هل قابلتِ يوماً فتاة تتفاخر بهاتفها الجديد لأنه أحدث إصدار لماركة شهيرة؟
وهل رأيتِ بالمقابل من تخجل من هاتفها لأنه قديم أو إمكاناته قليلة؟
غالباً رأيت الأثنتين, ورأيت أيضاً من تسخر من أخرى بسبب هاتفها, وكأن الهاتف هو الذي حدد قيمة الإنسان.
هؤلاء يا فتاتي الحبيبة لا يُقدرون قيمة الحياة ولا الإنسان إلا بمنظور مادي بحت, فيخسرون الكثير جداً من الأشياء القيمة.
عندما ينظرون لشخص فإنهم لا يقيمون مواهبه وشخصيته وطريقته وأخلاقه, وإنما راتبه ومحل سكنه ونوع سيارته وهاتفه.
تخيلي فتاة بهذه الطريقة في التفكير كيف ستختار أو تقبل الخاطب؟.. ستبحث عن كل الأشياء المادية, ستهتم بمركزه المالي والاجتماعي وفخامة أغراضة لتتباهى به كما تتباهى بأشيائها, ولكن الصدمة أن كل هذه الأشياء لن تفيدها في حياتها الزوجية..
فما فائدة المال إذا كان الزوج بخيلاً؟
وما فائدة السيارة الفارهة إذا كان مشغولاً دوماً وأنانياً؟
وما فائدة المنزل الفاخر ومحل الإقامة العالي المستوى إذا كان الرجل داخل البيت قاسي القلب وجارح؟
الطيور على أشكالها تقع يا عزيزتي, فإذا كنتِ ممن يخجلون من أغراضهم الرخيصة الثمن, وتنبهرين بالأشخاص من مظهرهم الدال على الثراء, فإنكِ غالباً ستلتقين بمن يفكر بهذه الطريقة.
لذا حرري نفسكِ سريعاً من هذه الطريقة في التفكير, وابدئي من اليوم في الإحساس بالناس بجوهرهم, فإن المظاهر كثيراً ما تكون خدّاعة.
روعة الحياة في أن تدركِ حقيقتها, فكم من أشخاص يبدو عليهم الفقر لكن قلوبهم غنية جداً بالحب والعطاء, والعكس صحيح.
ليست الوظيفة الأفضل هي ذات الراتب الأعلى, فقد ترهقكِ نفسياً وجسدياً ولا تحققين من خلالها ذاتكِ.
وليس الزوج الأفضل هو الأغنى أو الأكثر أناقة, فقد يكون مغروراً تافهاً.
وليس المسكن الأفضل هو الأفخم والأغلى, فقد يكون موحشاً ومرهقاً بجيران سيئين وتنسيق غير مريح.
ولا يعني هذا أن المال سيء, أو أن الغنى والأناقة والفخامة هي أمور تدل على السطحية والسوء من الداخل, لا ليس هذا صحيحاً على الإطلاق.
وإنما يعني أن نرتب أولويات تفكيرنا, فننظر إلى جوهر الأشياء أولاً, ونبحث عن القيم الحقيقية الهامة أولاً, ولا نحكم على حياتنا ولا حياة الاخرين من ماركات الهواتف, وموديلات السيارات, وبيوت الازياء, ومتاجر الاثاث.
أوصانا نبينا الكريم بقبول الخاطب الذي نرتضي خلقه ودينه فهما ما سيصحبانه لبقية حياته غالباً, أما الثياب والعطور والاموال والهواتف فإنها ستتغير كثيراً.
اضافةتعليق
التعليقات