كان ولازال الصراع السماوي مستمرا مع أشر خلق الله على الكون وهم اليهود، الذين اغتصبوا أرض الله، وشردوا ناسها، وانتهكوا حرمة مقدساتها، وحاربوا الإسلام وعملوا بشتى الطرق للنيل من المفاهيم الإلهية.
فبعيدا عن الديانة اليهودية إلاّ أن حكومتها البائسة تجردت عن كل المفاهيم الانسانية وفعلت ما فعلت حتى تزيل اسم الإسلام من الوجود.
فإسرائيل الغاصبة اليوم تعمل جاهدة لمحو الإرث العربي والإسلامي من فلسطين ونشر أفكارها الخبيثة والمسمومة في أرجاء العالم، ودس سمها في وجود البشرية، ولكن ما يؤسف حقا هو أن ترضى العرب بالذل والمهانة، وتسكت عن حقها وتقبل أن تدوس الاقدام النجسة أرضها الطاهرة، وتقتل أبنائها وتشرد أطفالها!.
أين عز العروبة ودول مثل البحرين والامارات تعقد السلام مع عدو انتهك حرمة الإسلام وعبث بالأرض فسادا وسفك الدماء ودمر الشعوب.
أي غيرة عربية ستقبل بهذه المهانة وتصافح اليد التي قتلت أبنائها وانتهكت حرمة نسائها؟
إنها خيانة عظمى لكل الدماء المجاهدة التي سكبت على الأرض الطاهرة، إنه خنجر مسموم في ظهر تلك الأم التي قتلوا فلذة كبدها أمام عينها وداسوا رأسه برجلهم القذرة!
إذ "كانت ولازالت اسرائيل تراهن على أن ينسى الفلسطينيون قضيتهم, وشجعوا على قبولهم في مختلف البلدان وتقديم الإغراءات بترتيب أوضاعهم في الدول المتقدمة كأمريكا وأوروبا وغيرها، لكنهم رفضوا كل ذلك, ولم ينس الفلسطينيون وطنهم يوماً بل أورثوا أولادهم حب وطنهم، وربوهم على النضال من أجله. وهكذا نجد أجيالًا من المقاومة جيلًا بعد جيل، وهذا ما نراه في غزة الصمود وفي الضفة الغربية، ومختلف أرجاء الشتات الفلسطيني في العالم، من نضال ومقاومة وإصرار على حق العودة، وفي هذا تجسيد لما قاله أمير المؤمنين: (ما ضاع حق خلفه مُطالب).
وعلينا أن نتذكر بأن الحق الجمعي لا يصح أن يرمى على عاتق جهة معينة والباقون متقاعسون. فالقدس اليوم هي قضية عالمية، وإن لم تكن مقاومة المجاهدين ومطالبتهم بحقوقهم ضمن رقعة مخصوصة، وفئة محدودة، بل أنهم بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم يناضلون وبأشكال مختلفة. فإلى جانب المجاهدين المقاتلين والفدائيين الأبطال، هناك من يناضل بالفكر والقلم، وكان لهم دور في تأسيس مراكز للدراسات والأبحاث، ومراكز للإعلام والعمل السياسي. المطالبة بالحقوق لا تنحصر في شكل من الإشكال وإنما ينبغي أن تتكامل الأبعاد حتى تشكل بمجملها قوة قادرة على انتزاع الحق وإعادته إلى أصحابه".
وعلى كل المسلمين الشرفاء أن يتكاتفوا ويقفوا بوجه هذا التطبيع ويستجيبوا إلى صرخات الشعب الفلسطيني ويحددوا بوصلتهم نحو القدس المحتلة لإنقاذ هذه الأرض المباركة من أيدي الجناة والغاصبين.
فموقف المقاومين اليوم هو أشد من موقف أمس، فالوقوف اليوم بوجه المحتل لم يعد كافيا مع بروز العرب المتخاذلين والقابلين لهذا التطبيع الخسيس الذي لا يمت بالعروبة والإسلام صلة!
فالحق مهما حصل لابد أن يعود إلى أهله، وعلى كافة المسلمين أن يتكاتفوا ويساندوا الشعب الفلسطيني الأبي ويحاولوا جاهدين أن يستعيدوا الأرض ويدمروا من أراد أن يدمر المفاهيم الإلهية وينشر الفساد في الأرض.
اضافةتعليق
التعليقات