لا يتمثل الحب في الرومانسية العابرة والمشاعر المنفلتة والطائشة، بل هو سلوك تمارسه الزوجة في حق شريكها على الأرض وفي الواقع - حب يتسلل إلى كل شوؤن الحياة ومعانيها ومفرداتها حب واقعي صادق، لا حب مثالي متطرف.
فلذا أصبح للزواج السعيد الموفق أركانًا ودعائم تصونه وتبقي عليه البهجة والجمال وتجعله سببًا في إستقرار الأسرة وطمأنينيتها وسعادتها وإبراز أركانها.
الحب المتبادل بين الزوجين.. غذاء روحي لا يقل أهمية ولا يقل خطورة بنفس كل من الزوجين. هو لا يقل شبه عن الفيتامينات بالنسبة للجسم، فالحب دعامة قوية من دعائم الزواج الموفق، وكلما كان الحب يسود الحياة الزوجية هو الحب الواقعي الإنساني المتزن ارتفع ترمومتر السعادة في الأسرة، والحب المتزن قوامه قلب متعاطف وعقل متفاهم، وجسم متجاذب هو أشبه بالمثلث الدائم المتلاقية أضلاعه.
فتعاطف القلبين بين الزوجين ضرب من ضروب الحب المتبادل بينهما، إنه ذلك الحنين الذي يشعر به الزوج والزوجة بوجود الآخر والميل إلى التضحية من أجل الطرف الآخر، والتستر على ما بالطرف الآخر من عيوب ومحاولة كل من الطرفين الاقتراب من الطرف الآخر في الميول وفي المزاج وفي وجهة النظر والتجاوب العاطفي.
أما التفاهم بين عَقليّ الزوج والزوجة فهو بشير الخير كل الخير لحياة الأسرة، وهو العصا السحرية التي تحل بها الأسرة مشكلاتها وتقضي على الاختلافات في الميول والمزاج والعادات والأفكار.
أما تجاذب الجسمين فهو الضلع الثالث للحب الزوجي المتبادل.
من ذلك يتبين لنا أن الحب الزوجي حب إنساني، حب واقعي، حب حقيقي، وليس وهمًا. هو وحدة مؤلفة من قلب وعقل وجسد يجد فيها كل واحد من هذه العناصر الثلاثة غذاؤه.
فلذا.. يجب على الزوجة أن تُعبّر عن حبها الصادق الدافئ إلى شريك حياتها، فربما كلمة صغيرة تغير مجرى يومه ونهاره وتعطيه طعمًا للحياة.
وما أروع أن يقترن الحب بالزواج والزواج بالحب ليشكلا ثنائيًا رائعًا في الترابط والإنسجام.
فالحب هو أسمى مشاعر الوجود، هو بهجة الحياة ومتعتها، هو بسمة الحياة ونكهتها، هو تلك الكلمة الصغيرة التي تجتمع فيها كل المشاعر الإنسانية ويصب فيها كل الانفعالات الوجدانية المتعارف عليها، بحلوها ومرها، بصدقها الواضح وتناقضها الحاد، هذا هو الحب، ذلك التيار الذي يسري بين القلوب فيعطي لدقتها معنى مختلفًا، وللحياة بعدًا آخر، وللدنيا مفهومًا جديدًا.
أما الزواج فهو أعمق العلاقات الإنسانية، وأكثرها ترابطًا وقوة، وأشدها تناقضًا وتعقيدًا منذ أن خلق الله البشر، هو الراحة، الهدوء والاستقرار.
هو المودة والتآلف والمشاركة، هو الصراع والغيرة والرفض، هو التراحم والتفاهم والاحترام المتبادل، هو كل هذا وأكثر، فهو تلك العلاقة الراسخة الأكيدة التي تحمل بين طياتها المعنى والرمز لإستمرار الحياة.
حين يتلاقى الحب مع الزواج تكون تلك هي المتعة الحقيقية والمعنى المتكامل للسعادة، ويصبح عش الزوجية هو جنة الله على أرضه، تسري فيه نسمات السكينة، ويخيم عليه عبير الرضا، ويلفه برفق دفء الأمان.
تلك هي الصورة المشرقة للزواج والتي نتمناها جميعًا، لكن واقع الحال ينبني بغير ذلك، فهناك عدد غير قليل من الأزواج والزوجات لا يشعرون بكل تلك المشاعر الطيبة في حياتهم الزوجية، ويرون أن سلبيات الزواج أكثر من إيجابياته مع أن التفكير المنطقي المجرد يؤكد أن الاثنين أصبح طريقهما واحدًا، ويجمعهما مصير واحد، وأهدافهما وإن اختلف بعضها هي في النهاية واحدة، لهذا فمن المفترض أن يحاول كل منهما التكيف مع الآخر حتى تمضي بهما الحياة يسيرة في توافق وانسجام..
اضافةتعليق
التعليقات