الشك إلى اليقين.

2ـ يقنع الزوج زوجته بالتزام الحجاب إن لم تكن ملتزمةً به، فضلًا عن آدابنا الإسلامية في التعامل مع الغرباء، فستر الجسد فريضةٌ إسلاميةٌ وهي تقي المجتمع من شرور التسول والتحرش الجنسي، فليس من المعقول أن يغار الزوج على زوجته وهو يتركها تسير متبرجةً تلبس لباس الكاسيات العاريات؟! فالأولى له أن يلزمها بحجاب ربها، بدلاً من النظر إلى من ينظر إليها بعين الغيرة والريبة.

 3 ـ على الزوجة أن لا تقوي شك الزوج أو تخالفه في نفسها وتعصي أوامره فتزيد شكوكه، فلتتعامل معه على أنه شخصٌ يمر بأزمةٍ يحتاج إلى من يقف بجانبه ويحيطه بالعطف والحب والحنان، فلترحب به دائماً ولتقابله بوجه بشوش ولا تنفعل عليه حين تجده يسألها عن أمرٍ ما، بل عليها أن توضح له كل شبهةٍ فيطمئن بذلك ويطرد أفكاره ووسوسته، وحذار من العِند فإنه مورث الدمار والخراب.

 4 ـ أن تحترم المرأة آراء زوجها الخاصة بعلاقتها بالجنس الآخر سواء كانوا أقارب أو زملاء في العمل أو الجيران، خاصةً إن كانت هذه الآراء منضبطةٌ بضوابط الشرع. {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} (الفرقان:74).

المصادر/ البلاغ/ طريق الاسلام/ موضوع/ اسلام ويب
الرجل
المرأة
الاسرة
صحة نفسية
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    نادي أصدقاء الكتاب على مائدة عاشوراء

    النشر : الأربعاء 23 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    بناء المواطنة: كيف تتوزع المسؤولية على أفراد المجتمع؟

    النشر : الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    منظمة الصحة العالمية تعلن عن انخفاض أعداد المدخنين في العالم

    النشر : الأربعاء 07 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    مركز لعلاج السرطان في ليبيا يعتمد على التبرعات لعلاج المرضى

    النشر : الأثنين 17 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    كيف استثمرت المدارس التعلُّم باللعب في ظل جائحة كورونا؟

    النشر : الأثنين 08 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    فخ الكفاءة

    النشر : الخميس 13 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1236 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 445 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 433 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 423 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 418 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 418 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1331 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1236 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 775 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 650 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة