الملكة الذكية التي تحث على ابقاء تاجها وسلطتها تبحث عن أي شيء يجعلها أقوى وأجمل من قبل، إنها لن تتكلم بسوء عن الملك أمام الآخرين، لكونها تعرف جيداً عواقب الأمور، لأنه اذا زال مُلك الْمَلِك ستخسر تاجها وسلطتها دون جدوى..
كل إمرأة هي ملكة في بيت زوجها، يجب أن تهيء الأجواء وتمهد الأمور كي تترسخ هذه الفكرة في ذاكرة الجميع ويشهد الجميع بهذا الأمر..
هنا من المفروض أن تهتم بلباقتها وإناقتها وحسن سيرتها وسريرتها، اذن ليس من صالح أية امرأة أن تتكلم ضد زوجها أمام الآخرين حتى وان كانوا من أقربائها أو أعز الأشخاص لديها لأنها تدرك استراتيجية الموقف وتعرف ان أية كلمة ضد الملك ربما تهدم أركان قصرها وحياتها الرائعة.
ايتها الملكة تمهلي قبل ان ترفعي الستائر عن سلبياته! الحياة الزوجية حساسة ولطيفة جدا وأي خدش صغير فيها ربما يكون سببا لخسائر وأضرار كبيرة لا علاج لها بعد ذلك.
كم من بيوت هُدّمت بسبب الكلام؟ كم علاقة حب انتهت بسبب الكلام؟
أيتها الملكة تذكري أي كلام ضد زوجك سيجعلك تدفعين الثمن غاليا لذلك فكري ثم فكري ثم فكري قبل أن تفتحي صندوق اسرار بيتك أمام المارة.
مما لا شك فيه ان حفظ الأسرار يؤمِّن السالك من الزلات ان كان في محلها، ويريح الضمير، ويحفظ للإنسان مكاسب حسنة، ولا يتيح لأحد فرصة للنيل من الانسان لأن الانسان يتكلم وينسى ولكن الناس ليس باستطاعتهم النسيان ويظل الكلام مترسخا في أذهانهم إلى الأبد وربما ينسى الزوجين الكلام ويعودان الى حياتهما الطبيعية ولكن بعد مرور سنوات يذكرهما أحدهم بتلك المأساة ويزلزل أركان قصرهم من جديد.
من سيئات إفشاء السر:
_إفشاء السر موجب للضغائن.
_موقع في الهاوية.
_مفرق بين الأحباء.
_مخرب للعوائل.
_مسبب في تزلزل الأمن.
لذلك يحثنا الدين المبين بالكتمان وعدم إفشاء الأسرار كما قَالَ يعقوب ليوسف عليه السلام (يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ).
وقال امير الكلام علي عليه السلام: سرك أسيرك، فإن تكلمت به صرت أسيره.
ومن وصايا العرب للعروس: ولا تفشي له سرًا، فإنك لو أفشيت سره، أوغرتِ صدره.
اذن، يا حواء حافظي على جمال قصرك وهيبة زوجك ولا تزلزلي رجولته بالكلام عليه هنا وهناك، إذا شعرتِ بأنك تحتاجين المساعدة فعليك الرجوع إلى المختصة والمستشارة الأسرية، وتذكري كل وصفة تكتبها لك أقرانك او صديقاتك إنما تُكتب وفق معايير أزواجهن وكل رجل لديه أسلوبه الخاص وصفات اخلاقية خاصة به، لذلك ارفقي بنفسك ولا تتكلمي بسوء فأنت تنسين ويذكركِ غيركِ بتلك الكلمات وتموتين قهراً من تصرفكِ هذا..
كلما ضاق صدرك ووددتِ أن تتكلمين لهذه أو تلك تذكري هذه الأشعار وحافظي على اسرارك :
إذا المرء أفشى سره بلسانهِ
ولام عليه غيره فهو أحمقُ
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسهِ
فصدر الذي يُستَودعُ السر أضيقُ..
اضافةتعليق
التعليقات