جميعنا نبحث عن السعادة ونحلم بها والكلام عن السعادة طويل جدا فالبعض يظن أن السعادة تأتي بامتلاك الأموال والتحصيل الدراسي، الوظيفة أو أحيانا بأن يتلألأ الاسم هنا وهناك وتظهر شهرة الفرد و.....
إذن تعريف السعادة يختلف من فرد إلى فرد فكل شخص ربما يُعرّف السعادة من منظاره الخاص واحتياجاته وأحلامه، ولكن كلامنا اليوم ليس عن السعادة في مجال شخصي فقط بل نبحث عن سعادة أكبر وأوسع وهي السعادة في الحياة الزوجية.
حيث جميعنا نحتاج أن نغمض عيوننا بسلام بين يدي من نحب ونفتحها بحب ونبتسم لرؤية من نحب، جميعنا نحتاج إلى تلك الابتسامة التي تخرج من أعماق القلب لنشكر الله عند رؤية شريك حياتنا ونردد: ((سبحان من خلق من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها)) ونجد الراحة والسعادة.
جميعنا نحتاج إلى السعادة لنستقر ونشعر بالأمان فعندئذ يكثر الانتاج والابداع ويصبح الخبز اليابس في حضرة من يحبنا ويحترمنا أطيب وألذ من المشويات والأكل الفاخر مع من يعاملنا بقسوة.
يصبح الكوخ البسيط مع من يفهمنا أجمل بكثير من القصور المشيدة مع من يعجز عن فهمنا،
فالمرأة التي ترتاح في الحياة الزوجية مع من يفهمها سوف تكون بأفضل حال وعندما تكون المرأة في أفضل حال سوف تريك الجنة وتجعلك في أعلى عليين وعندما يكون الرجل في أفضل حال سوف يبدع في عمله ويكثر انتاجه ويتشوق للرجوع إلى البيت والاستقرار فيه.
سوف يكون أكثر هدوءاً ويعامل الآخرين باحترام، سوف يجاهد كي يحافظ على نبتة السعادة لتكبر وتكون بسلام.
من أين نبدأ؟
كثيرا ما أشاهد القلق في عيون المقبلات على الزواج حيث إنهن يعانين من خوف شديد حول المستقبل والشريك المستقبلي وكيف تكون أخلاقه وطريقة معاملته و...
وكذلك الشباب لديهم القلق نحو الحياة الزوجية والشريك المستقبلي ولكننا نغفل عن القانون والمقررات في الحياة ونجهل هذه القوانين، هناك عدة أمور لو التزمنا بها لكنا في خير ولأصبحنا من السعداء في جميع المجالات والعلاقات، نشير إليها باختصار ونتكلم عنها بالتفصيل لاحقاً بإذن الله.
١-التوكل على الله
من الضروري أن يتوكل الانسان على ربه ويطلب منه الخير ويدعو دائما ليوفقه الله للحصول على كل شيء (الصحة، الأمان، الحب، المال والشريك المناسب...).
٢- احترام القوانين
في كل مكان هناك قوانين خاصة كذلك الكون له قوانين خاصة فمن يراعي هذه القوانين يعيش بسلام والحياة الزوجية أيضاً لها قوانين يجب أن تكتب بالأحمر كي تبقى في ذاكرة كل من الزوجين.
٣- كما تدين تدان
نستطيع أن نقول أننا نعيش فوق الجبل وأي صوت يصدر منا يرجع إلينا ونستطيع أن نسمع الصدى يتكرر فعندما نساعد أحدهم سوف يساعدنا أحد آخر في اليوم الذي نكون فيه في أشد الحاجة إلى المساعدة، وعندما نقدم الخير سوف نرى حياتنا مليئة بالتفاؤل ويرجع لنا الخير عندما نتكلم عن الآخرين بسوء سوف نرى أنفسنا فجأة في نفس الموقف، وهكذا كما نريد أن نحصل على الشاب الطاهر يجب أن نكون في قمة الطهارة!.
٤- أهمية الأخلاق
بالأخلاق تسمو العلاقات وتتطور، من خلال كلمة واحدة الانسان يستعد كي يفدي بنفسه أو يتراجع ويأخذ الاحتياطات لأجل الهجوم فجأة، من خلال الأخلاق الحسنة نستطيع أن نأسر القلوب ونسكنها.
٥- العلم والمعرفة (الثقافة الزوجية)
العلم يقضي على الجهل وعندما يعرف الانسان كيفية التعامل وتكون لديه الثقافة الزوجية يعرف كيف يتصرف ويتعرف على ما يحب الطرف المقابل وما يكره، يعرف ضرورة العمل ببعض الأوامر وضرورة الإبتعاد عن النواهي فهكذا يساعد نفسه للحصول على حياة سعيدة.
٦- أهمية البحث عن الشريك المناسب
الزواج ليس لعبة قمار كي نجرب الحظ بل إننا نستطيع أن نختار ولسنا مجبرين على اختيار أحدهم وأن نقضي حياتنا معه بالقوة والعصبية بل يجب التحقيق عن الطرف المقابل والسؤال عن أحواله، أخلاقه، دينه ومبادئه.
٧- الصبر و كيفية التعامل مع المواقف والأزمات
في هذه الرحلة نحتاج الكثير من الصبر كي نستطيع أن نكمل المسير، يجب أن ندرك بأن هناك شخصان مختلفان كلٌ تربى في بيئة مختلفة تعرفا على بعضهما البعض ليشاركا الحياة، فلابد من الصبر كي تدوم المحبة ويتعرف كل شخص على الآخر بمرور الزمن وكيفية التعامل مع الأزمات التي تصدر بسبب عدم المعرفة أو الإهمال أو تدخل الآخرين فالتعامل الصحيح ربما يكون سبب إطفاء النيران وبالعكس التعامل الخطأ مع الأزمات ربما يكون كمن يرش النفط فوق النار لإطفائها!.
٨- الكفاح ومواصلة العمل
لا شيء يحصل بسهولة فكل شيء في الحياة يحتاج إلى كفاح وعمل فمن كافح سوف يصل إلى المطلوب عاجلا أم آجلاً.
٩- المداراة
من أهم الصفات لنجاح العلاقات المداراة فعندما يمتلك الانسان هذه الصفة سوف يبتعد عن الأنا وحب الذات ويجد جمال الحياة بالمداراة والإهتمام بالآخرين.
١٠- التسامح و التنازل
لو نريد أن نسلط الأضواء على أخطاء الآخرين سوف نصاب بالوسواس ونتجبر في هذا المجال ونتكلم عن كل صغيرة وكبيرة ولكن بالتسامح والتنازل سوف نوصل الرسالة للطرف المقابل بأنه يهمنا ولأجل مكانته العالية في قلبنا سوف نسامح الأخطاء كي لا تنتهي العلاقة.
١١- التفاهم والتناغم
من أهم أركان السعادة التفاهم والتناغم، أن نسعى إلى فهم بعضنا البعض، أن نسمع إلى كلام بعضنا البعض ونسعى للقضاء على السلبيات وتطوير وتوسعة الإيجابيات.
وهناك أمور أخرى تؤثر في الحياة السعيدة ولكن تأتي في المرتبة الثانية، لابد أن ندرك أن السعادة لا تأتي هباءً فلابد من إرسال الدعوة لها لتسكن قلوبنا وحياتنا وهذه الدعوة سوف تصل بسرعة النور مع الدعاء.
فالله سبحانه وتعالى هو الذي يهتم بنا ويبين أنه لن يتركنا أبداً فعندما يرسل لنا الأنبياء ليعلمونا الخير ويرسل لنا الكتب السماوية لنعرف الخير، ويرسل لنا الأصدقاء ليصاحبونا في طريق الخير، ويرسل لنا العلم والتكنولوجويا لنقرأ عن الخير، سوف نتيقن بأنه لا يكتب لنا إلا الخير.
اضافةتعليق
التعليقات