يقال إن النار تشتعل من مستصغر الشررِ، للتدليل على أن الشرارة حتى لو كنا نراها بسيطة فيمكن بسهولة أن تشعل حريقاً، وهذا ينطبق على كل جوانب الحياة وبخاصة الحياة الزوجية والعلاقات الأسرية، فيمكن لعبارات أو تصرفات بسيطة أن تهدم بيتاً وتدمر أسرة، حيث إن لكل شخص لديه مزاج معين في إتمام علاقته مع الشريك، لكن ثمّة عادات قد تؤثر سلباً على نمط العلاقة ويمكنها مع الاستمرار أن تضيف جوّاً سلبياً عليها، وقد تدمر الزواج إذا لم نسعَ إلى تغييرها.
وحسب معالجة العلاقات الزوجية في "هيوستون" كاري كول "أظهرت الأبحاث أن العديد من الأمور الصغيرة والتافهة التي يقوم بها الأشخاص تعد مؤشرا على وجود مشاكل خطيرة في العلاقة".
ولكن الخبر الجيد هو أنه حتى إذا كنت تعاني من مشاكل في الوقت الحالي، فهذا لا يعني أنك في طريقك إلى الطلاق. فقد أظهرت استطلاعات للرأي أجريت مؤخرا أن أغلب الشركاء مستعدون للعمل على تصحيح الأخطاء، والتخلص من العادات السيئة التي اكتسبوها. وعرضت مجلة "إل" الفرنسية بنسختها الإنجليزية ثماني عادات يحذر منها مستشارو العلاقات الزوجية لأنها يمكن أن تدمر الزواج وتقود إلى الانفصال.
العادات التي تؤدي الى تدمير الحياة الزوجية:
التحدث بالسوء عن الشريك في غيابه
التحدث بشكل سيئ عن شريكك عندما لا يكون موجودا أمر خطير، وهو أمر شائع أيضا. وأوضحت المستشارة كاري كول أن "هذا الأمر له علاقة بالصداقات، والنساء يقعن بهذا الفخ إذا كانت لديهن صديقة تقوم بالأمر نفسه. فعادة ما تشعر الزوجة التي تكون داخل مجموعة صديقات يتحدثن بالسوء عن أزواجهن، بأن هذا الأمر عادي". وتحذر الخبيرة بأن هذا التصرف يعكس قلة احترام للزوج وقداسة الرابط الذي يجمعها به.
التركيز على أمور لا يبرع فيها الشريك
عندما يقوم أحد الشريكين بمقارنة شريكه الحالي بالسابق، أو تتمنى الزوجة لو كان زوجها رقيقا ويعاملها بلطف مثل زوج صديقتها، فإن هذا الأمر يمكن أن يدمر العلاقة الزوجية. وأكدت كول أن هذه الطريقة في التفكير ليست عقلانية، لأن الإنسان لا يمكنه أن يجد الشريك الذي تتوفر فيه كل مواصفات أحلامه، في حين أن باقي الأشخاص قد يشعرون بالغيرة مما لديه هو. لذلك يجب التركيز على الجوانب الإيجابية في الشريك، والتحلي بالعقلانية.
عدم مراعاة ظروف الشريك
يتفق الخبراء على أن الرجال يفتقرون لميزة تسمى قبول تأثير الآخر، وهي القدرة على تفهم وجهة نظر الشريكة، حتى لو كنا لا نتفق معها. ويعتقد الخبراء أن الرجال يجدون صعوبة في استيعاب هذه الفكرة، أما النساء فيتحلين بالتعاطف والتفهم نظرا للاختلافات البيولوجية والعصبية بين الجنسين. وتحذر دايان غيهارت أستاذة علاج الروابط الزوجية والعائلية بجامعة ولاية كاليفورنيا، من أن العلاقات التي لا يتقبل فيها الرجال تأثير زوجاتهم تواجه خطر الانهيار.
الخلافات العدائية
عندما تكونين بصدد التحدث مع زوجك وفجأة تصابين بانفجار عصبي، فهذه ليست علامة جيدة. وتؤكد الدكتورة دايان غيهارت أن التصرف بهذا الشكل يبعد الزوج وينفّره. فردة الفعل العصبية تغلق الباب أمام إمكانية إقامة حوار بناء، ولسوء الحظ النساء هن من يتحملن المسؤولية غالبا، حيث إنهن أكثر ميلا للتطرق إلى المواضيع بشكل عصبي أكثر من الرجل.
عدم معرفة الوقت المناسب لإيقاف الخلاف
عندما ينشب شجار بين الزوجين، فإنه يتخذ منحى تصاعديا ويصعب إيقافه. ولكن الانسحاب من المواجهة يسهل حل المشكلة، لأنه يمكن لاحقا التحدث بشكل هادئ. وبينت كول أنه عندما ينخرط الأزواج في الشجار يرتفع نسق نبضات القلب لأكثر من 100 دقة في الدقيقة، وهذا يجعلهم يدخلون في حالة عدائية ويفتقدون للتفكير العقلاني وتتعطل قدراتهم التواصلية.
ارتداء قناع جميل
حتى عندما تحاول تصنّع الهدوء، فإن جسمك يكشف شعورك الحقيقي. فعادة ما تكشف الإشارات الصغيرة عن وجود إشكال، مثل ارتفاع نبرة الصوت، واتساع حدقة العينين، وتغير لون الوجه، الذي تصاحبه عادة ابتسامة صفراء وحركات متشنجة.
وأوضحت الحاصلة على الدكتوراه في علاج العلاقات الزوجية سو جونسون أن "كل هذه المؤشرات تدل على أن الشخص يحاول إخفاء مشاعر الغضب والانزعاج من أجل تجنب المواجهة مع الشريك".
وتحذر من الاضطرار لارتداء هذا القناع مرة بعد أخرى عوضا عن مصارحة الشريك بحقيقة مشاعرك. فهذا الأمر لا يعطي للشريك فرصة لفهم مشاعر الآخر، وتصحيح المشكل إن أمكن ذلك، بل يؤدي لتعميق الشرخ في العلاقة بين الزوجين، وهذا يمكن في النهاية أن يؤدي لانحراف الزواج عن طريقه الصحيح وينتهي بالطلاق.
عدم الدخول في أي خلافات
عندما يحل الصمت محل الحوار والنقاش بين الزوجين، ويتظاهر كلاهما بأنه متفق على كل شيء، فهذا دليل على أن العلاقة دخلت مرحلة الموت البطيء. فحين يقرر أحد الشريكين أن الأمر لا يستحق حتى عناء طرح المواضيع والتحدث بشأنها، فهذا يعني أنه توقف عن تكريس طاقته ووقته لتطوير وإنجاح العلاقة الزوجية.
تأجيل معالجة المشاكل لوقت طويل
وفقا للدكتورة كاري كول فإن عدم مواجهة مشاكلنا في وقت مبكر، يجعلنا لا نستفيق إلا في وقت متأخر جدا. وخلال المرحلة التي يقرر فيها الأزواج الخضوع للعلاج النفسي أو الحصول على استشارات زوجية، يكون الوقت قد فات. اعترِف بأن لديك مشكلة وقرِّر أن تفعل شيئاً حيالها، تحمَّل مسؤولية إصلاح المشكلة ولا تلقِ اللوم على شريكك في الحياة، عبّر عن مخاوفك بشكل إيجابي بدلاً من أن تكون ناقداً.. يمكن للعادات السيئة أن تدمر الزواج إذا لم تتعرّف إليها قبل فوات الأوان.
وتعود هذه الأسباب إلى أحد الطرفين وليست مقتصرة فقط على طرف واحد. واضافة إلى ما تقدم يرجح العديد أن انعدام الثقة بين الزوجين وصعوبة الظروف المعيشية وانعدام المسؤولية بين الزوجين تعمل على تشتت الزوجين فيما بينهم، أما من جهة أخرى فيرى البعض إلى أن الزواج السريع وعدم التعارف الكافي بين الزوجين واختلاف العادات الثقافية والاجتماعية والبيئة التي نشأ فيها كلا الطرفين وتدخل الأهل في حياة الزوجين خاصةً إذا لم يكن هناك توافق بين الزوجة وأهل الزوج تزيد من نسبة الطلاق بين الزوجين أو حدوث مشاكل وعدم تفاهم فيما بينهم.
وهناك أسباب تعود للرجل كأنانية الرجل وحبه لنفسه والنظر للمرأة على أنها خادمة فقط دون أداء جميع الحقوق المفروضة عليه تجاهها وعدم مراعاة شعورها، وأيضاً رؤيته على أن الرجل من الدرجة الأولى والمرأة من الدرجة السفلى.
أما بخصوص الأسباب التي تعود للمرأة فغالباً تعود إلى عدم نضجها ثقافياً وجهلها لكيفية التعامل مع طبائع الرجل وجعله يتعلق بها عاطفياً، وعدم مبالاتها في تحمل مسؤولياتها تجاه الأسرة ومساعدة الرجل قدر الاستطاعة في الأمور المنزلية، وأيضاً ضعف الشخصية مما يجعلها عرضة للخداع من الغير.
ويعتبر تثقيف المجتمع للسن المناسب للزواج ودور كلاً من الزوجين للآخر وأخذ آرائهم واقتراحاتهم وعدم النظر للأمور المادية والقبلية وغيرها والنظر للأمور الذي شرعها لنا ديننا الحنيف في الاختيار المناسب بالنسبة للرجل أو المرأة كفيلة بجعل أسباب تدمير العلاقة الزوجية تختفي في الأسرة والمجتمع.
وإن الحفاظ على الحياة الزوجية مسؤولية مشتركة بين الزوجين، وعلى كل منهما الاتحاد والتكاتف من أجل تحقيق استقرار حياتهما الزوجية.
اضافةتعليق
التعليقات