الزواج مؤسسة مشتركة بين الرجل والمرأة، وهذه الشراكة يجب أن تكون مبنية على الاحترام وعدم التكبر وتسلط أحدهما على الأخر.
فالتكبر يُذهب بالحب بين الطرفين ويتولد شعور عند الآخر وكأن الشريك يمتلكه.
المتكبر: إنسان يشعر بالنقص فيريد أن يُكمل نقصه هذا بتكبره، فهو تعويض لنقص ما عند هذا الشخص.
وإن لظاهرة تكبر المرأة وتسلطها على الزوج في المجتمع آثار سلبية، وهي آفة من آفات العصر الحديث..
والأمور التي تؤدي لهذا التسلط هي :
أن يختار الرجل زوجة أعلى منه شأناً أو أرفع منه منزلة، أو أكثر منه مالاً، فتقوم باستغلال وظيفتها، أو حسبها في اذلال زوجها والترفع عليه، وحينها يشعر الزوج بضعفه أمامها فيستضعف نفسه ويقنع معها بما تفرضه عليه .
أو قد تكون البيئة التي نشأت وسطها سبباً في أن تكون فيما بعد زوجة متسلطة، وقد تكون اعتادت أن تكون صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في بيت والدها.
أو قد يكون السبب صديقات السوء. إذ لصديقات السوء دوراً كبيراً في أن تكون الزوجة مُتسلطة، فدائماً تُحفز هذه الصديقة السيئة الزوجة للتمرد على زوجها وعصيانه.
لطالما اعتمد الزواج الناجح على التوافق بين الرجل والمرأة من الناحية الاقتصادية والمستوى الثقافي.
ولكن قد توجد بعض الزيجات توجد فيها بعض الفروقات أما من الناحية المادية أو المستوى الثقافي وتُكون أُسر ناجحة وأكثر أستقراراً، مبنية على الود والتفاهم.
وبما أن الحياة الزوجية تقوم على المشاركة في المسؤوليات، والقرارات، وليس على تسلط أحد الطرفين على الآخر.
وهذه الشراكة يجب أن تكون مبنية على التفاهم وتقدير أحدهما للآخر، وعدم التسلط وتكبر أحدهما على الأخر، اذن يجب عليهما ايجاد الحلول للمشاكل التي تواجهما بأن تكون هناك تنازلات من كلا الطرفين :
فيجب على الزوج أن يكون قدوة حسنة ومستقراً لأهله عادلاً وسطاً بين اللين والشدة اتجاه أسرته، ليناً في المواقف التي تتطلب اللين، وحازماً في المواقف التي تتطلب الحزم.
وأن يعالج الامور بينهما بالحكمة والاستعانة بالله سبحانه وتعالى.
وأن تكون المرأة هي المبادرة في تقبل هذه الحلول، ويجب أن يشعر الزوج بتواضعها حتى لو كان مستواها الثقافي، أو المالي أعلى من الزوج.
لأن هذه الظاهرة لها مردود سلبي حتى على أفراد الأسرة، وقد يكون لها تأثير سلبي على ديمومة العلاقة الزوجية فينتهي بهم المطاف الى الطلاق. مما يؤثر على تفكك الأسرة بصورة خاصة وعلى المجتمع بصورة عامة.
يجب على المرأة المسلمة أن تتحلى بصفات المرأة المؤمنة التي يفرض عليها الاسلام طاعة واحترام الزوج.. فتتخذ من نهج وصفات نساء أهل البيت وتجعلهم قدوة لها في جميع شؤونها سواء في تعاملها مع الزوج أو مع الأهل؛ وخاصة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.
لقد كانت نِعم الزوجة المُطيعة لزوجها الامام علي (عليه السلام). أدارت شؤون البيت، عملت حتى مجُلت يداها، بالرغم من انها بنت أفضل الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم(.
فحياة الامام علي والسيدة فاطمة عليهما السلام مثالاً للحياة الزوجية الكريمة، لقد كان الامام علي (عليه السلام) يُساعد فاطمة الزهراء عليها السلام في أعمال المنزل وكانت فاطمة تُعينه وبرؤيتها تدخل الفرحة إلى قلبه .
اذن الحياة الزوجية هي اندماج لحياتين لتصبح حياة مشتركة، حياة موحدة.
لقد نهى النبي - صلى الله عليه وآله وُسلم- عن الزواج بذات المال، والجمال والحسب والنسب. وأمر بالزواج من ذات الدين، حتى تقوم بحقوق الزوج وواجباته، وتعرف قدر زوجها.
يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تَربت يداك.."
بالتالي التسلط صفة مذمومة وقبيحة وغير مقبولة، والمقبول أن يأخذ كل انسان دوره في الحياة سواء في بيت الأهل أو في بيت الزوجية.
اضافةتعليق
التعليقات