• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مسؤولية مبكرة ونضج مفاجئ

دلال العكيلي / الأثنين 20 كانون الثاني 2025 / تربية / 577
شارك الموضوع :

إنها طفلة تصغي باهتمام لكل كلمة تُقال، تراقب تفاصيل العمل المنزلي والوضع المادي والمشاريع المستقبلية

في مرحلة ما من حياتنا، نتوهم أن الحرية المطلقة هي الحلّ، وأن القيود المجتمعية والعائلية تقف في وجه أحلامنا، نمرّ بحالة من التمرد على البيئة التي نشأنا فيها، محاولين كسر القيود معتقدين أنها عائق، هذه العشوائية الفكريّة تبدو طبيعية في سن المراهقة، في مرحلة البحث عن الهوية والسعي لإثبات الذات.

تسللت تلك المشاعر في مرحلة مبكرة إلى ابنتي فاطمة ذات الثلاثة عشر عامًا، التي وجدت نفسها فجأة في دور الراشد المسؤول عن متابعة أمور الأسرة وإصلاح ما تعتقد أنه أخطاء يغفل عنها الآخرون.

فهي ترى أن عليها دورًا يتجاوز عمرها؛ وعليها متابعة تفاصيل حياتنا، تراقب العمل، تخطط للمستقبل، وتنبهنا لما قد نغفل عنه، هذا الشعور بالمسؤولية يبدو وكأنه جزء من شخصيتها، لكنه يثير تساؤلات: هل نحن من زرعنا فيها هذا الإحساس؟ أم أنها ورثته مني؟ أم أن تصرفاتنا اليومية هي ما دفعتها لتحمل هذا العبء؟

إنها طفلة تصغي باهتمام لكل كلمة تُقال، تراقب تفاصيل العمل المنزلي والوضع المادي والمشاريع المستقبلية وحتى شؤون الدراسة، وكأنها نسخة مصغرة مني، تعيش ذات التجربة التي عشتها في عمرها، أتذكر حينها؛ كنت أتحمل همومًا تفوق سني، أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه أسرتي، خاصة وأنني كنت الابنة الكبرى، كان خوفي على صفو العائلة يدفعني لمتابعة كلّ شيء، رغم أني كنت طفلة لم تكتمل ملامح نضجها بعد.

واليوم، بعد مرور 35 عامًا، أجد أن ابنتي تفكر بالطريقة ذاتها دون أن أخبرها عن تجربتي، وكأن هذا الإحساس بالمسؤولية قد انتقل إليها بطريقة غريزية، كأنه إرث خفي تشربته من مراقبتها لي.

رغم أن فاطمة نضجت قبل أوانها، إلا أن في شخصيتها بقايا طفولة تتشبث بها ومع ذلك، فإن خوفي عليها من هذا النضج المبكر كبير أخشى أن تحمل أعباءً لا تناسب عمرها، وأن يترك ذلك أثرًا في نفسيتها ومستقبلها.

النضج المبكر قد يكون سيفًا ذا حدين فمن ناحية، يمنح الطفل وعيًا مبكرًا وإحساسًا عميقًا بالمسؤولية لكنه، من ناحية أخرى، قد يسلبه جزءًا من طفولته ويجعله يعيش تحت وطأة ضغوط تفوق طاقته.

إن فاطمة اليوم تذكرني بنفسي، لكنها أيضًا تدفعني للتفكير في كيفية دعمها لتعيش طفولتها دون أن تحمل هموم الكبار فالأطفال يحتاجون للعب، للحلم، وللتعلم دون أن يثقلهم شعور بالمسؤولية لا يناسب أعمارهم، فكلّ مرحلة من حياتنا تمرّ دون أن نشعر كأنها حلم مضى بالأمس لذا علينا أن نوازن بين زرع قيم المسؤولية لدى أطفالنا، وبين الحفاظ على طفولتهم وبراءتهم، كي لا يكبروا قبل أوانهم، فالنضج وتحمل مسؤوليات الأسرة يأتي في وقته الأفضل أن يلتفت المربين إلى ضرورة التربية والتنشئة الصحية لهذا الطفل وبناءه بناء نفسي وأخلاقي ديني وتوجيهه بشكل يتناسب مع عمره.

الأم
التربية
المسؤولية
الحرية
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الواقعية الذاتية

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    تجنب غسل هذه "الأواني" في غسالة الأطباق!

    الشهيد الرضا الشيرازي.. تجلّيات فكر وسنويّة رحيل

    بين العبقرية والجنون: كيف غيّر سد الصين العظيم نبض الكوكب؟

    العراق يستعد لمواجهة لهيب الصيف: إجراءات حكومية وتحذيرات صحية

    آخر القراءات

    متى تكسر أغصانك؟

    النشر : الخميس 09 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الملازمة بين النبي محمد والوصي

    النشر : الخميس 14 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    في اليوم العالمي للسرطان: وجدان النقيب رحلة كفاح لا تُنسى

    النشر : الخميس 02 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    سلوك الطفل في ضوء المربي.. صلة متصلة

    النشر : السبت 25 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    في رياض الأطفال.. حفلات التخرج أول نجاح يمنحهم الثقة

    النشر : الأحد 18 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    المرأة وأخاديد البرمجة الجمعية

    النشر : الأربعاء 02 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 2973 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 890 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 573 مشاهدات

    حب الصيف واجب وطني وإيماني

    • 406 مشاهدات

    لا مَدخلية لمقدار العمر في النبوة والإمامة

    • 393 مشاهدات

    "أُزهِرُ رغم التقلّب".. ملامح من سيرة الدكتورة رغدة الحيدري

    • 373 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3850 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 2973 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 972 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 890 مشاهدات

    رحيل ناعم

    • 778 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 573 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الواقعية الذاتية
    • منذ 20 ساعة
    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة
    • منذ 20 ساعة
    تجنب غسل هذه "الأواني" في غسالة الأطباق!
    • منذ 20 ساعة
    الشهيد الرضا الشيرازي.. تجلّيات فكر وسنويّة رحيل
    • الأثنين 02 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة