عند جادة الطريق إن لم يلتقِ اثنان ليكملا الطريق سيصعب الأمر في اجتياز المحطات المعهودة في سياق الحياة العامة وستترتب نتائج فردية مخيبة للآمال في كل الأحداث التي تمر على الفرد، هكذا يقال!.
العزوبية التي يراها البعض وحدة ووحشة في الحقيقة ما هي إلا فن لا يتقنه سوى الفنان الذي يخرج عن اطار النمطية أي الإنسان الذي لم يعثر على نصفه الآخر وفضل أن يكون أعزبا على أن يمضي بقية حياته تحت الأمر الواقع فالزيحات التي تعقد تحت الظروف غالبا لم تنصفها الحياة..
الشراكة الزوجية علاقة شفافة ومركزة والحفاظ عليها يتطلب وعي وحكمة ومعرفة في قيادة علاقة ناجحة تأخذك إلى الاستقرار العاطفي والأسري.
حيث إن داخل كل علاقة يوجد شخصين يتعاملان مع الكل وليس الجزء أي الحالة التي يحل فيها الإدراك للمسؤوليات كافة التي تقع على عاتقهما، فلو صرفنا النظر عن المشكلات اليومية والروتينية العادية ستتراكم وتتضخم حتى تصبح بلاء عواقبه تغير مجرى العلاقة نحو الأسوء ويهدد استقرارها وتمهد الطريق إلى اتجاهات أخرى كخلق المسافات والانفصال والفتور بعلاقة الزوجين الذي يسبب مشكلات نفسية وصحية لدى الاخرين من أفراد العائلة.
وبناءً على ذلك يجب أن يفكر كل ثنائي مرتين قبل اصدار الأحكام واتخاذ موقف قد يستنفذ كل الفرص ويغلق الأبواب حيث لن يكون هنالك خيارات كثيرة، فالمردودية تعتمد على عطاء المقابل. والحكمة هي الأصالة التي يكون توفرها شرط قائم.
بالإضافة إلى الكثير من الأمور التي يجب مراعاتها عند اتخاذ قرار كالزواج والتي لا يمكن اجتيازها وتركها لما بعد ذلك.
ولا يخفى أن الانسان الأعزب اليوم ينظر إلى الزواج بنظرة غير محببة بناء على ما يحدث وما نشاهده في هذه الآونة حيث الصراعات التي نسمعها ونراها تؤثر وتؤشر إلى اصرار العُزاب على العزوبية خوفا من الايقاع بعلاقة سامة وهذا ليس بالأمر البعيد كون العوامل الدخيلة على حياة اليوم حمّلت كل أنواع العلاقات ما يفوق طاقة تحملها وشعورها وتلاعبت بمكنوناتها التي تأخذها تارة إلى السماء وأخرى إلى ما بعد الأرض وكل هذه الأحداث وغيرها بدأت تبدو ثقيلة على الإنسان فنجد الكثير من العزاب والمتزوجين ينظرون إلى العلاقة الثنائية وكأنها عبئ يقودهم إلى مسؤوليات كبيرة وفي الحقيقة لا يمكن لومهم في خضم الاوضاع الثقافية والمعيشية "الاقتصادية" وبالأخص اختلاف الثقافات حيث أصبح من الصعب ايجاد شخصان متقاربان بالفكر في مجتمعاتنا وهذا لا يعتمد فقط على اختلاف الثقافات أو العوامل الدخيلة والتغييرات التي طرأت على الساحة وإنما على جوهر الفرد أيضا ومدى تقبله لما يحدث حسب قناعاته الشخصية.
وبعد التطلّع على حيثيات موضوعنا وقد يبدو هذا غريبا بعض الشيء ولكن لا بد من القول أن الدراما والحميمية في الأفلام والمسلسلات لا يمكن أن تكون واقعا يبني عليه المشاهد آماله فهي ليست سوى خطة نجاح للعمل السينمائي.
ثم اختيار الشريك وانجاح العلاقة يعتمد على الحكمة والبصيرة وما عداهما صفراً "لا شيئ" .
اضافةتعليق
التعليقات