الإعلام هو سلطة لها تأثير كبير على المجتمع، وفي الوقت الحالي يعتبر الإعلام من أقوى الوسائل وأكثرها تأثيرا على أفراد هذا المجتمع، وأصبح أحد الوسائل المستخدمة في صنع القرار على مستوى العالم في عصرنا الحالي.
تلعب وسائل الإعلام دوراً هاماً في المجتمعات فهي تؤثر بدرجة كبيرة على الرأي العام، واتجاهاته، وتعديل سلوكياته وتغير عاداته.
حول هذا الموضوع قام موقع بشرى حياة باستطلاع رأي طرح فيه السؤال التالي: ماهو تأثير وسائل الإعلام على المجتمع؟!
وحول هذا الموضوع أجابنا رئيس مؤسسة همم للخطاب الاعلامي الأستاذ أحمد العنزي:
إن لوسائل الإعلام تأثيرا مهما على المجتمع يتلخص في أمور عدة منها؛ التشاور وأقصد به تبادل الآراء ففي طبيعة الحال أي مجتمع لابد من توافر رسائل التشاور وتبادل الآراء والأفكار وحتى القضايا المصيرية والوقتية، وتقوم وسائل الإعلام أيضا بهذه الوظيفة في المجتمع الحديث لإضفاء الشرعية على أوضاع المجتمع.
يضاف إلى ذلك تدعيم المعايير الاجتماعية عبر إعادة التأكيد على بعض المعايير والقيم الاجتماعية من خلال كشف الأساليب الخارجة عن المنظومة القيمية، وهناك فجوة بين الأخلاقيات العامة في المجتمع والسلوك الخاص لبعض الأفراد، هذه الفجوة بين ما نقول إننا نؤمن به ومانفعله في الواقع هذه لربما انحرافات فكرية وأخلاقية لا يمكن التسامح معها وإن كانت تبث على وسائل إعلام أخرى فيجب على الإعلام الهادف والحقيقي أن يوضح الفوارق بين تلك القيم وإرساء قواعد القيم الأصيلة.
وأضاف: لابد من التنبه للخلل الوظيفي التي تسببه بعض وسائل الإعلام، حيث تحدث آثار غير مرغوب بها في المجتمع وهذا مانسميه "التخدير"، يحدث ذلك خلال زيادة مستوى المعلومات للجمهور وضخ معلومات كبيرة وكثيرة منها مضللة لتضليل أعداد كبيرة من الناس وتعطيهم جرعات من المعلومات التي تحول معرفة الناس إلى معرفة سلبية ويؤدي ذلك إلى الحيلولة دون أن تصبح نشاطات البشر ذات مشاركة فاعلة ونشيطة.
وأوضح العنزي أن هناك نشاطات أخرى لوسائل الإعلام منها الإعلام الهادف المجرد غير المتبني للآراء المضللة لربما هذه الآراء تكون مضللة للجمهور.
وهناك مسؤولية اجتماعية تقع على وسائل الإعلام تتمثل بتحقيق التماسك الاجتماعي عبر الشرح والتفسير والتعليق على الأفكار والأحداث والمعلومات ومن ثم تدعيم الضبط الاجتماعي والمعايير الخاصة في المجتمع سواء كانت سلوكية، أخلاقية وعقائدية وغيرها.
وكذلك تحقيق التواصل الاجتماعي فالتعبير عن الثقة السائدة والكشف عن الثقافات الفرعية منها والنامية ودعم القيم الشائعة في المجتمع التي تتم بطريقتين إما بالترفيه وتتمثل بتقديم التسلية المفيدة والنافعة للجمهور أو بالتعبئة التي تتمثل في المساهمة في الحملات الاجتماعية بصفة خاصة تتحقق في الأزمات السياسية والاقتصادية وحتى الحروب وخير دليل على ذلك ما قامت به وسائل الإعلام في نقل حقائق ونقل جوانب تعبوية أسهمت اسهاما كبيرا في انتصاراتنا على داعش.
وأجاب الكاتب الصحفي علي الطالقاني:
مواقع الانترنت ووسائل التواصل في الأزمات بمثابة مجس نبض الشارع إضافة الكثير منها تنفع في توجيه مسار المجتمع، لكن مايجري بشكل عام أصبح فوضى وكلما حاولنا أن نجعل من صفحات التواصل الاجتماعي نموذجية يسحبنا المجتمع إلى الشعبوية.
السؤال؛ هل أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي بتقويض التحول الديمقراطي في العراق سؤال طالما فكرت به مرارا وتكرارا، حيث يعتبر بعض المدونين أنهم يمارسون حرياتهم الشخصية والفكرية في وقت عززوا من الانقسام ونشر المخاوف بين المجتمعات ذات الانتماء السياسي والديني.
* أصبحت بعض جماعات التواصل الاجتماعي سلبية التفكير بشكل طاغي جدا على الشخصية وأصبحت هذه الشخصيات تعبر عن غضبها وتحتفي بالتعليقات على منشورها الذي يصل في كثير من الأحيان يجرم الآخر مهما كان موقعه.
* تتميز هذه المنشورات بالعاطفة والنشر داخل مجتمعات منغلقة تتأثر بردود الأفعال. هناك بعض المجموعات والجماعات التي لاتهتم بأمور السياسة والدين، لكنها تأثرت مع مرور الزمن نتيجة للمتغيرات السياسية وأصبحت تسخر قدراتها مع تلك الفئة السلبية، انتقلت هذه الجماعات من حالة المدنية التي تدعيها وتسخر قدراتها تجاه الأحداث السياسية عبر كتابة الوسوم وتنزيل مقاطع الفيديو ونشر البوستات المتمردة على الواقع ومع مرور الوقت أصبحت هذه الجماعات منغلقة ومتطرفة في أفكارها.
*تناست هذه الجماعات على أنها تساهم بنهش العلاقات الانسانية حتى داخل وجودها بين العائلة والأصدقاء والعمل.
* بذريعة حماية الشباب والدفاع عن حقوقهم اصبحت تستهدف العملية السياسية بشكل كامل، وتضرب جميع مرافق الحياة العامة تحت مفهوم النقد، فأي نقد فاضح هذا؟.
وأجابنا الاعلامي الصحفي محمود دخيل حول هذا الموضوع قائلا:
إن الاعلام له دور بالغ في المجتمع منذ القدم، فهو منظومة مهنية تربط الحدث مع حياة المجتمع، وأداة مهمة لبلوغ أهداف كبرى واستطاع الاعلام عبر وسائله أن يجسد ويحقق نتائج اجتماعية وسياسية ومجتمعية مهمة من خلال مواكبته للأحداث القائمة في وقتنا الحاضر والممتدة عبر الزمن.
كل ذلك لايخفى أن لبعض ممتهني الاعلام وبعض أهل الاختصاص من هذا الوسط
قد أساؤوا توظيف الاعلام وطريقة طرحه للساحة الاجتماعية والسياسية وغيرهما..
ولايخفى أن الاعلام عمد إلى إثارة وتضخيم بعض المواضيع التي دفعت إلى تأجيج حروب وانتزاع أغطية واستراتيجيات معمول بها سواء أكانت على الصعيد الدولي أو المحلي وسواء كان الاعلام بوصلة سياسية أو مجتمعية.
ولكن كل ذلك يثبت وثبت أن للاعلام اليد الطولى والأقوى على الواقع خاصة وأن الاعلام قد أصبح في متناول الجميع وصارت وسائل ممارسته في أيدي كثير ممن لهم باع في هذا المجال ومن هم لايمتلكون أي مهنية أو فن يبيح لهم ممارسته بالشكل الصحيح.
وأبدى رأيه الاعلامي علي الجراح :
تلعب وسائل الإعلام دورا مهما في المجتمع. فهي تؤثر بدرجة كبيرة على الرأي العام واتجاهاته وأسلوبه وتغيير عاداته.
ويختلف تأثير وسائل الإعلام حسب وظيفتها وطريقة الاستخدام والظروف السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية واختلاف الأفراد انفسهم.
ومع التوسع الكبير في وسائل الإعلام المختلفة تضاءل دور البيت والمدرسة والجامعة وأصبحت وسائل الإعلام صاحبة الدور الأكبر والمسيطر في التأثير على المجتمع.
وأجابنا الكاتب والإعلامي محمد الميالي:
الاعلام اليوم يعيش مرحلة انتقالية خطيرة بسبب التمرد الذي وقع عليه من قبل الماكنة السياسية والتي تمثل فكرا نازيا يفرق فيه اللون فقط بين جهة وأخرى.
ومن جانب آخر تحدو به تيارات فكرية عبثية لاتدري ماذا تريد، حيث يعتليها التناقض بكل أشكاله..
ومن هنا نقول أن الاعلام فقد مهمته الأساسية حين أفقدوه مهنيته ورسالته بقيادة المتطفلين والنفعيين ليصنع للهوامش مرآة مكسورة متشظية الوجوه يتوهمون فيها ويوهمون الجهلاء بها.
انعكس كل هذا بشكل سلبي على المجتمع بكل الاتجاهات وأكثرها وقعا هي السياسية والدينية فقد ركبوا مطية الدعاية فيهما بشكل مريب جدا وهدام لكل القيم الانسانية والوطنية والعقائدية.
حتى تفرقت الأمة وتحولت إلى اتجاهات متعاكسة ومتناحرة فيما بينها وبهذا حققوا خدمة مجانية إلى أعداء الانسانية بشكل عام.
نحتاج إلى ترويض جماح هذه العقول النخرة التي ابتليت فيها الأمة. وذلك من خلال إعادة النظر في بناء المؤسسة الاعلامية وإعادة هيكلتها بالشكل الذي يليق بها من خلال اعتماد أقلام نابضة بالشرف والانتماء وعزيزة عند أصحابها، لاتداهن ولاتسلك طريق الذل.
كل مايمر به مجتمعنا من ويلات سببه الاعلام المقنع ومايرافقه من عواصف صفراء تقودها الصفحات الممولة في التواصل الاجتناعي.. ويشترك أيضا المجتمع المصاب بفايروسات الاعلام من خلال الصفحات الشخصية.. لذلك نحن نحتاج إلى جهد كبير لنحقق الهدف.
وأجابت مريم علي: تعتبر وسائل الإعلام سلاح ذو حدين، وذلك لأنها تملك آثار ايجابية،
وسلبية على المجتمع، ويمكن إيجاز الآثار الإيجابية في النقاط التالية:
1_تحاول وسائل الإعلام نشر الوعي بين صفوف الشباب.
2_تقوم وسائل الإعلام بعمل حملات توعية لأبناء المجتمع بأهمية الممتلكات العامة، وضرورة المحافظة عليها.
3_زيادة ثقافة أبناء المجتمع، ومعرفتهم بوضع بلادهم في مختلف النواحي سواء الإقتصادية أو السياسية، و يتم ذلك من خلال النشرات.
4_– نشر الوعي الديني فنجد أن وسائل الإعلام من الناحية العقائدية تلعب دور هام للغاية.
وهناك آثار سلبية تتمثل ب:
1– نشر الشائعاث، وإثارة الرأي العام تجاه أمر أو قضية ما بشكل يتسبب في زعزعة الأمن
والإستقرار في المجتمع.
2– ظهور ما يسمى بالإعلام الموجه، والذي لا يمتاز بالشفافية والموضوعية كونه يسعى لخدمة مجموعة ما أو فريق ما.
3– عرض أفلام ومسلسلات لا تليق بقيم وعادات أبناء المجتمعات العربية الإسلامية، وذلك لإحتوائها على عدد كبير من المشاهد الخارجة عن الحياء.
وأجابت السيدة رقية حول هذا الموضوع:
يلعب الإعلام دورا مهما في تثقيف أفراد المجتمع في المجالات المختلفة.
وزيادة وعيهم بطبيعة المخاطر التي تحيط بهم، حيث أن الإعلام كفيل بنقل صورة كافية لهم عن طبيعة المخاطر المحيطة بهم.
وينبه المجتمع على التهديدات المحيطة بهم، ويبرز أهمية الاستعداد لمواجهة هذه التهديدات.
وكذلك يؤثر الإعلام على طبيعة النشاط التجاري في البلد، حيث أن الحملات الإعلانية والترويجية تكون كفيلة بتوجيه الأفراد تجاه أنماط استهلاكية معينة.
يلعب الإعلام دورا في ترشيد المجتمع للوسائل المتبعة في تقليل وترشيد استهلاك المياه والكهرباء.
بالإضافة إلى ذلك فهي تعمل على توجيه الأفراد لتجنب السلوكات الخاطئة التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالمرافق العامة وممتلكات الدولة.
هذا ويلعب الإعلام بشكل كبير دورا مهما في توجيه الأفراد في المجتمع نحو الأخذ بالسلوكات الصحيحة وتنفير الأفراد من السلوكات الخاطئة.
يعمل الإعلام على تغطية تفاصيل الحملات التوعوية التي يتم إعدادها في مجالات مختلفة بهدف إفادة الأفراد والمجتمع.
وكان للاعلامي عدي الحاج رأي في ذلك:
بدءً يجب معرفة ما هو الإعلام:
الإعلام: هو عملية نقل الخبر من شخص لشخص آخر بوسائله العديدة، كالتلفاز والراديو والمجلات والنشرات والصحف والإنترنت وغيرهم، وهي مهمّة وضرورية في جميع المجالات، ويُعد الإعلام السلطة الرابعة ذات التأثير الكبير على المجتمعات، وهو اليوم يُعد من أقوى الوسائل تأثيراً على الأفراد وخاصّةً مع ظهور مواقع التواصل ودورها الكبير في إحداث الكثير من التغييرات وخاصّةً في فئة الشباب، وتبرز أهميته أي (الإعلام) في أنّه أصبح من وسائل صنع القرار ليس في مجتمعاتنا العربية إنما في العالم ككل.
تأثير وسائل الإعلام على المجتمع:
من الحقائق الثابتة أنّ وسائل الإعلام تؤثّر في الأفراد والمجتمعات، بل إنّها تؤثّر في مجرى تطوّر البشر، وأنّ هناك علاقة سببية بين التعرّض لوسائل الإعلام والسلوك البشري، ويختلف تأثير وسائل الإعلام حسب وظائفها وطريقة إستخدامها والظروف الإجتماعية والثقافية وإختلاف الأفراد أنفسهم، إنّ آثار وسائل الإعلام عديدة ومختلفة ومتنوّعة الشدّة، قد تكون قصيرة الأمد أو طويلة الأمد، ظاهرة أو مستترة، قوية أو ضعيفة، نفسية أو إجتماعية أو سياسية أو إقتصادية، وقد تكون سلبية أو إيجابية.
مشكلة وسائل إعلامنا اليوم:
تكمن المشكلة اليوم في أنّ إعلامنا موجّه بالدرجة الأولى إما لصالح جماعة أو حكومة أو حتى مصالح إستعمارية بحتة، ممّا قد يحد من حرّية التعبير، لذلك لكي يقوم الإعلام بدور فاعل يجب أن يُمنح مساحة واسعة من الحرّية التي تُساعده على إطلاق عنانه وممارسة حقّه دون قيود.
وأخيرا الإعلام سلاح ذو حدين!، "علينا أن نكون أكثر حذرا في التعامل مع الإعلام خاصة القنوات المشبوهة التي تلعب على الحبلين وتستغل حماس الشباب لتحقق مبتغاها في نشر الفتنة وإذكاء نار الخلاف وتأجيج الأحقاد، خدمة لأهدافها ليس غير!".
اضافةتعليق
التعليقات
كربلاء2019-01-29