يعتقد بعض الناس خطأ أن كلمة السياسة تعني الغش والخداع، والمناورات الحزبية والكذب على الجماهير وتضليلهم بمعسول الكلام والخطب الرنانة واستخدام كل الأساليب والطرق اللامبدئية واللاإنسانية في سبيل نيل المصالح والرغبات.
وهذه فكرة خاطئة، بل خطيرة وهدامة صدرت إلينا من قبل الإستعمار من أجل النيل منا فأقنع بها الكثير من ضعاف الوعي والثقافة من أبناء الشعوب الإسلامية، بل وتمكن من إقناع حتى بعض حكام المسلمين أنفسهم بها حتى أصبحوا يغشون شعوبهم، ويمارسون بحقهم كل الوسائل اللا إنسانية في سبيل تطويقهم أو استعبادهم بعيدا عن المبادئ والقيم الحقة من دون أن يجدوا في غيرها بديلا أو حلا وهم يتصورون جهلا أن هذا من أصول السياسية ومسلماتها حتى تأثرت فئة كبيرة من المثقفين المسلمين بهذه الثقافة السلبية وبدأت تزعم أن السياسة مقتصرة على التجارب والممارسات الميدانية منضما إليها ذكاء سياسي وفطنته الخاصة في إدارة الصراعات واللعب السياسية وإجادة فن المساومة والدجل والنفاق.
في حين نجد في تعاليم الإسلام وثقافته الاجتماعية المفاهيم العديدة ضد الغش والخداع بكل أنواعه بل وتعتبره من أكبر الجنايات وأعظم الكبائر فرسول الله يقول: "من غشنا فليس منا".
وقول أمير المؤمنين: "شر الناس من يغش الناس".
الغش السياسي:
إن الغش السياسي له تركيز خاص في مبادئ الرسول الأعظم حيث يقول "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة".
وفي هذا المجال يقول أمير المؤمنين أيضا في عهده للرؤساء والموظفين السياسيين: "إن أعظم الخيانة خيانة الأمة وافضع الغش غش الأمة".
من هنا نفهم أن الدين يعني السياسة ولكن لا كل السياسة وإنما السياسة العادلة الحكيمة التي تؤمن بالإنسان والقيم الإنسانية طريقا وهدفا في الحياة السياسية التي جاءت بها رسالات السماء ودعا إليها الأنبياء والصالحون وبذلوا كل جهدهم وجهيدهم من أجلها وقد قال سبحانه وتعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون".
اضافةتعليق
التعليقات