تمكنت الكثير من النساء على مر التأريخ ان يبرزن في مجتمعاتهن من خلال التصدي للعديد من المسؤوليات المهمة والحساسة ومشاركة الرجال في قيادة الدولة والتعليم والصحة والعلوم والفن والادب وغيره، وقد زخر الماضي والحاضر بأسماء المئات من النساء المبدعات ممن حققن طموح النجاح والابداع.
ويمكن القول ان نصيب المرأة في ممارسة حقها الطبيعي في التعلم والثقافة والعمل والمشاركة في الحياة العامة يختلف من دولة الى اخرى ومن مجتمع لاخر، لكن في العموم هو نصيب لا يرقى الى مستوى الطموح المنشود بحسب الكثير من المتابعين فالقيود التي تفرضها الاعراف والتقاليد والقيم المسيطرة في بعض المجتمعات قد حرمت المرأة من طموحها السياسي وحقها في التمثيل السياسي وخاصة تحت قبة البرلمان.
حيث تشير التقارير والدراسات الى تدني وضعف نسب التمثيل السياسي في اغلب برلمانات العالم ولاسباب عديدة قد يرجع البعض منها الى المرأة نفسها، ورصدت الدراسة أسبابا منها خوف المرأة من البيئة الإنتخابية وما يرافقها من منافسة شرسة وحملات إعلامية وتبادل للانتقادات، ويعتقد ايضا أن من ضمن الاسباب الرئيسية عدم ثقة المرأة بكفائتها وقدرتها على تولي المناصب المهمة والمنافسة في الإنتخابات إضافة الى تحملها الجزء الأكبر من مسؤولية رعاية الأطفال والاسرة وترى الدراسة ان عدم مشاركة النساء على نطاق واسع في الحياة السياسية يترك تأثيرا سلبيا لاسيما على بعض القضايا الخاصة بالمرأة.
وعندما نتحدث عن المساواة فإننا لا نتحدث عن المساواة بمفهومها المطلق كمساواة المرأة في نفس حقوق الرجال وانما نتكلم عن المساواة في المراكز القانونية المماثلة وليس في كل الامور فالنساء يرفضن ان يأخذن كل حقوق الرجل ولكن يطلبن المساواة في المراكز القانونية كمواطنين وهنَّ والرجال امام القانون متساوون هذا مفهوم المساواة وليس مفهوم المساواة الغربي.
وعندما يدور الحديث حول حق المرأة السياسي ينتفض المعترضون بحجج وذرائع واهية فمرة يضعون الشرع كعائق امام المرأة ودخولها المعترك السياسي وكان ذلك في الثمانينات وبداية التسعينات من القرن المنصرم، وقد تم دحض هذه الحجج بأدلة شرعية تجيز للمرأة ممارسة حقوقها السياسية لانه لا يوجد هناك رأي فقهي مجمع عليه بحرمان المرأة من المشاركة في الحياة السياسية فهنالك مشاركات كثيرات من الدول الاسلامية ان لم نقل جميعها حيث تمارس المرأة المسلمة حقوقها كاملة في جميع الميادين سواء السياسية والإجتماعية وحتى العسكرية منها.
ثم ان المعارضين يضعون الظروف الاجتماعية ذريعة في انها لا تسمح للمرأة بخوض هذا الجانب الحساس من الحياة، وان الوقت غير مناسب وبالتالي لا ندري من الذي يحدد هذا الوضع والوقت المناسب في نظره وكيف يكون الوقت مناسبا...
اما بالنسبة للتقاليد والعادات الاجتماعية فقد عفا عنها الزمن فالمرأة نجدها الان تخوض في جميع المجالات وبالتالي لم تعد الاعذار الاجتماعية او التقاليد عائقا امام هذا الباب في الوقت الراهن ومع التطور التكنلوجي بات مفتوحا على مصراعيه للمرأة في ممارسة دورها الحقيقي وقد شهدت بعض المجالات التي كانت حصرا على الرجل تفوقا ملحوظا حٌسِبَ للمرأة.
اضافةتعليق
التعليقات