• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مسؤولية مبكرة ونضج مفاجئ

دلال العكيلي / الأثنين 20 كانون الثاني 2025 / تربية / 726
شارك الموضوع :

إنها طفلة تصغي باهتمام لكل كلمة تُقال، تراقب تفاصيل العمل المنزلي والوضع المادي والمشاريع المستقبلية

في مرحلة ما من حياتنا، نتوهم أن الحرية المطلقة هي الحلّ، وأن القيود المجتمعية والعائلية تقف في وجه أحلامنا، نمرّ بحالة من التمرد على البيئة التي نشأنا فيها، محاولين كسر القيود معتقدين أنها عائق، هذه العشوائية الفكريّة تبدو طبيعية في سن المراهقة، في مرحلة البحث عن الهوية والسعي لإثبات الذات.

تسللت تلك المشاعر في مرحلة مبكرة إلى ابنتي فاطمة ذات الثلاثة عشر عامًا، التي وجدت نفسها فجأة في دور الراشد المسؤول عن متابعة أمور الأسرة وإصلاح ما تعتقد أنه أخطاء يغفل عنها الآخرون.

فهي ترى أن عليها دورًا يتجاوز عمرها؛ وعليها متابعة تفاصيل حياتنا، تراقب العمل، تخطط للمستقبل، وتنبهنا لما قد نغفل عنه، هذا الشعور بالمسؤولية يبدو وكأنه جزء من شخصيتها، لكنه يثير تساؤلات: هل نحن من زرعنا فيها هذا الإحساس؟ أم أنها ورثته مني؟ أم أن تصرفاتنا اليومية هي ما دفعتها لتحمل هذا العبء؟

إنها طفلة تصغي باهتمام لكل كلمة تُقال، تراقب تفاصيل العمل المنزلي والوضع المادي والمشاريع المستقبلية وحتى شؤون الدراسة، وكأنها نسخة مصغرة مني، تعيش ذات التجربة التي عشتها في عمرها، أتذكر حينها؛ كنت أتحمل همومًا تفوق سني، أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه أسرتي، خاصة وأنني كنت الابنة الكبرى، كان خوفي على صفو العائلة يدفعني لمتابعة كلّ شيء، رغم أني كنت طفلة لم تكتمل ملامح نضجها بعد.

واليوم، بعد مرور 35 عامًا، أجد أن ابنتي تفكر بالطريقة ذاتها دون أن أخبرها عن تجربتي، وكأن هذا الإحساس بالمسؤولية قد انتقل إليها بطريقة غريزية، كأنه إرث خفي تشربته من مراقبتها لي.

رغم أن فاطمة نضجت قبل أوانها، إلا أن في شخصيتها بقايا طفولة تتشبث بها ومع ذلك، فإن خوفي عليها من هذا النضج المبكر كبير أخشى أن تحمل أعباءً لا تناسب عمرها، وأن يترك ذلك أثرًا في نفسيتها ومستقبلها.

النضج المبكر قد يكون سيفًا ذا حدين فمن ناحية، يمنح الطفل وعيًا مبكرًا وإحساسًا عميقًا بالمسؤولية لكنه، من ناحية أخرى، قد يسلبه جزءًا من طفولته ويجعله يعيش تحت وطأة ضغوط تفوق طاقته.

إن فاطمة اليوم تذكرني بنفسي، لكنها أيضًا تدفعني للتفكير في كيفية دعمها لتعيش طفولتها دون أن تحمل هموم الكبار فالأطفال يحتاجون للعب، للحلم، وللتعلم دون أن يثقلهم شعور بالمسؤولية لا يناسب أعمارهم، فكلّ مرحلة من حياتنا تمرّ دون أن نشعر كأنها حلم مضى بالأمس لذا علينا أن نوازن بين زرع قيم المسؤولية لدى أطفالنا، وبين الحفاظ على طفولتهم وبراءتهم، كي لا يكبروا قبل أوانهم، فالنضج وتحمل مسؤوليات الأسرة يأتي في وقته الأفضل أن يلتفت المربين إلى ضرورة التربية والتنشئة الصحية لهذا الطفل وبناءه بناء نفسي وأخلاقي ديني وتوجيهه بشكل يتناسب مع عمره.

الأم
التربية
المسؤولية
الحرية
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    غصن نعناع

    النشر : الأثنين 28 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    وابيضّت عيناه من الحزن

    النشر : السبت 22 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    هل ستجلس في سيارة مضادة للفايروسات؟

    النشر : الأربعاء 06 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    الانضباط الذاتي ومواجهة الأفكار المغلوطة في العالم الرقمي

    النشر : الأربعاء 02 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    علامة المؤمن وزيارة الاربعين

    النشر : الثلاثاء 31 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    لا تعافر الحياة وانتبه للتدابير الإلهية

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 657 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 442 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 353 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 352 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 756 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 22 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 22 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 22 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة