• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نحن والحمير في المنعطف الخطير!

هدى المفرجي / الثلاثاء 15 تشرين الثاني 2022 / تطوير / 3559
شارك الموضوع :

نحن نمشي وراء الحمير، وهي من تسلك بنا ذلك الطريق، فكان التساؤل عنده، هل نحن نمشي حقاً وراء الحمير؟

بغضب تصبه الأم على ولدها ناطقة: ( قم شرق..)، بعدها يصحو مفزوعا لأنه يعلم من المؤكد أن أمه ستقوم بدلق سطل الماء البارد عليه وتبلله وثيابه في البرد القارس، ثم يتناول افطاره على عجل بينما ينتظره الحمار للمضي نحو الكابوس المقرر عليه المرور به ثلاث مرات يوميا، مرة في الصباح بعد الإفطار، ومرة بعد الغداء، ومرة أخيرة قبيل المغرب، فيظل طوال الطريق يفكر كيف سينجو من ذلك المنعطف دون أن يسقط مع الحمار إلى أسفل الجبل؟!

ثم يكمل الأديب اليماني محمد مصطفى العمراني في كتابه "نحن والحمير في المنعطف الخطير"، عن معاناة أهل قريته الذين ينقلون مياه الشرب من عين ماء، حيث لا بد لهم أن يسلكوا في طريقهم إلى العين، ممراً أو منعطفاً خطيراً بجانب وادٍ سحيق، تسبب بوفاة عدد من الأطفال نتيجة سقوطهم مع الحمير بهذا الوادي أثناء عبورهم ذلك المنعطف، وبعد عقود من الزمن كان وجهاء القرية يجتمعون في منزل أحدهم، يناقشون موضوع المنعطف وكيفية إيجاد حل لهذه المشكلة، وعندما سألهم الكاتب الذي تعرض أكتر من مرة للسقوط في الوادي عندما كان طفلاً يذهب مع الحمار إلى العين: لماذا لا تسلكون طريقاً آخر آمن للوصول إلى العين؟، فوجئ بإجابة مُفزِعة.

قائلين: نحن نمشي وراء الحمير، وهي من تسلك بنا ذلك الطريق، فكان التساؤل عنده، هل نحن نمشي حقاً وراء الحمير؟.

جميعنا تراودنا تساؤلات في برهة من الزمن فنحن شعب اعتاد أغلبه أن لا يفكر خارج الصندوق، الموضوع أعلى الرف وبين الفينة والأخرى ترمى فيه بعض قصاصات الورق كتب فيها ماهو موضوع هذا الأسبوع، نأخذ الموضوع شرقا وغربا وكلٌ يدلي بدلوه حتى نرى محتوى القصاصة الثانية فنتناسى الأولى، فلسنا نحن من يختار الموضوع إنما من يرمي القصاصة أو على وجه التوضيح لسنا من يختار الطريق غالبا الحمار يختاره، يداهمون فكرك ويبعثرون أشياءك ويجعلون عالي طموحاتك سافلها، وتوقظك زمجراتهم دون استئذان يستبيحون حياتك ببضع أوراق امتلكوها لتنطلق أمزجتهم في نسج السيناريوهات الدنيئة وتطلق لهم العنان في البعثرة والعبث يجوسون كالحمر المستنفرة.

يدوسون بلامبالاة على بقايا جروحك يستفزونك ليجعلوا منك محل إنزال عقاب، فتضيع كأنك لعبة خشبية في بحر متلاطم فيه مد وجزر أحيانا تداهمك أمواجه حتى تغمرك إلى أذنيك وأحيانا تفر بك بعيدا، حتى تسلك أحد طريقين فإما أن تكون من فئة باغية تغرقك في العطايا وتهرق لك النعم، أو تكون في خضم العلب اﻹسمنتية خلف القضبان، لتصبح البنية الفكرية والنفسية للإنسان بحاجة إلى تفكيك العناصر المؤسسة لها وتحليلها، ماذا لو أصبح الحمار زعيما؟.

ببساطة متناهية حين يصبح الحمار زعيماً، ستجد من مصلحته أن ينتشر الغباء، لذلك تكون هجرة العقول في ذروتها، وستجد غالبية المسؤولين من فصيلة الحمير لا غير، حتى يتعدى الحمار حدوده فيرى أن الفرس الأصيل ماهي إلا دعابة بالنسبة له وهو الزعيم، كما يحصل بأمة أسلمت شرفائها لسفهائها وجرأت شرارها على أخيارها وخذلت مناصرها لتصفق لجلادها فلا عتب على قوم اتبعوا حمارا.

حين يصبح الحمار زعيماً، سترى بعينيك كيف يتحول القبح إلى مقياس للجمال، وكيف يتبارى الناس في السعي لرضا سائر القطيع فتضيع الفضيلة تحت لباس الفجور وينتشر الفساد بحجة التطور، سترى منهجاً فلسفياً يدرسه الطلاب على أنه الطريقة المثلى للتفكير، والأذكياء يحاولون إظهار أكبر قدر ممكن من الحماقة لكي لا توجه لهم تهمة الإساءة للذات.

كمنهج أستاذ ألقى علينا ذات يوم محاضرة في الاقتصاد الرياضي وكان يشوبها الكثير من الصعوبة وحينما طرحنا عليه طريقة أسهل وأكثر اثباتا وذات نتائج تقترب إلى المثالية، قال بتغطرس: هذا ما تحفظونه ومن لم يحب فليعرض نفسه للرسوب، مازلت أتذكر أننا نكتب تلك الطريقة مجبرين لا متعلمين فقط لنتحول من مرحلة إلى أخرى لا نحرك فيها عقولنا فالأمر لايحتاج سوى تحريك أصابعنا.

حين يصبح الحمار زعيماً، تصبح حيازة العقل جنحة، واستخدامه جناية عقوبتها الإعدام، وكل من يحاول أن يستخدم عقله لا بد أن يتخفى عن أعين الناس، لأن كثيراً منهم تحولوا إلى حمير، ويكون العاقل في عيون الأغلبية جاهلا يطلب الغريب أو متفلسفا مملا على قارعة الطريق يضع قبعته بانتظار اشادة من عاقل ربما لاوجود له، وهنا يكمن دورنا كبشر انعم الله عليهم بالعقل لنضع جوابا صارما ينهي هذه المهزلة، فالحمد لله الذي خلقنا من العدم، وأسبغ علينا وافر النعم، علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وألهمه القدرة على التفريق بأن يختار إما أن يكون في الحياة أو في العدم، فماذا تختار أنت أين تريد أن تكون؟.

التفكير
السلوك
المجتمع
المجتمع
قصة
السياسة
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية

    محرّم في زمن التحول

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    آخر القراءات

    كيف يولد الحب؟!

    النشر : الأربعاء 26 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    هل ترضين بأن تكوني الزوجة الثانية؟

    النشر : الجمعة 27 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الطريق الى الفردوس.. حبيب بن مظاهر

    النشر : الثلاثاء 25 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    قبل أن تدهس النملة انتبه!

    النشر : الأربعاء 18 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    النشر : الأحد 29 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

     وقفات تأملية في سورة محمد ٢

    النشر : الأثنين 18 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1166 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 605 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 422 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 421 مشاهدات

    حين تباع الأنوثة في سوق الطاقة: عصر النخاسة الرقمي

    • 390 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 385 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3634 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1517 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1306 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1168 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1166 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة
    • منذ 17 ساعة
    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات
    • منذ 17 ساعة
    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب
    • منذ 17 ساعة
    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة