"313" نموذجًا للنصرة والصحبة والثقة ، قَدّره الله تعالى أنْ ينجز به وَعده المُرْتَقب تحت ظِل ولِيه المُؤمل المهدي المنصور المُدخر المُؤيد بالنصرِ وظهور الأمر وإقامة القسط والعدل وبَسطه على جميع المعمورة. "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ".
فكم هي قلوب المؤمنين متطلعة ومتشوقة بلهفة وحماس أن يشملها الله تعالى ويجعلها تحت ظل وكنف ورعاية صاحب هذا الشمل المبارك السعيد .
"313" مهديًا ، ناصرًا، صادقًا، ثقةً، رُهبانًا بالليل لِيوثًا بالنهار، خَرجوا مِن غاباتِهم مِثل زُبَرَ الحديد ، كما وصفهم يعسوب الدين وإمام المتقين الإمام علي أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) في خطبة طويلة له قائلًا (… ألَا إنّه إذا خرج، فاجتمع إليه أصحابه على عدد أهل بدر وأصحاب طالوت، هم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا، كأنّهم ليوث قد خرجوا من غب، قلوبهم مثل الحديد، لو أنهم همّوا بإزالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها، وهم الذين وحّدوا الله حقّ توحيده، لهم في الليل أصوات كأصوات الثواكل من خشية الله تعالى، قيّامٌ في ليلهم وصوّامٌ في نهارهم، كأنهم من أب واحد وأُمّ واحدة، قلوبهم مجتمعة بالمحبة والنصيحة…) .مجمع النورين: 329 ،..
فأين مَوقِعك من هذا الإعراب أَيُّها المُنْتظِر السَعِيد ؟.
كما ان "313" عددٌ ظَاهِره مُحدد مُقيد مشروط بظهورِ إمامنا الحُجة المَهدي المَوعود (صلواتُ الله وسلامه عليه)، لكن الطَريق لِبلوغِه حافلٌ بالبلاءِ والتمحيص والتمييز، والتَّبديل والغَربلة..، كما أفصح أمير الموحدين علي (صلوات الله وسلامه عليه) في نهج البلاغة ( والذي بعثه بالحق لتَبلبلن بَلبلة، ولتغربلن غربلة ولتساطن سَوط القدر، حتى يعود أسفلكم أعلاكم، وأعلاكم أسفلكم). شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١ - الصفحة ٢٧٢
وأحيط رمز "313" بأصحَاب الإمام الحجة ابن الحسن المُصلِحين الخُلَص الثقة دون غيرهم من فِرق الشيعة "البترية"؛" قرّاء القرآن"، و"فقهاء الدَّين "،.. " ،الذين ستتشتت وتتبلبل مفاهيمهم الدينية والعقدية اتجاه إمام زمانهم الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه والتسليم له والطاعة لأمره ؛ المنصوص عليها منذ بيعة الغَدير، واتجاه ما جاء به من مشروعٍ سماوي مؤيد موعود، و قولهم له" يا بن فاطمة، ارجع لا حاجة لنا فيك.. " لهو خير شاهد على "أنَّ الدِّين بَدا غرِيبًا وسَيعود غرِيبا".
لذا فعلى المُنتظر السعيد الراغب بالالتحاق بهذا الركب الثقة "313" ، ان يجتاز بإيمانٍ وصبرٍ وتسليم ٍومَعرفة لكل ما تواجهه من عقبات ومخاطر ، حتى يمكنه الوصول إلى مستوى أفضل أهل زمانه الذي تكون عنده الغَيبة بمنزلة المشاهدة كما قال الإمام زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه.
لكن الواقع يحكي غير ذلك، فلازلنا ننتظر ظهور إمام زماننا الشريف وننتظر نصره الموعود وطلعته البهية مع إشراقة كل صباح ومساء ومع كثرة الدعوات والآماني ب(.. *اَللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتك، فَإِنَّك إنْ لَمْ تُعَرِّفنِي حُجَّتك ضَلَلتُ عَنْ دِينِي".*"
*اَللّـهُمَّ اَرِنيِ الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ ، وَ الْغُرَّةَ الْحَميدَةَ ، وَ اكْحُلْ ناظِري بِنَظْرَةٍ منِّي اِلَيْهِ ،..وقلبي مسلم لكم ونصرتي معدة لكم ..)*
والحال كما هو فما هو الخلاص؟! إمامنا مُشَرّق ونحن مُغَرّبون ، والنفوس هَائمة عنه في سِنةٍ ونومٍ وسبات، والقُلُوب لاهية عنه بمطامحها ومَلذاتها الفَانية.. جَفاءٌ بعد جفاء بعد جفاء ..
فيا ترى أَيُّها المُنتظر السعيد لو ظهر أَمَامَك صاحب الأمر والعصر والزَّمان بَغتةً، وقال لك مَاذا تريد ؟! ..هلَا أعددت له جوابًا لجوجًا بقدر تَلهفك لرؤيته وظهوره؟!
أتمنَّى أنْ لا يكون جَوابك كَجوابِ مَن انتظره أعوامًا وأعوامًا ، حتى تفاجأ به وبرؤيته البهية ، فَعلِق لسانه وصعق قلبه وتبلبلت أفكاره فطلب منه كُرْكُمًا لِطَعامِه!.
*"اَللَّهمَّ عَجَّل لِوليِّك الفَرج وظُهور الأَمَر واجعلنا مِن أنصاره وأعوانه والمحامين عنه"*.
اضافةتعليق
التعليقات