يتجه الكثير من الشباب وخصوصا في عمر المراهقة في مختلف المجتمعات للأعتقاد أنهم بمجرد مسك السيجارة فقد اكتملت رجولتهم.. أما البقية فيعتبرون السيجارة هي المنفذ للتخلص من أحزانهم وللتعبير عن فرحهم.
ما هو التدخين؟
التدخين أو التسمم الكيميائي هو استنشاق الدخان الناتج من احتراق التبغ لاشباع الادمان الجسدي على بعض المواد الكيميائية ومنها النيكوتين وهو من العادات السيئة التي تحدث أضرارا فردية وجماعية.(1)
كما ويُعَرف التبغ بأنه محصول زراعي يتكون بشكلٍ أساسي من مادة النيكوتين المنبهة و4000 مادة أُخرى منها 2000 مادة سامة، بحيث يسبب استنشاقها اضطراباتٍ كيميائية وعصبية، بالإضافة لتقليل ضغط الدم وحاستي الشم والتذوق. ويدخل التبغ في صناعة السيجار والمعسّل، أو قد يقوم البعض بمضغه.(2)
تاريخ التدخين.. وسبب انتشاره
يعود تاريخ تدخين التبغ إلى افراد قبائل المايا الذين نقلوه إلى الهنود في شمال امريكا فاستخدموه في طقوسهم الدينية وأطلقوا عليه اسم (يلت).. اكتشف الرحالة كريستوف كولومبوس التبغ عام 1492م في امريكا حيث كانت قبائل (الأراواك) الكاريبية تدخنه ضمن أنبوب اطلق عليه اسم (توباغو).
انتشر التبغ على يد البرتغاليين والاسبان في معظم الدول حول العالم أما في فرنسا فقد دخل التبغ عن طريق الدبلوماسي (جان نيكوت) عام 1556م وإليه يرجع تسميه مادة النيكوتين.. في النصف الثاني من القرن السادس عشر وصل التبغ إلى الصين واليابان وغرب افريقيا وانتشرت زراعته في جميع أنحاء العالم خلال القرن السابع عشر.
طرق استهلاك التبغ.. وموقف الحكومات
يستهلك التبغ بشكل سجائر وغليون ونرجيلة أو على شكل نشوق ومضغة.. توجد حملات دولية ومحلية للتحذير من أضرار التدخين وقد فرضت بعض الدول قوانين صارمة لحماية المواطنين من أضرار التدخين والمتمثلة ب( السرطان الرئوي, تصلب الشرايين, أمراض القلب, ارتفاع ضغط الدم, السعال المزمن, ويقلل الخصوبة عند الرجل والمرأة) رغم أن هذه التحذيرات مطبوعة على غلاف كل علب السجائر إلا أننا نجد أن المدخنين في زيادة حول العالم حيث بلغ عدد المدخنين في آخر احصائية مليار مدخن حسب احصائية اجرتها منظمة الصحة العالمية.
التدخين في العراق أرقام مخيفة
اعلنت منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي عن ارتفاع نسبة المدخنين في العراق إلى نحو سبعة ملايين ونصف المليون مدخن وان حجم الاستهلاك السنوي قد وصل إلى ما يقارب المليار علبة سجائر أي بواقع 1200 سيجارة لكل فرد وهذا مما لاشك فيه يشير إلى خطر يحدق بالواقع الصحي والاقتصادي والبشري حيث أن ربع الشعب العراقي هو من المدخنين الفعليين أما المتبقين فهم من المدخنين السلبيين الذين يستنشقون دخان المدخنين مجبرين.
ورغم سن القوانين التي تمنع المدخنين من التدخين في الأماكن العامة ومنع المتاجر من البيع للأحداث أو صغار السن وكذلك يمنع الترويج للتدخين بأي شكل من الأشكال وقد نشر هذا القانون الذي كان يتوجب تطبيقه في جريدة الوقائع بالعدد (4234) في 2 نيسان 2012 ولكن ها نحن الآن في العام 2019 ولم يتم تطبيق هذا القانون شأنه شأن الكثير من القوانين التي سنت ثم نسيت.
فما زلنا نرى المراهقين وحتى دون سن المراهقة في المقاهي يدخنون الشيشة (الأرجيلة) وفي الأزقة وهم يحاولون اخفاء السيجارة عن أبويهم معتقدين بل موقنين أنهم بذلك يتخلصون من هموم الدنيا وقهرها (وهو أمر غير مفهوم فما هو القهر الذي يصيب هذه الفئة)؟.
أما الفئة الأخرى فقد كونت اعتقاد مبني على الجهل وانعدام الثقافة الصحية، فهم يعتقدون أنهم بالتدخين يصبحوا رجالا دون علمهم أنه سبب في خور قواهم وتهالك صحتهم ويصبحوا بعيدين كل البعد عن الرجولة، إذا حسبت من جهة القوة والشجاعة!.
اضافةتعليق
التعليقات