لم تأخذها الرأفة فيما أكنته في القيام بما يجوب في خاطرها، تسلحت بأنانيتها وقد غطى الحقد ما تبقى من بصيرتها فتسللتْ ليلا لتعمق النظر في نقطةٍ قد سلبت لبة عقلها قبل قلبها، توجهتْ تدب في الغرفة التي انبثق منها أول شعور بالألفة فيها، غادرت ذكرياتها واتسمتْ بالغل بخوف، تقربت من ذلك السلاح وهي تعيد العبارة الأخيرة التي سمعتها: (أنا زوجته وانت تلك البائسة التي زوجوها له عنوة)، خطوتان كان العقل مجازا فيها وهيمن عليها الجنون، نظرة أخيرة له والنظرة التي تبعتها والدماء مزينة لفرشتها فلقد أنهته وانتهت معه سنينها.
جاءت الشريعة الاسلامية متكاملة في جميع جوانبها حيث إنها لم تترك مشكلة دون حل ولم تهمل جانب دون علاج ومن ميزتها أنها صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان، ولم تقتصر على زمن محدد، ومن الأمور التي ذكرتها الشريعة وأشار اليها في كتابه هي تعدد الزوجات، وتعتبر ممارسة تقوم على تزوج الرجل بأكثر من امرأة في وقت واحد.
تعدد الزوجات جائز في بضعة أديان مثل الإسلام وبعض الطوائف المسيحية مثل المورمونية في حين تبيح قوانين بعض الدول تعدد الزوجات فإنه ممنوع في دول أخرى وأحياناً قد تصل العقوبة للسجن.
يختلف العدد المسموح به من الزوجات من ثقافة لأخرى. كما يختلف انتشار تعدد الزوجات حول العالم بحسب الثقافة والمفاهيم التقليدية السائدة، وتنتشر هذه الممارسة في القارة الأفريقية أكثر من أي قارة أخرى خصوصاً في منطقة غرب أفريقيا.
وقد وضحت هذا المفهوم الآية الاتية فقال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}.
قد بينت الآية أن بامكان الرجل أن يتزوج أكثر من زوجة في آن واحد شرط ألا يتعدى الأربعة إلا في حالة موت إحدى الزوجات أو طلق احداهن.
أما الغاية من التعدد فهي تعتبر وسيلة لتكثير النسل وذلك بعض الرجال يفضلون أن يكون لهم الكثير من الأولاد والبنات وقد لا يستطيع أن يحصل عليهم بسبب المرض أو العقم الذي قد يصيب زوجته وبهذا يكون له الحق بأن يتزوج ويحقق رغبته دون أن يطلق الأولى.
وأيضاً وسيلة للقضاء على العنوسة، ونحن اليوم تتغلب أعداد النساء على الرجال فإن من شأن الزواج أن يحفظ المرأة من الضياع والانحراف وبطبيعة الحال فان المرأة تحتاج لمن يعيلها ويسترها.
وكذلك للحفاظ على الرجل من سلك طريق الحرام بسبب الشهوة المفرطة التي يعاني منها.
ولكن هذا الزواج يحتوي على شروط لتحقيقه:
1.العدل: أن يحقق عدالة بين زوجاته ولا يميل لواحدة دون أخرى لأن المرأة بطبيعة الحال لها كيانها الخاص وفي حال الاهمال والتقصير في حقها فإن ذلك يسبب تجريحها.
2.القدرة على الانفاق: عند تفكير الرجل في الزواج بامرأة اخرى قد يقف أمامه عقبه الوضع المادي الذي قد يحرم الزوجة من توفير حقوقها وإن ذلك لا يجعله سعيدا بل سيزيد من معاناته.
3.عدم الجمع بين الزوحة وأختها: لأن ذلك يسبب مشاكل وقطع الأرحام.
لذلك علينا أن لا ننظر إلى تعدد الزوجات بعين الأنانية المسيطرة على فطرتنا التي قد تحملنا إثم دون علمنا لأنه حق وقد ذكره الله تعالى في كتابه ووضع له قواعد وأسباب.
اضافةتعليق
التعليقات