في عصر اندمجت فيه الثقافات وتغيرت المفاهيم وأصبحت دعاوى الحرية والإستقلال الفردي مع ارتفاع التعليم والثقافة هي صاحبة الصوت الأعلى في المجتمع.
لذلك نرى في عصرنا الحديث حالة من التنمر وانتشار دعاوى التحدي والكراهية بين الجنسين من الشباب والبنات وأيضا كثرة الفشل الزواجي وهو ما يتنافر مع الطبيعة وسنن الله في الكون!.
وأصبح أبغض الحلال إلى الله الطلاق مباحاً في أبسط الخلافات الزوجية والتي قد تُعد من التفاهات..
حسنا لن أناقش أسبابا موجودة منذ القدم مثل تدخل الأهل في العلاقة الزوجية أو إهمال الزوجة، أو الحالة المادية التي يتخذ الكثير منها عكازة في الفشل، ووو..
فهي أمور لم تتغير ولكن تغيرت طريقة التعامل معها فكأن الفشل والكراهية والنفور السبب الأول في اختلاف التربية وضعف مستواها الخلقي وبسبب ارتفاع الرفاهية والتقدم التكنولوجي والأنفتاح اللا محدود في العالم فأصبح من السهل أن تكلم شخصا في أقاصي الأرض من خلال شاشة الهاتف المحمول.. ومن الأسباب الأخرى هي أيضا تعلم الشاب والفتاة عدم تحمل المسؤولية وإلقاء مخلفات العصر الحديث بظلاله على الشخصيات... فكل شيء متاح وسهل واختفت الصعوبة وفقد الكفاح معناه القديم فأصبح التخلي، والترك سهلا حتى لو كان الضحية طفل وليد.
وهكذا ينشأ مثل هذا الطفل الفاقد لجو الأسرة الآمن، ينشأ مشوها نفسيا وأمثاله كثيرون وتدور العجلة ويكبر الطفل ويتزوج وهكذا من فشل إلى فشل أكثر وربما يعيش هذا الطفل الانسان حياة زوجية بلا فشل ولكنها ليست غالبا حياة صحيحة متزنة، إن نواة المجتمع وهي الأسرة في تدهور مستمر بسبب ماذكرته سالفا فما هو الحل اذن؟!
توجيه النصح والإرشاد للشباب المقبلين على الزواج وهي عادات بدأت تندثر.. فقد كانت النصيحة والارشاد الأسري يسري في العائلة من الجدة ثم الأم فالخالة فالعمة وبعض الأحيان حتى من كبار السن من جار أو صديق وتشجيع الشباب على أخذ دورهم في المجتمع لكي ينتقل من مرحلة الطفولة إلى عالم النضج والأعتماد على النفس، حتى كان الشاب يشجع على العمل، أو تعويده على الجلوس في (المضايف) ويخاطب كرجل (أنت أصبحت رجلاً)، بل يحرص الآباء على إكتساب أبنائهم بعض المهارات مثل حمل السلاح والرماية، والسباحة، أما الآن أصبح أغلبية الشباب يفضل العزلة وتصفح مواقع التواصل الإجتماعي حتى بوجود الضيوف..
وكذلك الفتاة تسليمها دورها كسيدة بعد البلوغ لا كما نلاحظ الآن ظاهرة عند بعض الفتيات تعيش مرحلة الطفولة وهي شابة يافعة وهذه الظاهرة تقع على عاتق الأهل، يجب تعريف كلا من الشاب والفتاة ما عليهم من مهام وواجبات.
حسناً، عزيزي المقبل على الزواج من كلا الجنسين هناك أمور يجب مراعاتها وبعدها أقبل على حياتك متأملا السعادة وتوكل على الله فلا يجب أن نستسلم للنظرة التشاؤمية والخير والفضيلة لازالا موجودين فقط تحرى الآتي:
-ابحث عن التربية الحسنة المتزنة، وعن الالتزام الديني وحسن الخلق هو الدين في معناه الصحيح ويصاحبه في الانسان خلق متميز، إذن ابحث عن شريك يعلم القيم والمبادئ ويحمل ضميرا متيقظا ولا تتزوج لمجرد الزواج ولكن ابحث عمن تتوافق معه نفسيا وروحيا فهذا الشريك ستقابله طوال عمرك وليس مؤقتا في حياتك والأمر يستحق عناء التدقيق.
- تقارب المستوى الثقافي والبيئي وأيضا المادي والعمري هي أمور مهمه لتحقيق أكبر تشابه بين الشريكين وتقليل الإختلاف وبالتالي التصادم الزوجي.
-التعامل بمبادئ الأديان السماوية وكلها تدعو للمودة والرحمة ونبذ الأنانية بين الزوجين.
-اعلم أن شريكك انسان يحتاج منك الاحتواء والصداقة والحب، فالزواج ليس مشروعا لإنجاب الأطفال بل هو أولا مودة ورحمة واستقرار.
-الثقافه الجنسية هامه جدا للطرفين والجهل بها قد يكون سببا في هدم الكثير من البيوت.
-على الطرفين أن يتعلما معنى تحمل المسؤولية، فالزواج مشروع يحتاج للمثابرة والجهد لإنجاحه.. إنه ليس تسلية أو مجرد تحرر من قيود الآباء والأمهات، فاختر في شريكك من يفهم هذا المعنى ولا يستسهل التخلي من أول جولة في معركة وتحديات الحياة.
اضافةتعليق
التعليقات