خروج المرأة للعمل في الآونة الأخيرة ولد ارباكا وتذبذبا في العلاقات الزوجية ولكي يعرف كلا الزوجين كيفية التعامل الصحيح ارتأى نادي اصدقاء الكتاب مناقشة كتاب مابعد المريخ والزهرة لمؤلفه جون جراي في اجتماعه الشهري في مقر جمعية المودة والازدهار النسوية.
منذ عقدين أحدث كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة ثورة في طريقة تفكيرنا حول الحب والشراكة.
لقد ساعد عمل المؤلف جون جراي عدداً لايحصى من القراء على تحسين بل وانقاذ علاقتهم، ولكن مع تطور المجتمع تتطور العلاقات ايضاً وقد حان الانتقال الى مابعد المريخ والزهرة للوصول إلى نموذج علاقات جديدة للأزواج العصريين.
اليوم، لم يعد الرجال والنساء مُحاصرين بأدوار اجتماعية جامدة فالآن أكثر من أي وقت مضى لدينا الحرية لكي نتصرف وفقاً لشخصياتنا الحقيقية..
ولكن يظل الرجال والنساء بحاجة الى ادوات واستراتيجيات مناسبة للمساعدة على بناء علاقات أقوى.
فبينما تبنت الأجيال السابقة علاقات "توأم الدور" حيثُ أن هذه العلاقات هي الاكثر اشباعاً من الناحية العاطفية والتي تتطلب فهماً اعمق للاحتياجات الفردية لشركائنا، لابد لنا ايضاً أن نعلم ماذا تبنت هذه الأجيال..
في الكتاب الذي تم مناقشته يعلم جون جراي كيفية تعزيز رابطتكما وزيادة حبكما معاً بحيث تستطيع انت وشريك حياتك تلبية احتياجات بعضكما البعض بأفضل طريقة ممكنة جالبين لنفسيكما سعادة دائمة وشراكة مشبعة.
وقد اتخذ الكتاب فصولا متعددة، ومنها مابعد المريخ والزهرة، ويوضح فيها ان استيعاب اختلافاتنا من وجهة نظر ايجابية هو اساس التواصل الجيد حيث أصبح الناس في العصر الحالي أكثر قدرة على تقبل سمات الذكور والاناث على حد سواء لتكون سماتهم الشخصية أو سمات شركائهم المحتملين وذلك بعد تحررهم من التوقعات الاجتماعية التقليدية.
ولكن في العصر الحالي تم الانتقال من توأم الدور الى توأم الروح حيث إن الأزواج في العصر الحالي يتزوجون من اجل الحب ويرغبون في استمراره.
وتدعم علاقة توأم الروح الانفتاح والتعبير عن ذاتنا الفريدة، حيث تؤثر قوة الهرمونات وتوازنهما بشكل جذري على مزاج الرجل ومشاعره ومستويات طاقته وردود فعله ونمو عضلاته وقوته البدنية ودافعه وصحته..
وكذلك على مزاج المرأة ومشاعرها وعواطفها ومستويات طاقتها وردود أفعالها وشعورها بالحب والرفاهية والاحترام..
في عالمنا المعاصر المعقد أصبحت النساء تُظهر جانبهن الذكوري بحرية وأصبح الرجال يظهرون جانبهم الانثوي بحرية وتزداد الضغوط الداخلية في كلتا الحالتين.
والاختلافات تجذب وتنشىء الشغف الدائم وهذا ماينعكس باختلاف الدور ومايتعلق بالتحدي الاكبر الذي يواجهنا اليوم بتحقيق التوازن بين إظهار جانبينا الذكوري والانثوي، فهرموناتنا المختلفة هي التي تتحكم في نظام الاستجابة في عقولنا وبالتالي تتحكم في مزاجنا..
وعند الفهم الجديد للتغيرات الهرمونية لدى المرأة، فقد كان دور الرجل في العلاقة ولايزال هو منح زوجته الامان لتعثر على سعادتها..
وتهتم المرأة لمرحلة الانتقال الى "وقتنا" اي يكون من وقت الرجل الى وقت المرأة، والاعتقاد عند الرجل ان العمل الجاد من أجل الاسرة هو الدعم الكامل فيكون اقل عطاء للشغف والاهتمام.
وبعد توضيح المعاني بشكل وافٍ يختتم الكتاب بمفهوم: وهو ان المرأة تحتاج من يسمعها والرجل يحتاج الى من يقدره، فعندما يتجلى هذا المعنى تمنح سعادة المرأة الرجل معنى أكبر لحياته حيث يحتاج التقدير لتقليل الضغوط في حياته وستشعر المرأة بالحب عندما تعطي دون التفكير بانها تعطي الكثير مقابل القليل وهنا سيتوافق المريخ والزهرة..
فمع القبول الاكبر لاختلافاتنا يمكن للرجال والنساء ان يعيشوا معا في تناغم..
وقد ابدت المشتركات إعجابهن وفهم الهدف والمحتوى من الكتاب والمحافظة على جوانبهن الانثوية دائما في زمن اختلط لبعضهن ماهو مطلوب منهن في بيتهن الزوجي فباتت المشاكل وعدم الراحة هي السمة العامة في مجتماعاتنا..
وجدير بالذكر ان نادي اصدقاء الكتاب اسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف الى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات