صباح الخير ، شعرت اليوم أن الجو جميل فأخذت كوبا من القهوة وخرجت لأجلس عند العلم العراقي أستريح قليلا قبل الحصة الثالثة دعني أخبرك لماذا أكره هذه الحصة بالتحديد..
تكون عند الساعة ال١٠ صباحا ومن يريد أن يتعلم شيئا عند أجمل ساعة في صباح الشتاء ، ها قد تصالحت الشمس أخيرا مع نسمات الهواء وأصبح الجو أجمل مما انتظرت، كأننا في الجنة ورائحة التربة وهذه الرطوبة البسيطة تسعدني وكالعادة أتحدث كثيرا عن كل شيء وأضيع فكرتي الرئيسية ولكن أنت اعتدت عليَ أليس كذلك ؟
لأخبرك باختصار ماحدث البارحة عندما ذهبت إلى البقال لأشتري الزيت لان امي نسيت ان تخبر اخوتي عندما ارسلتهم للدكان، اتحداك ان تعد لي كم مرة تكرر هذا الحديث ! المهم عندما وصلت الى الدكان رأيت سيارات كبيرة لونها غريب وتتحرك على جانب واحد من الطريق اعتقد انك فهمت ما اعني لا يحتاج ان اذكر لك انها سيارات عسكرية ، عندما نظرت في ذلك الاتجاه شعرت ان أحدا ما كان يجب ان يكون معهم، للحظة واحدة اردت البكاء عندما تخيلتك ترتدي زيك العسكري وتسير امامهم ، وعندما مشيت حتى اعود لبيتنا تذكرت انني اسقطت مبلغا بسيطا في الدكان فلم اعد لاخذه اريدك ان تقف للحظة وتتخيل معي من ركض خلفي ليعطيني المال ويرجعه الي؟ كان ابنك..
اعطاني النقود وهو يمسك بطرفها حتى لا يلمس يدي من غير قصد، ابنك الذي تركته طفلا يستطيع بالكاد الوقوف اصبح اليوم يعيد الحق لاصحابه كأبيه بالضبط، لقد نمت روحك فيه، واليوم هو يشبهك بكل شيء وخصوصا الشرف يمشي مطأطأ رأسه يتجنت النظر مباشرة في وجوه النساء رايته مع اخيك يتردد على المجالس الحسنينة كثيرا.
اتمنى انك بخير وتشعر بالفرح عندما تسمع هذه الأخبار الجميلة وإن كل شيء اصبح افضل وكما خططت له، الشوارع التي تمنيت ان تكون امنة ونستطيع السير فيها بهدوء اصبحت كذلك، لا تدقق على زحمة السير رجاءا فهذا خارج ارادتنا، لماذا جعلت الوضع آمن لهذه الدرجة؟ اليوم بفضلك الجميع يخرجون لا أحد يختبئ في البيت، هذه نتيجة قراراتك.
اما الاطفال الذين فكرت فيهم كثيرا وتمنيت ان يكملوا تعليمهم، هاهم الان يمشون اسرابا الى المدرسة يؤدون التحية العسكرية لكل المقاتلين في الشوارع يفرحون برؤية بدلتك الشجاعة.
غداً سأخبرك بأخبار جديدة.. في أمان الله.
اضافةتعليق
التعليقات