تبكي الأنثى على قلبها وعلى مازرعت من خير ولكن تحولت إلى رماد بين ليلة وضحاها لذلك قيل عنها إنها صديقة السهر، سيدة الحب، حاملة الوجع وتاجٌ للصبر ولكن أحيانا هذا التاج يصبح سبب وجع الرأس.
ويتحول هذا الصبر إلى واجب يتوجب عليها أن تتحلى به ويُتوقع منها أن تصبر على الدوام،احيانا تصبر من الناحية المادية ويتعلم الزوج بأنها قنوعة ويظلمها واحيانا تفعل مافي وسعه ويتوقع منها المزيد.
ولكن عندما تكبر لا تملك صحتها السابقة ولا تستطيع ان تكون مثل قبل من حيث القوة والخدمة بل تتغير وتكون أقل تحملاً من الناحية الجسدية لذلك كان لموقع بشرى حياة جولة استطلاعية حول هذا الموضوع..
متى يصبح صبر الزوجة وحسن معاملتها الى فرض واجب عليها ويُتوقع منها أكثر فأكثر؟
كل المشاكل من هذا القلب (المشرشح) هكذا قالت السيدة نرجس الرضوي:
اغلب مشاكلنا من هذا القلب (المشرشح) يعني طيبتنا الزائدة سبب مشاكلنا لذلك الرجل أصبح لا يحسب حساب للمرأة يقول ترضى بسرعة واذا وصل حدها بالصبر وانزعجت فيعتبر الرجل هذا ليس من حقها وينصدم لانه تعود لسنوات كثيرة أن تكون زوجته ساكتة وراضية بكل شيء فينصدم فجأة لأنها أصبحت تدافع عن حقوقها.
وهذا كله على حساب صحتها! خصوصا اذا كان لديها اطفال تتعب بتربيتهم ومشاكلهم ومن جهة البيت وعمل الرجل وهي من يجب ان تتحمل طلباته وتصبر فتصل لحد الانفجار وبسبب الرجال تتصرف تصرفات هي غير راضية عنها ولكن يجبرها الرجل أن تفعلها.
أما ام محمد فقالت:
كوجهة نظر شخصية لا اعلم بالحكم شرعي، إن العلاقة مقدسة بين الزوجين بكل معاني المحبة والمودة قائمة على حلم المرأة وتوفيق الله لها بذلك وكانت نظرتها لهذا الزوج بما تسعى فيه لرضا الله في كل صغيرة وكبيرة وان رأت شيء تكرهه دون أن تنتظر التقدير لرجائها فرضا الله قبل كل شيء وسترى ولو بعد حين (من الدهر) سترى أن عافيتها خير، هنا هي من ترى وتقدر أهمية الصبر وانه واجب وليس أمر يتدمر منه كل حين، الصبر بمعناه الحقيقي لا يصل إليه الا ذو حظ عظيم (وجهة نظر).
اذا كانت تترقب ظهور النتيجة بين الحين والآخر فهنا ليس صبر بل قد نسميه تحمل وان أتحمل أمر ما انتظر رده بعد حين، لكن ان اصبر فربما الفرج بعيد حتى وان ظلمها الرجل لصبرها عليه ماديا، تأكدوا عاقبة الظلم تراه في الدنيا قبل الآخرة.
ونرى القصص كثيرة حولنا من هذا القبيل، ان المرأة الصبورة تكبر ويكبر صبرها وايمانها بقوة معها لا ارى اي فرض ووجوب على صبرها وحسن معاملتها لزوجها هكذا قالت فاطمة الأسدي،
فالصبر وحسن المعاملة هذه نتيجة على قوة أواصر المحبة بينهما...
ولا يمكن أن يُتوقع منها الأكثر فالأكثر لانه كل ما تفعله ينبع من ذاتها وحبها لحياتها...
عندما ترى ان هناك نتائج ايجابية في صبرها وتحملها عليها ان تسعى اكثر.. وان لم ترى اي تغيير عليها ان تحل المشكلة بعدة طرق منها الحوار والتفاهم والاتفاقات وغيرها..
"تدمرت بسبب صبري": قالت سارة الكاظمين إنني لم أعرف معنى الصبر ولا أعرف كيف أتعامل فاختلط الأمر لدي، لذلك خسرت زوجي وكل شيء وفي النهاية أصبحت الخسارة الكبرى من نصيبي حيث فقدت كل شيء، فالمرأة تنسى نفسها أحياناً ليعيش الزوج بسلام ويصبح الصبر في غير موضعه ومذموماً، فالصبر على الظلم وعلى المعصية لا يُوصّى به ولكن كثير من النساء تصبر كي تنال رضا الزوج ولكن تفقد كل شيء!.
أما رأي الأخصائية في العلاقات الأسرية منى أمير: الصبر مفتاح السعادة والفرج ولابد أن يذوق الإنسان طعم الفرح بعد الألم، الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: إن بعد العسر يسر. لابد وأن يرى الانسان نتيجة صبره وتحمله، ولكن تشكو بعض النساء من سوء تعامل الزوج حيث إنها تصبر مع الزوج في الأيام الصعبة ولكن ينسى الزوج هذه المثابرة ويعاملها بقسوة أو يتوقع منها أن ترضى بالقليل على الدوام ولا تتفوه بكلمة أبداً، وهو بالمقابل يصرف الأموال في مكان آخر وأحياناً لإمرأة أخرى ويظلم هذه الزوجة الصبورة القانعة، لذلك جميل أن تعرف المرأة كيفية الاعتدال في تصرفاتها وتتحلى بالوسطية كي لا تَحرِق ولا تُحترق، بالتأكيد الصبر مفتاح الفرج ربما ينسى الزوج صبر الزوجة وإيثارها ولكن لا يضيع عند الله الودائع والله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين وأعدل العادلين، الوسطية هو العدل والخيار، وهو أحسن الأمور وأفضلها وأنفعها للناس وأجملها، كما تعرّف على أنّها الاعتدال في كلّ أمور الحياة ومنهاجها وتصوراتها ومواقفها فالوسطية جماع الفضائل.
الإعتدال هو سلامة الأمور يعني لا يسرف الإنسان في حب أو كره الآخرين، العلاقات معرضة للمد والجزر لذلك يجب أن يراعي الانسان وأن يعرف كيف يتعامل كي لا يتأسف في المستقبل، فالمرأة التي تعتدل في تصرفاتها مع زوجها ومع الآخرين سوف تصون نفسها عن الصدمات، جميل أن نعرف أن الإعتدال لا يعني الاندفاع في التفاني ولا الاندفاع في الأنانية "ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا"، قال امير المؤمنين علي عليه السلام: لا تكن يابساً فتكسر ولا لينا فتعصر.
اضافةتعليق
التعليقات