الانتخابات اسم يدعي انه يرتدي ثوب الحرية، وهو يقول بأنه جزء من حقوق الفرد، الحقوق التي تشتتْت وتقسمتْ بين من إعتلوا كراسي الحكم تحت جناح ذلك الاسم.
وجوه لم تجلب للعراق الخير عبارة ترددتْ بين اسماعهم وحفظوها بل ان بعضهم كررها مثل شعبه، ثم يرشح للانتخابات!.
المرجعية تصرح بجملة واضحة: المجرب لا يجرب، وترى الوجوه نفسها معلقة على اعمدة الشوارع والطرقات وان ندر تجد وجها جديدا مدرج مع قائمة قديمة، مما أثار استياء الشعب عامة فمنهم من قرر ان يعزف عن الأنتخابات بأسرها ومنهم من يبحث للآن عن من يستحق صوته وآخرون لا زالت تنطوي عليهم حيل المرشحين!.
يأتي السؤال هنا: هل العزوف عن الأنتخابات مشكلة أم حل؟!
اجاب الكاتب الصحفي الاستاذ غزوان المؤنس:
فكرة دخول الانتخابات إلى منظومتنا الفكرية والحياتية هي من ابرز الأمور التي مرت على الشعب العراقي بعد عام 2003، حيث وجدت فكرة الانتخابات اهتماما كبيرا بين الشعب العراقي وأصبحت اشمل مما كانت عليه قبل سقوط النظام، إذ إن فكرة الانتخابات أمست لها مكانة كبيرة ومهمة في التعبير الصادق للناخب العراقي باعتبار الانتخابات هي الأداة الكاشفة عن ميول وتوجهات الناخبين من جهة تفويضهم لمن يكون محل ثقتهم وممثلهم الحقيقي في مجلس النواب العراقي.
إن فكرة العزوف عن الانتخابات المقبلة لدى البعض من العراقيين يأتي بسبب معاناتهم بعدم إخلاص النواب الذين سوف يمثلوهم ولتغير حصل في المعادلة الانتخابية كون زعماء الأحزاب هم يتحكمون بالمشهد السياسي بالعراق وهذا يوقع البعض الى التفكير بعدم المشاركة في الانتخابات كونهم لا يرون تغير في العملية السياسية بسبب تسلط تلك الزعامات على مقاليد الحكم، إضافة الى ان الناخب يعاني في نفس الوقت بالإحباط الذي يدفعه إلى التفكير بعدم المشاركة في العملية الانتخابية كونه يدرك ان صوته لم يغير شيء في صنع القرار السياسي ولم يحقق له متطلباته.
هذا التصور المغلوط لدى البعض من الناخبين هو بسبب عدم البحث الحقيقي عن تاريخ ونزاهة ومنجزات المرشح قبل الانتخابات، وعليه أقول على الناخب العراقي ان يشارك في العملية الانتخابية كون عزوفهم سوف لا يغير شيء بسبب وجود قانون يحمي تلك الأحزاب في الانتخابات كون نسبة الانتخابات غير محددة لا نجاح الانتخابات وهذا الشيء أعطاهم الأريحية بعدم التفكير بنسبة المشاركة، أضف الى ذلك على الناخب ان يختار الشخص المناسب لانتشال البلد من الدمار والخراب الذي لحق به بسبب تخبط السياسيات السابقة في رسم خارطة جديدة للبلاد، إضافة إلى الابتعاد عن اختيار المرشح مدفوع الثمن كونه يسرق صوتك مقابل أموال بسيطة او فتح مؤسسات خيرية قبل الانتخابات للضحك على ذقون البسطاء من الشعب بغية سرقة أصواتهم والصعود على أكتافهم.
تأتي أهمية المشاركة في الانتخابات كون هذه العملية تمكن الناخب بالشعور بمدى تأثير صوته في العملية الانتخابية إضافة الى تفكيره بأهمية صوته في رسم خارجة البلاد الجديدة بعدما لاحها من خراب ودمار، وفي المحصلة النهائية ان فكرة العزوف عن المشاركة في الانتخابات لم تكون الحل في تغير الواقع كون الأحزاب رسمت خارطة إستراتيجية لها تجعلهم يتحكمون بأمور البلاد من جميع النواحي حتى وان لم يخرج الشعب لانتخابهم لكن في نفس الوقت على الشعب العراقي ان يشارك لاختيار الاصلح وينظر الى المرشحين بعين الحقيقة وليس المصلحة او الأموال ويجعل اصبعه البنفسجي هذه المرة نزيها في اختيار الأشكال الذين همهم الوطن كون العراق يعاني من تبعية البعض الى الخارج وعدم التفكير بوطنه وشعبه كونه حبيس القرارات الخارجية سواء كانت الإقليمية او الجوار العربي.
أما الاستاذ كرار الصفار (موظف) فقال: مشكلة العزوف عن الانتخابات جاءت نتيجة الاختيار الفاشل لرؤوس الحكم في البلاد اذ ان الشعب العراقي رأى في انه ان كان هو صاحب الاختيار ام لم يكن فهو بالنتيجة الفاسد سيتقلد مناصب الحكم.
وانا في وجهة نظري ان هذه النظرية وغيرها من الاستنتاجات التي نزلت في الشارع العراقي ما هي إلا نتيجة للجهل المركب الموجود في مجتمعنا اذ ان العزوف عن الانتخابات سيولد قوى منافسة من شأنها ان تتقلد مقاليد الحكم في العراق وهذا ما شهدناه في الازمان القديمة اذ تولدت قوى استطاعت السيطرة على الحكم وكان منهاجها هو القتل والظلم والاستبداد فاصبحت الاكثرية اقلية.
اقول انه باستطاعتنا ان نختار من هو الاصلح وها هي المرجعية الرشيدة تدلنا على طريق الخلاص بقولها المجرب لا يجرب اي ان الذي كان سابقا مستلما لدفة الحكم في البلاد كان قد ادخل البلد والشعب في دوامة من الفساد الاداري والمالي وكنا قد جربناه لاربع سنوات ومن قبلها ايضا يجب ان لا نعيد انتخابه وتجربته بحجة اعطاء الفرصة الثانية بل يجب ان نختار اشخاصا غير ما قد تمت تجربتهم في الفترات السابقة.
اما الباحث السياسي علي الجياشي:
العزوف عن الانتخابات تتيح الفرصة للفاسدين بالبقاء في السلطة، وعلى هذا يجب اختيار وجوه
جديدة لم تشارك في العملية السياسية سابقا تحت مبدأ المجرب لا يجرب، والعزوف ليس من مصلحة الشعب بل الوجوه الفاسدة المستفيد الاول والاخير لانه يتيح لهم فرصة الفوز بالولاية الثانية.
اما الشاب علي حسن: رفضنا المشاركة بالانتخابات لان الوجوه الأساسية بقيت نفسها فقط الفرعية من تتغير وحفظنا وعودهم الكاذبة وتوزيعاتهم التي يحاولون بها الضحك على عقول السذج، فضلا عن ذلك حتى الشرفاء اذا ماصعدوا قد لا نضمن بقاءهم على نزاهتهم وان بقوا هم محاربون من قبل تلك الكتل فالأفضل ان لا اعطي صوتي لأحد منهم حتى ان سرق العراق مرة اخرى اكون غير مشارك في صعودهم الى تلك المناصب.
اضافةتعليق
التعليقات