خلق الله البشر وغرس في نفوسهم المشاعر وميزهم عن غيرهم من المخلوقات بإدارتهم لها وتحكمهم بدرجاتها من خلال العقل، ومن بين المشاعر الكثيرة التي وهبنا الله إياها (الاحساس بالحب) وقد ذكر الحب في 76 آية من القرآن الكريم بين اثبات ونفي..
الحب هو شعور ايجابي وحالات عاطفية وعقلية قوية التأثير، تتراوح هذه المشاعر من أسمى الأخلاق الفاضلة إلى أبسط العادات اليوميَّة الجيدة، والمثال على اختلاف وتنوُّع هذه المشاعر أنَّ حب الأم يختلف عن حب الزوج ويختلف عن حب الطعام، ولكن بشكل عام يشير الحب إلى شعور الانجذاب القوي والتعلُّق العاطفي.
أحياناً يعبِّر الحب عن الفضائل الإنسانيَّة التي تتمثَّل بالتعامل الحسن ومشاعر الإيثار والغيريَّة والعمل على سعادة الآخر..
يعدّ الحب بأشكاله المختلفة أساس العلاقات الشخصية بين البشر بسبب أهميته النفسية، فالحب بشكل عام احساس ايجابي ينعكس على أفعالنا وسلوكياتنا ايجابيا، يلوّن الأشياء من حولنا بألوان السعادة والجمال ولو أننا سخرنا مشاعرنا بالشكل الصحيح فإننا نحقق ما يصعب تحققه مع مشاعر مغايرة من أجل من نحب، وما نحب، بإرادة الحب..
مشاعر الحب تجاه بعضنا البعض متنوعة، ومتفاوتة، وقابلة للزيادة والنقصان، كما أنها تختلف من شخص لأخر؛ فقد يحب أحدنا فيترجم مشاعره على أقوال كالشعر، والغزل، وكلمات الحب والاعجاب، وقد يذهب آخرون أبعد بأفعالهم فيسعون لإرضاء وطاعة الحبيب.
وقد تكون على هيئة حرص شديد أو غيرة مفرطة، وقد يحاول البعض اخفاء الشعور بالحب بشيء من القسوة والعصبية وقد يظهر أحدهم مشاعره بوقت الشدة والحاجة لها، وقد يفعل البعض وقد انتهى كل شيء ولم يعد من داعي لها وقد حل محلها مشاعر تتناقض والحب.
ماذا تعرف عن الحب؟
سؤال طرحناه على بعض الشباب فكانت أجوبتهم متباينة، علي/ 31 عام وعن السؤال: الحب كذبة كبيرة ووهم لا وجود له على الإطلاق إنما هو مجرد حب الذات وتبادل المصالح!.
احمد/ 20 عام وبعد السؤال: الحب سر الوجود وبه ديمومة الحياة الاجتماعية وتقويتها ومن دون الحب لا نكهة للحياة.
سرى البالغة من العمر 25 عام كان لها جواب مغاير قالت: من أصدق مشاعر الحب هو حب الأم لأولادها فهي تحبهم رغم ما يتسببون لها من عناء وتعب.
عبير/ 18 عام: بأفعالنا يمكن أن ينمو الحب ويكبر، ويثمر، ويمكن أن يتلاشى ويصبح رماد.
إن من مصاديق الحب الحقيقي قولا وفعلا حب علي وفاطمة (عليهما السلام) الذي لم يسلط الضوء عليه لأنه حب مشروع فعادة ما يخلد ويؤرخ الحب المحرم والعشق الممنوع، لصرف الشباب إلى المحرمات وكأن الحب لايمكن أن يكون بين الأزواج، تقول الحكمة؛ (السعيد من كانت زوجته حبيبته).
نرى الشباب مشغولين يبحثون عن الحب خارج بيوتهم، بينما الامام علي (عليه السلام) اتخذ من زوجته حبيبة واتخذته فاطمة (عليها السلام) حبيبا، وهو ما ترجمه الإمام في شهادته بحبه لابنة رسول الله (صلى الله عليه واله) حينما قال عليه السلام (والله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمرا، لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان).
فكتب فيها الأشعار الغزلية فهي الحبيبة التي شغف بها وتعلق بها بعد زواجه منها، دخل عليها ذات مرة فوجدها تتسوك وتضعه في فمها فأنشد يقول (سلام الله عليه):
حظيت يا عود الأراكِ بثغرها
أما خفت يا عود الأراك أراكَ
لو كنت من أهـل القتال قتلتك
ما فـاز منـي يا سِواكُ سِواكَ
وظل سلام الله عليه وفيا لحبها حتى بعد شهادتها ورثاها بأبيات من الشعر وبكى عليها وظل حزينا عليها حتى آخر عمره الشريف كما في روايات كثيرة..
إن من أجمل المشاعر الصادقة هي التي تكون مشروعة لا تلوثها المحرمات، حري بالشباب أن يتخذوا علي وفاطمة قدوة لهم في حياتهم.
اضافةتعليق
التعليقات