الوجه المعتاد الذي يشترك به الحٌزانى؛ عينان غائرتان من الدموع وهالات تصل لنصف الخد وابتسامة متهدّلة وإضافة لذلك انف منكسر..
ومع هذا فهي لا تزال كفراشة رشيقة ترتوي الأمل من كل قطرة حياة بل ويتراءى للناظر بأنها أسعد مخلوقات الله تعالى على أرضه، لا تفتأ عن الإبتسام الدائم والمرح والروح الخفيفة التي تتعانق مع امثالها بحب وسلام.
كانت تنشئ بكل خميس من الأسبوع جلسة لساعة من الزمن لا تُكرّر به عبارات التنمية المتناقلة والتي أصبحت تثير الملل والتثاؤب، بل تقف كأم بصدر رحب وحنون تستقبل اسئلة الفتيات اللاتي يردن التطور بهدوء، تستمع اليها لآخر حرف وتلتهمها بقلبها ومشاعرها ثم تعطي لكل سؤال جواب يلائم الحالة بحسب خبرتها وعلمها والحاصل من آلامها، واما من لا يرغبن بأفصاح آلامهن علناً يكتبن ما يشأن على الورق واثر ذلك تشارك تجربتهن مع الجميع.
انها الحلقة الأسبوعية.. إجتماع دائري من سبعة فتيات كعقد فيروزي متلاصق تترأسه الاستاذة نورة تنظر اليهن بحب وترحيب.. وبينما الصمت يجوب المكان تقطعه فتاة بالعشرين من عمرها، كانت جميلة بوجه شاحب وكأنها حُرمت الطعام لفينة من الزمن. تستفرغ الكلمات بصعوبة وتأني، حاولت برفع نبرتها المختنقة ثم قالت؛ منذ مدة وانا اشعر بالضعف والهزالة بالسقم والفشل ثم صمتت.
سألتها الاستاذة وهل يُعقل ان لا يكون سبباً لذلك؟! نحن نبحث عن السبب دعيك من العلامات.
اجابت الفتاة نعم هناك سبباً وقد يكون تافهاً للسامع.. لقد نعتتني احدى النساء بالمطلقة، ولم استطع حينها بأن اشرح لها ان طلاقي كان فرجاً ورحمة لي، إلا ان كلامها صفعني لحد الثمالة.
بينما تحتضنها بنظراتها الحنونة صمتت لبرهة ثم قالت؛ وهل تعتقدن بأن من تجالسكن هنا بكامل القوة الفطرية وحسب؟! هل تعتقدن بأني وُلِدت من عائلة مالكة او ارتبطت بزوج مقدام! انا يا صديقاتي وُلدت من عائلة فقيرة الى ان زوجني ابي من رجل مقتدر ليعوضني ولكنه خان الأمانة وأخذ مني اولادي الاربعة ورماني عظما زهيدا لا يرغب بالنظر اليه.
ثم اشارت لأنفها ؛ هل ترين انفي المنكسر، هو الذي كسره! وبعد ذلك كانت كلمات الناس لي كالماء الحارق يتراءى للناظر بأنه ماء ولكنه كان يحرق جميع ما بي من كيان من استهزاء
وشماتة وكره ولكني وقفت حين كان يدفنني الجميع ونفضت التراب العالق بي. ولم احقد على الرجال كافة لأن من ظلمني كان منهم بل كافحت وتعلمت ودرست وجعلت احزاني جنوداً تحارب معي للنصر ثم اختار الله لي الرجل الكفؤ الذي يحتوي روحي وقلبي قبل جسدي. اصبحت قوية لمدى الحياة وليس لساعة او ليوم او حتى لعام.. قوية لأن الله يحب المؤمن القوي والشيطان يغريه الضعيف.
لن ينتهي كلام الناس يا صديقاتي ولا تحديات الحياة ولا صعوباتها وآلامها لذا كان الاختيار امامنا هل نضعف امام كل وعكة ام نصبح اقوياء لمدة ٣٦٥ يوم من كل عام..
اضافةتعليق
التعليقات