قرار الولوج في هذا العالم يواجه كثيرا من التحديات، فبين مزاياه وعيوبه يقف أي فرد مترددا قليلا قبل إتخاذه ففيه تتداخل العوائل وتُشْرِقُ الروحُ على روحٍ أخرى، عالم من المشاركات التي لا بد منها: الأرواح، الأحلام، الرغبات، الأهداف، العمر، التربية، الاسم، وإلى ما لا يحصى.
كل ذلك وأكثر تحت مسمى الزواج، عالمٌ وردي تتحول أيامه يوما بعد يوم إلى أغمق ثم أحيانا تتحول إلى الرمادي وقد تصل إلى السواد حتى إذ لم تحافظ على لونها الأول.
كيف نحافظ على ذلك اللون؟
سؤال كلما طرحته تنهال الأجوبة بتحديد عمر الزوجين ونبذ الزواج المبكر، وأن يختار كل شخص ما يلائم أوضاعه المادية أو الاسم وغيرها مما سمعه العقل وقرر أن يتقبله شريطة الاحتجاج، فوضعَ مجموعة من التناقضات أمامه عله يصل إلى الجواب الأمثل لذلك.
فافترضَ أن يكون العمر المناسب للزواج ثمانية عشر عاما وقبل ذلك هو زواج فاشل، قابلها بنقطة من الواقع هناك يتزوجون وهم بالثلاثين من العمر ويفشلون، وهناك من تزوج قبل ذلك وتوّجَ زواجه بالنجاح.
ثم انتقلَ إلى القضية العظمى الزواج المبكر التي وقفتْ ضدها مواقع التواصل والأفلام والعديد من القوانين وغيرها من الأمور ولو نزلنا الآن إلى الشارع تجد ٩٩،٩ كنسبة الديتول الإعلانية ضد الزواج المبكر، ولو عدنا للواقع نجد أغلب أمهاتنا وجدّاتنا تزوجوا قبل الخمسة عشر عاما ومنهم من أكمل الطريق ومنهم من فشل.
هنا وقف العقل حاكما وبسهولة جداً وصرّح عن تدخله بالأمر.
فكان الحكم أنه لا فضل بتقدم العمر فهو يتقدم على العاقل والمجنون وعلى الصحيح والعليل وعقارب الساعة لم تتوقف يوما فلا يعتبر التقدم بالعمر إنجازا مهما، جميعنا نتقدم عمرا لكن المهم أن نقود العقل معنا لا نتركه ورائنا مستمسكا بنظريات ومفاهيم خاطئة.
في الحقيقة لا يوجد عمر مناسب للزواج هناك عقل مناسب للزواج، على العائلة أن تُعد رجلا صالح للزواج وامرأة أيضا قادرة على أن تفهم ماهية الزواج ومسؤولياته وما عليها من حقوق ولها من واجبات وكذلك الرجل.
وتعليمها الأسس الصحيحة لبناء عائلة متكاملة الأركان، أي فتاة وفتى يستطيع إدراك وفهم معطيات الزواج يكون صالحاً حتى وإن كان في سن صغيرة، الآن نستطيع أن نقدم فتاتين على سبيل المثال للزواج إحداهما فتاة في العشرين والأخرى ثلاثة عشر، ذات الثلاثة عشر تربتْ وسط عائلة غذتها بما تحتاجه في حياتها الزوجية والأخرى لم تلقَ تلك التغذية فمن البديهي أن ينجح زواج الصغيرة مقابل فشل زواج الأخرى، في الوقت الذي يقف الناس أمام الزواج المبكر ورفع الشعارات وغيرها، فلنربي عقلا واعيا يستطيع أن يحتوي الطرف المقابل ما إن حدث أي شرخ في العلاقة، قادرا على تفهم إختلاف التنشئة، معالجا ذكيا للأمور، قادرا على معالجة الأخطاء في سلوك الآخر من دون إشعاره، محافظا على لون حياته الزهري.
تلك العلاقة لا تصبح تكاملية مالم ترافقها مودة وإرادة لصنع حياة صحيحة وإهداء جيل قادر على قيادة نفسه والمجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات