• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فرص الحياة: بين الإضاعة والإستثمار

زينب الحسيني / السبت 27 آب 2016 / ثقافة / 2597
شارك الموضوع :

أخرج حقیبته، نظر إليها بابتهاج.. برقت عيناه.. وهج عينيه ينبئ عن البجح الكامن في سويداء قلبه.. أخرج شدّة من النقود من فئة 25000 دينار

أخرج حقیبته، نظر إليها بابتهاج.. برقت عيناه.. وهج عينيه ينبئ عن البجح الكامن في سويداء قلبه.. أخرج شدّة من النقود من فئة 25000 دينار.. مليونان ونصف.. تمتم بتبجح.. أخرج شدة أخرى وثالثة ورابعة.. عشرة ملايين.. غمغم بسعادة بالغة كسرور ظمآن ارتوى من عذب ماء بعد طول الظمأ، أو تائهٍ في الفيفاء يائس من حياته وجد الدرب بعد طول العناء.

وضع تلك النقود في الموقد وأشعلها.. وضع عليها إبريق الشاي، وترك الشاي (يتهدّر).. اللهيب الساطع من تلك النقود تصنع في داخله أحاسيس جميلة.. كل شعلة تتلوی يتطاير معها شعور ممتع ..الكبرياء ..الشموخ .. نشوة البطر.

سكب كوباً من الشاي، قدمه لضيفه قائلا بتبجح: أشرب واهنأْ فقد صرفت لصنع هذا الشاي 10 ملايين دينار!!، لأجل تصرفه هذا عُرِفَ في المدينة كلها بخلل في العقل ونقصان في الإدراك.. جنون غامض یجعله يحرق دنانير كثيرة ليصنع كوبا من شاي لا يثمّن إلا بألف دينار.. وكما قيل قديماً وحديثاً: الجنون فنون.

سمعت هذه الحكاية ممن كان قد التقى بهذا التاجر.. تأسّفتُ لأن تلك الدنانير ضاعت بلا هدف، وكان ممكنا أن تساهم في رفع المستوى المعيشي لكثير من عوائل الأيتام والفقراء.. كان يمكن أن تنصب في مجال الثقافة وبذلك تساهم في رفع المستوى الثقافي للمجتمع.. كان يمكن أن تصرف في بناء المستشفيات والمستوصفات وبذلك ترفع المستوي الصحي.. لكن أُحرقت وضاعت هباءً.

تأملت قليلاً فأدركت فجأة أننا أيضاً نقوم بمثل هذا العمل.. بل بأشنع منه.. فالنقود لو ضاعت يمكن أن تُسترجع.. لكن لحظات العمر لو ضاعت وأُتلفت لا يمكن استدراكها.. المال يعوض لكن فرصة العمر إنما هي واحدة ولو خسرناها لا يمكن أن نتداركها.

الدقائق التي نحرقها ونحن نجري هنا وهناك باحثين في المواقع التي لا تضر ولا تنفع. الساعات التي نقضيها والعينان تحلقان في شاشة التلفاز متابعين مسلسلات لا تهدف إلا لسحق الأخلاق، ليس فقط إضاعة لكنز ثمين وهبه الله لنا، بل هو ضياع في تيه، وخسارة للفكر الذي زودنا الله به لمعرفة الحق من الباطل واتباع الأحسن دون الحسن.. لكننا نعرض تفكيرنا لغيرنا ليقوم هو ببرمجته وبذلك خسرنا الكثير.

الساعات التي تشتعل وتتحول إلى رماد في الألعاب الإلكترونية.. في الثقافة الإسلامية ليس الثمن للساعات والدقائق فحسب، بل حتى الثواني لها قيمة باهظة.. وليس الثمن للعمر بل لكل نَفَس ثمن مرتفع: فالمثمن إمّا رضى الله أو سخطه؛ إنه الجنّة أو النار:

                 أنفاس عمرك أثمان الجنان فلا       تشري بها لهباً في الحشر تشتعل

عالم اليوم يعيش حالة من الضياع والتيه.. وذلك لأننا نسينا الهدف وانشغلنا بتوافه الأمور وأًصبحنا مصداقاً لمقولة أمير المؤمنين (ع) حيث يقول: هَمَجٌ‏ رَعَاعٌ‏ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ وَ لَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيق.

فانشغلنا بأمور تبعد عن الهدف أكثر مما تقرب الإنسان إليه ولمعالجة هذا الأمر لابد من اتخاذ بعض الخطوات العملية لتجديد روح الحياة نشير إلى بعضها:

 أولا: زرع روح الهدفية:

لابد من زرع روح الهدفية في الأطفال منذ نعومة أظفارهم حتى ينمو ويكبروا على هذه الروح؛ ولابد من تثقيف شبابنا على هذا التفكير حتى يتشبثوا بكل لحظة ودقيقة وساعة من حياتهم غير مضيعين لفرص الحياة في اللاشيء.

والأمر بحاجة إلى التخطيط، وعقد ندوات فكرية والمؤتمرات التي تهتم بشؤون الشباب ومتابعة الأمر كي نستطيع توجيه الجيل الحاضر إلى استثمار فرص الحياة.

ثانيا: عقد الدورات:

لابد من عقد كثير من الدورات في مختلف الشؤون العلمية والثقافية والمهارات الإجتماعية والمهارات العملية والرياضية. يجب أن لا نقتصر على الدورات الثقافية، بل لابد من تنمية المهارات العملية أيضا تجنبا للملل وجذباً لجميع الفئات. ولابد أن نتسلح في هذه الدورات بعناصر: الحداثة والأصالة، والتنوع والجاذبية والهيجان حتى يتمكن كل شاب أن يشترك في أي دورة تنسجم مع نفسيته وعلائقه. فقد رأيت الكثير ممن كان يرغب في المشاركة في الدورات الهادفة إلا أنه لم يجد ما تتوق إليه نفسه وتنسجم مع مشتهياته.

ثالثا: رحلات تربوية، ترفيهية، ثقافية:

من الخطوات الناجحة هي قيادة رحلات شبابية تتضمن التوعية والتثقيف والترفيه في آن واحد. وقد رأيت التأثير البالغ لهذه الرحلات الدينية- التوعوية على بعض من التقيت بهنَّ. تساعد هذه الرحلات أيضاً على تعميق الصلة بين الشباب وبين أهل البيت (ع) فيما لو كانت الرحلة إلى الأماكن المقدسة. أضف إلى ذلك ما في الأسفار من كسب التجارب واكتساب الإخوان وتعلم فن المعايشة وكما قال الشاعر:

               تغرب عن الأوطان في طلب العلى         وسافر ففي الأسفار خمس فوائد         

      تفرج هم واكتسـاب معيشة          وعلم وآداب وصحبة ماجـــد

رابعا: إقامة المسابقات:

من الخطوات المشجعة هي إقامة المسابقات إذ أن روح البشر كعموم وروح الشباب بالخصوص تتوق إلى التنافس. يمكن أن تكون هذه المسابقات في تلخيص كتب تم قراءته، أو في كتابة مقال، أو ايجاد أفضل قناة دينية وأكثرها جاذبية وإفادة على الصفحات الإجتماعية كتويتر وفيس بوك أو تلغرام. وهذه الخطوة الأخيرة ليس فقط مساهمة للشباب في نشر الثقافة بل يجعل الشاب يندمج ويتفاعل بحيث يصبح الإهتمام جزءً من شاكلته.

 

الفراغ
الشباب
الحياة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

     أم المؤمنين خديجة.. سند الاسلام

    النشر : الخميس 21 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    كيف تُمكَّن المرأة من المشاركة في صنع القرار الأسري؟

    النشر : الأثنين 18 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الحسن خارق السفن!

    النشر : الثلاثاء 27 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    بين الحرمين.. تحتضن معرض الكتاب الثاني عشر

    النشر : الثلاثاء 17 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    لا حلم كالتغافل.. لا عقل كالتجاهل

    النشر : الثلاثاء 02 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    قراءة في كتاب: في بيتنا مراهق!

    النشر : السبت 15 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 541 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 505 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 383 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 373 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 336 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1209 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1171 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1114 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1092 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1075 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 685 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 24 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 24 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 24 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة