أراد الثعلب أن يعبر النهر فسأل الزرافة عن عمق الماء ، فأجابت الزرافة بأن الماء يصل الى نصف جسدها و لا يغرقها ، فدخل الثعلب الصغير الى الماء و بدأ يحرك أطرافه كي ينقذ نفسه ، فالزرافة كانت على حق الماء كان يصل الى نصف جسدها و لكن كانت تتكلم حسب مواصفاتها هي ولم تناسب هذه المعلومات حياة الثعلب اذ ان قدراته تختلف عن قدرات الزرافة.
في الكثير من الأحيان نرتكب الخطأ نفسه حين نسأل الآخرين عن شيء و يجيبوننا حسب علمهم وطريقة عيشهم وأكثر ما تضر بالعلاقات هذه الكلمات المدمرة التي نعتبرها نصيحة و هي خالية من الحكمة و تخرج من أفواه الاخرين حسب أخلاقهم و مواصفاتهم و كيفية حياتهم .
الاستشارة في الدين لها أصول و آداب، عند ظهور آلام عجيبة في الجسد أو القرح أو الورم في الجلد أين نذهب؟
هل نعالج هذه الأمراض بأنفسنا؟ هل نذهب الى صديقتنا المقربة كي تقول لنا ماذا نعمل؟
أم ننشر خبر المرض بين العمات والخالات كي يكتبوا لنا وصفة طبية؟ بالتأكيد سنذهب الى طبيب أخصائي لأن هذا الجسد ظهر فيه علة و يجب ازالتها ، كيف نترك أرواحنا في أيدي المارة و كل شخص حسب خبراته التي تفيد نفسه فقط يكتب لنا وصفة و نتيقن بأن هذا هو العلاج و نسقط أكثر و أكثر في المستنقع و أحيانا ننتقل من جاهل الى جاهل آخر حتى وان كانوا يحملون شهادات في اختصاصهم فيكونون جهلاء بالنسبة لما نحمل من مشاكل.
فالسؤال الذي يجب أن نطرحه : يا ترى هؤلاء الأشخاص هم أنفسهم سعداء؟
هل يتنعمون بأرواح مستقرة و طمأنينة؟ أو مجموعة أناس فاشلين !
كما اننا عند ظهور الأورام و الأمراض نبحث عن أفضل الأطباء كذلك عند ظهور المشاكل النفسية خصوصا في الحياة الزوجية، يجب أن نبحث عن الخبراء الذين باستطاعتهم مساعدتنا بأفضل وجه ، لننتقل الى الجزء الثاني من المسألة هل هذا الشخص مؤهل لما أحتاج وهل نيته صالحة؟
ليس كل ما يلمع ألماسا و لا كل من يعطي النصائح خيرا يريد لنا الصلاح .
من ينبغي مشاورتهم
عن اميرالمؤمنين الإمام علي (عليه السلام): شاور في حديثك الذين يخافون الله .
وعنه (عليه السلام): خير من شاورت، ذووا النهى والعلم وأولو التجارب والحزم .
ممن يجب الابتعاد في المشاورة؟
ورد عن اميرالكلام الإمام علي (عليه السلام): لا تدخلن في مشورتك بخيلا، فيعدل بك عن القصد ويعدك الفقر .
و عنه (عليه السلام): لا تشركن في رأيك جبانا، يضعفك عن الأمر، ويعظم عليك ما ليس بعظيم .
و عنه (عليه السلام): لا تستشر الكذاب، فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب.
كسب الشيطان ثقة آدم وحواء عن طريق الحلف كما ورد في الآية المباركة: (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ)، في البداية قسم و بعد ذلك قال إنه من الناصحين ، اذن ينبغي أن ندقق ممن نأخذ النصيحة كي نخمن أين ينتهي بنا المطاف !
ربما تسبب هذه النصيحة الخروج من جنات معروشات الى الهبوط في الأرض وأحيانا إلى أسفل سافلين!.
اضافةتعليق
التعليقات