بين منعطفات الحياة ودروسها نتعلم من أخطائنا التي فيها عبر ودروس كثيرة، فالأحداث تتشابك فيما بينها، وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن، امرأة مليئة بالعطف والحنان كانت متزوجة من رجل لم يكن غنيا، ولم يكن فقير الحال، كانت هذه العائلة تعيش الحياة بكل آلامها وأحداثها الحزينة والسعيدة، وأـتم الله عليهم ورزقهم بابن وأنعم عليهما به.
مضت الايام والليالي والساعات، فطرق بابهم الألم، والعلم عند الله، فأصاب المرأة مرض خبيث لا سبيل له سوى العلاج، فكان العلاج يشترى لها بأغلى الأثمان، ودخلت تلك المستشفى المعنية بمعالجة هذا النوع من المرض، فكانت مستشفى متواضعة ليس فيها إلا القليل من أدوات وأجهزة علاج المرضى، وكانت تحتوي على غرف صغيرة وفي كل غرفة يوجد اثنان من المرضى او ربما ثلاثة..
وحين بدأ المرض يأكل بأعضائها وتخلل جسدها، هنا فكرت بأن تزوج زوجها لامرأة اخرى ليكمل معها حياته، فبدأت تبحث عن امرأة لترضى بزوجها، وبعد ايام وجدت تلك المرأة، فزوجت زوجها بتلك المرأة وقالت لها أريد ان تربي ابني عندك، كما ربت ام البنين أولاد الزهراء، هكذا اريد أن تضعيه في عينيك، فقبلت ذلك ووضعته عندها، وبعد مرور أشهر لم تنجب تلك المرأة طفلاً، فقالت لها لما لا نذهب للطبيب للعلاج وسيرزقك الله أطفالاً..
حينها ذهبت وعالجت نفسها ورزقت بطفل، فقاموا بتربية الأبناء معا، وبعد أيام خرجت الزوجة الثانية إلى خارج الدار ووضعت طفلها عند تلك الزوجة الأولى ليلعب مع ابنها، وفي هذه الأثناء كانت تجهز بعض الطعام لزوجها فكان هناك قدر مملوء بالماء الساخن لكي تضعه في الأرز، فجأة أتى ذلك الطفل تحتها فوقع الماء الساخن على رجله وأصيبت بحروق، بعدها رجعت الزوجة الثانية إلى الدار فرأت المنظر والحالة التي وجدت فيها ولدها، فأخذته وخرجت ذاهبة إلى أهلها، وأخذت أبنها معها..
وبعد أن أتى زوجها إلى المنزل قالت له زوجته الاولى أذهب وارجع زوجتك، فخرج وذهب لبيت زوجته فقالت له لا ارجع معك وان رجعت أريد منزلاً لوحدي، فقال لها من أين لي بالمنزل لزوجتي لقد اشترته من مالها فكيف بي ذلك، وبعد مرور ايام ذهبت الزوجة الاولى للمستشفى لتلقي العلاج ورقدت لمدة يومين، وبعد ان عادت وجدت البيت مقسوما الى نصفين، فأصابها الذهول لما فعل زوجها بالمنزل، فقالت له لأنك فعلت بي هكذا فلا اريدك لا انت ولا زوجتك ولا تعرفني ولا أعرفك اخرج من هنا، وبقيت وحدها وابنها معها وهي الى حد هذه اللحظة تذهب للعلاج بمساعدة جارتها التي تجالسها دائماً.
إن الحياة تعلمنا دروسا بالمجان، ومن أخطائنا نأتي بها أي مكان ليس في بيوتنا بل بفكرنا وعقلنا الخاطئ الذي يودي بنا نحو الهاوية، هذه المرأة ارادت ان تبني مستقبلاً وبيتاً عامراً لكن سرعان ما هوى فوقها وانكسر كل شيء، فعلينا ان نعلم ان الله لا يتركنا مهما فعلنا لأنه بعد حين من الزمن يرينا أخطاءنا الفادحة، يجعلنا ننقذ اروحنا قبل الوقوع فيها، لنعلم ونتعلم من خطواتنا ونتدارسها قبل حلولها، ولنعش بأمان وسلام وفي طاعة بارينا.
فالحمد لله الذي اعطانا عقولا لنفكر فيها واعطانا قلوبا لنرى ماذا نفعل ونريد، فكل منعطفات الحياة مستقيمة ونحن نعرقل الحياة.
هذه قصة حقيقية من واقع حياة امرأة.
اضافةتعليق
التعليقات