في زمن تمر فيه الأمة بمراحل صعبة، ويتعرّض الإسلام لمؤامرات خطيرة، نرى أن البعض بدأ التطبيل هذه الأيام لمناسبات لا تخصهم، ويذهبون مع الموجة الغربية أينما توجهت، وخصوصا الشباب منهم؛ فهم لا يفرقون ولا يفقهون، ما يعظّمونه ويهتمون لأجله.
ومن تلك المناسبات، "عيد الكرسميس" وهو يصادف بتأريخ 25 ديسمبر.. ولكن هل صحيح أن الكريسمس يختص بيوم ميلاد المسيح؟
الجواب: لو كنا سنحتفل بيوم ميلاد المسيح لاحتفلنا به في السنة الهجرية، وليس الميلادية! لأن التاريخ الميلادي غير معتبر عندنا.
ما هي الشجرة التي يضعونها وتكون خاصة لتلك المناسبة؟
الجواب: يضعون شجرة الصنوبر، وهم يرمزون لمكان ولادة المسيح، لكنه لم يولد جنب شجرة الصنوبر بل كانت ولادته جنب شجرة النخيل بدليل الآية الكريمة:
((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً)).
هل هذه الظاهرة من مظاهر الضلال العقائدي والفكري بالإضافة إلى الجانب الأخلاقي على الشاب المسلم؟
الجواب: تفضلت الأستاذة أم سيد مصطفى الشيرازي قائلة: إن في كل عصر وزمان هناك عدد من الفتن والامتحانات، وتسمى بالمشاكل العصرية أي الحرب الناعمة وردة أفعال الناس على ثلاثة محاور:
1 ) لا يفكرون بالحلول أبدا.
2 ) تأخذهم الكآبة.
3 ) ينهضون، ويذهبون وراء الحدود.
لذلك علينا أن نفكر بالحل وهو العودة إلى الجذور وهما (القران الكريم، أهل البيت).
وقدمت إحدى العلويات رأيها قائلة: وكيف يمكن معالجة ما نحن فيه من مشاكل فكرية؟ إذا أراد الغرب أن يستولي على العالم فعليه أن يؤثر على العقول والأفكار! فبدأ يخطط لذلك، ومن الطرق التي كثيرا ما يستخدمها: صناعة الموجة والتيار في ترسيخ أفكارهم وآرائهم، ومعتقداتهم، وثقافتهم، وهويتهم وحتى تقاليدهم.
فلذلك يبذلون الأوقات والأموال في سبيل ذلك بالدعايات المغرية والإعلانات البراقة، حيث أنه يجلب الانتباه شيئا فشيئا وسوف يؤثر إن شعرت الأمم أم لم تشعر.
وذلك عبر:
الأفلام والكارتونات تارة، والموضة تارة اخرى، وبكل ما يأخذ بعين الشباب والأطفال خاصة.. بالتالي تجدهم يتقدمون تقدماً هائلا في مجالاتهم المادیة والدنيوية، وقد صرح القرآن الكريم في قوله تعالى: ((كلا نمد هؤلاء وهؤلاء)).
والعكس بالعكس غالبا (إن لم نقل تماما) فينا!، مع أنَّ لدينا الثروات والكنوز الهائلة من الأفكار والرؤى، ولكن أهملنا وتركنا الساحة، وحيث أن الشاب يجد فراغا في نفسه وروحه (مع المغريات الموجودة اليوم)، فيريد ما يسد رغباته ويملأ فراغه فينجذب نحو الغرب ومعطياته!.
فهذا إن دلّ علی شيء يدلّ على إهمالنا من جهة واعتنائهم المُتَقَصد من جهة أخرى بالتالي الخسارة لديننا ودنيانا وجيلنا المستقبلي!.
أما الحل: فإذا أردنا أن نغير مثل هذه الحالات والروحيات، علينا أن نسير كما ساروا ونعمل كما عملوا (إن لم نبدع في الطرق والمسير).
وعالم اليوم عالم التكنولوجيا فلابد أن نتقدم مع العصر ومعطياته..
كما لابد من الاستعانة بدراسات اجتماعية ونفسية وإعلامية، لنعرف كيف نبلغ عن أعيادنا مثلا كعيد الغدير؟، وكيف نجعله عيداً أممياً عالمياً، وماذا نصنع لينجذب الآخرين إليها تلقائيا؟ كما يصنعون هم في عيد الكرسميس مثلا!.
وإن ذلك بحاجة الى معرفة:
١ - علم الاجتماع.
٢- علم النفس.
٣- فن التسويق.
٤- فن الإعلام.
وإن ذلك يكون ممكنا إذا ما توجهنا لهذا المطلب، وفكرنا فيه، واستعنّا بخبراء، وطبقنا القواعد، أليست زيارة الأربعين هكذا؟ أحدثت موجة وستحدث أكثر، إذن يمكننا أن نغير المعادلة عبر قليل من التوجه، والتركيز، والمشاورة والهمة، بإذن الله تعالى وعناية المعصومين عليهم السلام.
كذلك يذكر حسب كتاب غينيس للأرقام القياسية، أطول شجرة ميلاد مسجلة بلغ طولها 67 مترا، حيث وضعت في احد شوارع سياتل، في واشنطن.. فهل نحن لا نستطيع أن نصنع أطول لوحة على سبيل المثال تجسد واقعة الغدير؟.
اضافةتعليق
التعليقات