قال الله في كتابه الحكيم: (وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
إننا عندما نقرأ الأدعية المأثورة عن أهل البيت (عليهم السلام) لا نجد فيها طلباً للحوائج: سواء كانت اجتماعية، دنيوية أم اخروية وما يتعلق بأولادنا لو أرحامنا أو أصدقائنا وسائر المؤمنين، كل هذه الحوائج تجدها عادة ما تكون في الأدعية، حتى ورد الدعاء للأموات: (اللهم ادخِلْ عَلَى أَهلِ القُبُورِ السُّرُور).
والدعاء للفقراء: (اللَّهُم أَغْنِ كُلَّ فَقِير).
والدعاء للجائعين: (اللهم أشبع كل جَائع).
إلى غيرها من الجُمل التي نقرأها في شهر رمضان المبارك. بل من ضمن الأدعية أن الشخص يطلب من الله أن يجعل مقبولا ومحبوبا في المجتمع وأن لا يكون منبوذاً عند الناس، وهي إحدى الحاجات الأساسية التي يحضرها علماء الاجتماع وعلماء النفس، فحتى هذا الدعاء مذكور في ضمن الأدعية.
تقرأ في زيارة أمين الله ، بعد البدء بكلمات السلام: «السلام عليك يا أَمِينَ الله في أرضه.... بعد هذه المقاطع تقول: «اللَّهُمَّ فَاجْعل نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ ... محبوبَةً فِي أَرْضِكَ وَسَمَائِكَ».
المؤمن يطلب من الله أن يكون مقبولاً ومحبوباً في السماء، ولعل المقصود عند الملائكة، ومحبوباً في الأرض، حتى هذه الإلتفاتة موجودة في الأدعية.
ولكن السيد الوالد (حفظه الله) كان يقول: في كل الأدعية التي رأيتها والتي سمعتها وقرأتها لم تجدها (حسب التتبع فقط) دعاء واحد يقول: "اللهم زوج كل أعزب"، أو «اللهم زوج جميع العزاب»، أو "اللهم زوج جميع العازبات، مع أن الزواج نصف الدين يعني مهم جداً".
(اللهم أدخل على أهل القبور السرور) هذا دعاء للأموات، أما (اللهم زوج كل أعزب) هذا دعاء للأحياء، والزواج نصف الدين كما جاء في الحديث (منْ تزَوَّجَ أَحْرَزَ نِصْفَ دِينِهِ) وفي حديث آخر: «فَلْيَتَّقِ اللهَ فِي اللَّهَ فِي النِّصْفِ الْآخَرِ أوِ الْبَاقِي».
الرواية : رَكْعَتَانِ يُصَلِّيهِمَا مُتَزَوجِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِين رَكْعَةً يُصَلِّيهِما أَعْزبُ.
اكتشف عندنا في الأحاديث: (المتزَوِّجُ النَّائِمُ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْقَائم الأعزبِ) يعني موقوف من أول الليل إلى الصباح، وشخص آخر أعزب من أول الليل يبدأ بالأدعية وصلاة الليل والعبادة والذكر والمناجاة والتضرع إلى الصباح، من هو الرائع عند الله؟ المتزوج أفضل عند الله من العابد الأعزب.
لماذا؟
هذه الحالة المهمة - الزواج - لم نجد ولا إشارة واحدة في الأدعية.
الجواب على ذلك: هو أن الزواج لم يكن يزيد مشكلة اجتماعية، في الكافي، منهج الله وفي منهج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي منهج الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، أي عندما كان منهج الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الحاكم، لا كما هو الآن، حيث إن المناهج وآلية الوضعية هي الحاكمة، كان مشاركاً طبيعياً سهلاً من شؤون الحياة ، فلم تكن ظاهرة تسمى ظاهرة العزاب أو العازبات، ولم تكن مشكلة تسمى مشكلة الأرامل أو المطلقات، إنما كان الزواج بسيطاً إلى أبعد الحدود.
اضافةتعليق
التعليقات