في السنوات الأخيرة، شهد العالم نهضة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عالم الاعلام الرقمي ما بات يسمى بمواقع التواصل الإجتماعي والإعلام الرقمي.
مواقع استقطبت كافة الأعمار، واثرت في صناعة المحتوى العربي بشكل خاص لتصبح وسائل اعلامية بيد الجميع، يطلقون من خلالها آرائهم ويتشاركون أفكارهم وتوجهاتهم الفكرية والعقائدية.
شكّلت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة كبيرة لصناعة الرأي العام وهناك مساحات حرية يدلون من خلالها بآرائهم من غير أن يتم قمعهم والكثير من النماذج التي فرضها بعض أصحاب المواقع والمدونين لهذه الآراء بقصد أو بغير قصد.
من هذه القصص الخروف الذي صار كلبا، قصة حقيقية لا يمكن لأحد أن يصدقها، كان لأحد الأشخاص خروفا أراد بيعه فأخذه إلى السوق..
فرآه أربعة لصوص إتفقوا أن يسرقوا منه الخروف بأسلوب ذكي فتقاسموا الجلوس على جانب الطريق المؤدية للسوق التي سيمر منها صاحب الخروف، فجلس الأول بداية الطريق للسوق. وجلس الثاني في ربع الطريق، وجلس الثالث بعد منتصف الطريق، وجلس الرابع قبل نهاية الطريق بقليل.
فمر صاحب الخروف من جانب اللص الأول وألقى عليه السلام فرد اللص السلام وبادره بالسؤال: لماذا تربط هذا الكلب وتقوده خلفك؟!
فالتفت صاحب الخروف إلى اللص وقال له:
هذا ليس كلبا إنه خروف سأذهب لبيعه في السوق ثم تركه وانصرف، وبعد مسافة التقى باللص الثاني وإذا به يسأله:
لماذا تربط هذا الكلب وتقوده خلفك؟!
فنظر إلى اللص وقال له: هذا خروف وأنا ذاهب لأبيعه في السوق.
وتركه وانصرف، لكن الشك بدأ يتسرب إلى قلبه فأخذ يتحسس الخروف ليتأكد هل هو كلب فعلا كما سمع من ذلك الرجلان أم أنه خروف كما يعتقد هو؟!
وبعد مسافة إلتقى باللص الثالث وإذا باللص يسأله نفس الأسئلة السابقة:
لماذا تربط الكلب خلفك؟
فاندهش صاحب الخروف وزادت حيرته ونظر إلى اللص ثم انصرف ولم يجبه على سؤاله لأنه بدأ يتأكد أنه يقود كلبا وليس خروفا، وبعد مسافة التقى باللص الرابع فسلم عليه وباشره اللص قائلا:
مابك يارجل تربط الكلب وتقوده خلفك!
هنا تأكد صاحب الخروف أنه يقود كلبا وليس خروفا فليس من المعقول أن يكون الأربعة أشخاص كاذبون، ثم التفت إلى اللص وقال له:
لقد كنت في عجلة من أمري فاعتقدت أن هذا الكلب خروفا فربطته لأذهب به إلى السوق لأبيعه ولم يتبين لي أنه كلب إلا الآن، ثم فك وثاق الخروف وأطلق سراحه وعاد مستعجلا إلى بيته يبحث عن خروفه، فأخذ اللصوص الخروف وانصرفوا وهم يتهامسون بسرور وغبطة!.
هكذا تتم صناعة الرأي العام والتضليل من قبل المحترفين عبر وسائل الإعلام والوسائط المحلية والعربية والعالمية ويفعلون لأجل ذلك كل ما يمكن من تزييف وقلب للحقائق وصناعة المشهد التمثيلي للخداع واللعب بالعقول.
كم قضية كانت لا شيء جعلوها مهمة وزيفوا الحقائق كما فعلوا بنشر المحرمات والجرائم التي ترتكب، حقيقة واحدة يجب إدراكها وهي أن الخروف ذهب مع اللصوص وأن الكلب عشعش ونام في عقل صاحب الخروف..
كذلك هي قضايا الرأي العام فلا نترك قناعتنا وثقافتنا ومعرفتنا تحت تصرفات اللصوص وبالأخص لصوص العقول محترفي أصحاب الجمل المفبركة والإعلانات المغرية تحت عنوان: عقلك مباح.
اضافةتعليق
التعليقات