ما إعتاد عليه المجتمع في الآونة الأخيرة تمييز المرأة بجمالها، صارفين النظر عن غيرها من النساء التي يكون شكلها بسيطاً وتعتني بعقلها أكثر، فقد أصبح الإحترام والتمييز ببلوغ الجمال لا بالعقل، ولم يتأملوا ما قالوا "وقيصرُ لا بجمالها وانما بذكاءها وشجاعتها!" .
وهنا الدور يقع على المرأة أساسًا؛ فيا عزيزتي عليكِ أن تدعي النظريات الجاهلة تلك ولا تسمحي أن يضعك المجتمع في قالب الجسد المثالي والشكل الأجمل بل اجعليهم بجمال فكرك وقوة إرادتك يصرفون النظر عن جسدك ملتفتين إلى دورك وما صنعتيه من تغيير على صعيد شخصيتكِ أو أسرتكِ أو المجتمع !
كوني أنتِ من يبني فكركِ وفكر أولادك ويصقل مواهبهم ويزرع في قلوبهم الإيمان ولا تتركيهم يتطايرون كالورق بين أزقة الحياة وبعواصفها فهم أمام زوبعة التكنولوجيا ورياح أفكار خالية تؤدي بهم إلى الهلاك. وإن كنتِ أنتِ غير راكزة فما بالكِ بهم هم، لذا كوني شُجاعة في مواجهة أفكار المجتمع النمطية التي حددت مسبقاً شكلك ودورك وأسلوب تربية أولادك وألقت عليكِ تسميات ومُسميات. كوني شجاعة واصنعي فرقا في نظرياتهم!.
عندما يتحرك الفرد نحو الهدف بشكل مُركّز ومُهدّف حتماً سنرى الأشخاص يتقدمون بالحياة غير عالقين في أماكن أو زوايا محددة قد حددها المجتمع الجاهل. وهذا هو التأثير الذي أود أن أراه بالمجتمع الذي يُشكّل بصمة تدخل الأعماق وتلمس الاحتياج.
لا أريد أن أهدر المفردات أو أضيّع الفكرة في كتابة مثاليات ولكن عليكِ ان تُدركي أن من حددَ هدفهُ وصل ومن ارتكز بشخصيتهِ اتصل، واسمحي لي الآن أن أطرح عليكِ بعض الاقتراحات العمليّة علها تساعدكِ أن تخطي خطوة شُجاعة جديدة للوصول إلى إثبات وجودكِ الفكري:
أولا: اجلسي مع نفسكِ وفكري في دورك وقيّمي ما أنت عليه اليوم.
_إن كان لديك مخاوف حاولي من البدء بخطة جديدة لتحديد سبب الخوف.
_اقرأي أحاديث وأقوال أهل البيت (عليهم السلام) عن شخصيتة المرأة وقيمتها ودورها كامرأة وزوجة وأم.
_إلجأي إلى نساء موجودات في محيطكِ قاموا بمبادرات شجاعة واثبتن وجودهن الفكري وصرفنَ نظرهنَ عن الجمال والتمييز لإثبات شخصيتهن وتحدثي معهن واطلبي الإرشاد والنصيحة.
_ابحثي في الكتب وشبكات الانترنت عن شخصيات نسائية تخطت حواجز كثيرة بشجاعة وكسرت القالب النمطي وتعلمي من سيرة حياتهن.
_راجعي تأريخ الإسلام واقرأي عن أمثال السيدة الزهراء وزينب و خديجة وآسيا والكثير، التأريخ لم يذكر ملامحهن أو وصفَ جمالهن إنما فكرهنَ وايمانهن وتربيته لأبنائهن.
_اعرفي نفسكِ وماذا تريدين.
_اجعلي هدفكِ رسالة تحبيها وتعيشين لأجلها كل يوم.
_لا تستسلمي أبداً، بل قاومي واجعلي المطب والتحدي مصدراً لتعلم الإصرار والاجتهاد والمثابرة.
_تعلمي التركيز على الهدف وضعي طاقتكِ فيه ولا تهدريها خارجاً.
في النهاية سأترك معك عزيزتي هذه النصيحة ، المرأة القوية هي التي تُحافظ على نفسها وفكرها في زمنٍ تُحاول فيه أغلب النساء التركيز على جمال مظهرها وتقليد الرجال وأخذ الحقوق غير المشروعة لها كل ظنها أن في ذلك إثبات لذاتها.
اضافةتعليق
التعليقات